في ذكرى ميلادها.. “فاتن حمامة” أيقونة السينما التي علّمت “رشدي أباظة” احترام الوقت وتزوجت ثلاث مرات
الترند العربي – متابعات
في مثل هذا اليوم، تحل ذكرى ميلاد سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، التي لم تكن فقط رمزًا للفن الراقي، بل أيضًا مثالًا يُحتذى به في الانضباط والالتزام، خاصة فيما يتعلق بأخلاقيات العمل واحترام المواعيد.
احترام الوقت.. أسلوب حياة
اشتهرت فاتن حمامة بتقديرها الكبير للوقت، حيث كانت تصل إلى مواقع التصوير قبل موعدها بساعتين على الأقل لتستعد نفسيًا وعمليًا لأدوارها. وفي أحد اللقاءات التليفزيونية، استرجعت واقعة جمعتها بالفنان رشدي أباظة أثناء تصوير فيلم “لا وقت للحب” عام 1963، حيث كان أباظة معروفًا بعدم التزامه بالمواعيد.
في يوم من أيام التصوير، حضرت فاتن في تمام الثامنة صباحًا، رغم أن موعد التصوير كان محددًا للعاشرة، ورفضت أن يقوم فريق العمل بالاتصال برشدي لتذكيره أو استعجاله. وبعد أن انتهت من استعداداتها، جلست بهدوء أمام باب الاستوديو تقرأ كتابًا وتتصفح المجلات. وعندما وصل رشدي أباظة متأخرًا وشاهدها على هذه الحالة، شعر بإحراج بالغ، وجاء في اليوم التالي في موعده تمامًا، في موقف تحول إلى درس خالد في المهنية والاحترام المتبادل.
مسيرة حافلة بالإنجازات
بدأت فاتن حمامة مشوارها الفني في سن مبكرة، حيث شاركت في أول أفلامها “يوم سعيد” عام 1940 وهي في التاسعة من عمرها، لتبدأ رحلة امتدت لأكثر من نصف قرن، وقدّمت خلالها أكثر من 100 فيلم تنوعت بين الكلاسيكي، والاجتماعي، والرومانسي، والإنساني.
في عام 1996، تم اختيارها كأفضل ممثلة في تاريخ السينما المصرية خلال احتفالية مئويتها، كما وُضعت تسعة من أفلامها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية.
نالت خلال مسيرتها عددًا من الجوائز والتكريمات أبرزها:
الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة (1999)
جائزة نجمة القرن (2000)
وسام الأرز اللبناني
وسام الكفاءة الفكرية المغربي
كما مثلت مصر في أبرز المهرجانات السينمائية العالمية، منها:
مهرجان كان عن فيلمي “صراع في الوادي” (1954) و”دعاء الكروان” (1959)
مهرجان برلين حيث رُشّح “دعاء الكروان” لجائزة أفضل فيلم
حياتها الشخصية.. بين الفن والزواج
تزوّجت فاتن حمامة ثلاث مرات، كان أولها من المخرج عز الدين ذو الفقار (1947–1954)، وأنجبت منه ابنتها نادية. ثم تزوّجت من الفنان العالمي عمر الشريف (1955–1974)، الذي اعتنق الإسلام من أجلها، وأنجبت منه ابنها طارق. وفي عام 1975، تزوجت من الطبيب المعروف محمد عبد الوهاب، وظلت معه حتى وفاتها عام 2015.
رحلت فاتن حمامة بعد أن تركت إرثًا فنيًا وإنسانيًا نادرًا، جعلها بحق “سيدة الشاشة” وأيقونة لا تُنسى في تاريخ السينما العربية
