في ذكرى رحيله.. “أحمد رفعت” الحلم الذي لم يكتمل في الكرة المصرية

في ذكرى رحيله.. “أحمد رفعت” الحلم الذي لم يكتمل في الكرة المصرية
الترند العربي – متابعات
في مثل هذا اليوم، تستحضر الأسرة الرياضية في مصر والعالم العربي ذكرى أليمة، فقدان أحد أبرز نجوم الكرة المصرية في السنوات الأخيرة، أحمد رفعت، اللاعب الذي خطف القلوب بمهاراته، ورحل في لحظة مأساوية لا تزال محفورة في الذاكرة.
تحل ذكرى رحيل رفعت هذا العام وسط مشاعر مختلطة من الحزن والحنين، حيث ما زالت صوره ولمساته الكروية عالقة في أذهان الجماهير، التي وجدت فيه نموذجًا نادرًا للاعب الموهوب المتواضع، الذي أحب الكرة وأخلص لها حتى اللحظة الأخيرة.
بداية مشوار فتى موهوب
وُلد أحمد رفعت في 21 سبتمبر 1993، وبدأ مشواره الكروي في قطاع الناشئين بنادي إنبي، حيث لفت الأنظار سريعًا بلمسته المميزة وسرعته ومهاراته في المراوغة. انتقل إلى نادي الزمالك، وهناك بزغ نجمه بقوة، ليصبح أحد أبرز الأسماء الشابة في مركز الجناح الأيسر.
لاحقًا، تنقّل بين عدد من الأندية، أبرزها إنبي، الاتحاد السكندري، المصري البورسعيدي، وفيوتشر، كما خاض تجربة احترافية خارجية مع نادي الوحدة الإماراتي. ولم تغب موهبته عن أعين المنتخب الوطني، حيث مثّل مصر في عدد من المناسبات مع المنتخب الأول ومنتخب المحليين.
اللحظة التي أوقفت الزمن
في أبريل 2024، وخلال مباراة بين فيوتشر والاتحاد السكندري ضمن منافسات الدوري المصري، سقط أحمد رفعت بشكل مفاجئ على أرض الملعب دون أي احتكاك، في مشهد أصاب الجميع بالذهول.
سارعت الأطقم الطبية للتدخل، وتم نقله إلى المستشفى، حيث تبين إصابته بأزمة قلبية حادة أدخلته في غيبوبة استمرت لأسابيع.
وبين أمل ويأس، تحسّنت حالته قليلًا وخرج من المستشفى وسط دعوات الجميع بتمام شفائه، إلا أن القدر كان أقرب، وأُعلن عن وفاته بعد أيام، ليخيم الحزن على الوسط الرياضي بأكمله.
مسيرة قصيرة.. لكنها صنعت الأثر
رغم قصر سنواته في الملاعب، إلا أن أحمد رفعت استطاع أن يخلّد اسمه بين أبناء جيله.
ساهم في تتويج الزمالك بكأس مصر، وكان ركيزة أساسية في مشوار نادي فيوتشر نحو المنافسات القارية.
تميّز بأسلوب لعب أنيق، وصناعة للفرص، وسجل أهدافًا حاسمة ظلت عالقة في أذهان المشجعين. لكن الأهم من ذلك، أن رفعت كان محبوبًا بأخلاقه الرفيعة وتواضعه وإنسانيته داخل وخارج الملعب.
ذكرى لا تموت
تحوّلت ذكرى رحيل أحمد رفعت إلى مناسبة إنسانية تستعيد فيها الجماهير صورة اللاعب المبتسم دائمًا، المجتهد بلا ضجيج، والذي أعطى كل ما لديه للعبة التي عشقها.
وها هي مواقع التواصل الاجتماعي تمتلئ بالدعوات، وصوره تُعاد مشاركتها، وقصصه تُروى، لتؤكد أن هناك أسماء لا تُنسى، حتى وإن غابت أجسادها عن الملاعب.
رحمك الله يا رفعت
في زمن تُقاس فيه الإنجازات غالبًا بالأرقام، يبقى أحمد رفعت شاهدًا على أن التأثير الحقيقي يُقاس بالمحبة، والذكرى الطيبة، والاحترام الذي تركه خلفه.
رحم الله أحمد رفعت، وأسكنه فسيح جناته، وجعل من ذكراه الطيبة نبراسًا للأجيال القادمة، بأن الخلق والوفاء هما البطولة الأسمى في عالم الرياضة.