هجوم يوم الصفر.. التهديد الخفي في عالم الأمن السيبراني

هجوم يوم الصفر.. التهديد الخفي في عالم الأمن السيبراني
الترند العربي – متابعات
في عالم يشهد تسارعًا رقميًا غير مسبوق، يبرز مصطلح “هجوم يوم الصفر” كواحد من أخطر التهديدات السيبرانية التي تواجه الأنظمة والمؤسسات وحتى الأفراد، نظرًا لطبيعته المباغتة وصعوبة التنبؤ به أو الاستعداد له بشكل كامل.
ويُعرف هجوم يوم الصفر (Zero-Day Attack) بأنه استغلال لثغرة أمنية غير معروفة مسبقًا من قِبل المطورين أو الشركات المسؤولة عن النظام أو البرنامج المستهدف، ما يمنح المهاجمين فرصة للاختراق قبل إصدار أي تحديث أو تصحيح تقني (Patch).
تهديدات معقدة وتقنيات متقدمة
يُعد هذا النوع من الهجمات معقدًا للغاية، إذ يعتمد القراصنة على اكتشاف ثغرات غير معروفة مسبقًا، ثم استخدامها للتسلل إلى الشبكات أو سرقة بيانات حساسة أو حتى تعطيل أنظمة تشغيل كاملة.
وفي 2025، سجلت عدة مؤسسات حول العالم، بما في ذلك بنوك وشركات تكنولوجية كبرى، محاولات لاختراق أنظمتها عبر ثغرات “يوم الصفر”، مما أثار قلقًا واسعًا في الأوساط التقنية والحكومية.
كيف يحدث الهجوم؟
تبدأ العملية عادةً بقيام الهاكرز بمسح الأنظمة بحثًا عن ثغرات غير معلنة، وبمجرد اكتشافها، يتم تطوير أدوات خاصة لاستغلالها، تُستخدم غالبًا في هجمات موجهة تستهدف مؤسسات أو دول معينة.
ولأن الشركات المعنية لا تكون على علم بهذه الثغرات أصلًا، فإن الهجوم يتم دون أي تحذير، مما يضع فرق الأمن السيبراني أمام تحديات هائلة في الكشف المبكر والاستجابة السريعة.
الوقاية والتأهب
رغم صعوبة الحماية من هجمات يوم الصفر، إلا أن هناك استراتيجيات للحد من تأثيرها، أبرزها تحديث الأنظمة بشكل دوري، واستخدام أنظمة كشف التسلل المتقدمة، بالإضافة إلى تبني نهج أمني استباقي يعتمد على الذكاء الاصطناعي وتحليل السلوك.
كما تلعب فرق الاستجابة للطوارئ السيبرانية دورًا مهمًا في تتبع هذه الثغرات والتبليغ عنها، في وقت أصبحت فيه تجارة الثغرات جزءًا من سوق سوداء إلكترونية ضخمة.
مستقبل المواجهة
مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، يتوقع الخبراء أن تزداد هجمات يوم الصفر تعقيدًا وانتشارًا، ما يستدعي تعاونًا دوليًا وابتكارًا في آليات الحماية، لتأمين البنى التحتية الرقمية من مخاطر لا يمكن التنبؤ بها.
وفي عالم رقمي هش، يظل وعي المستخدمين والمؤسسات هو خط الدفاع الأول، في وجه تهديدات لا تطرق الأبواب قبل أن تقتحم.