الأسرة والمجتمع

“جيل Z” في الوطن العربي.. ما الذي يميزهم عن الأجيال السابقة؟

جيل Z في الوطن العربي: ما الذي يميزهم عن الأجيال السابقة؟

الترند العربي – متابعات

مع دخول جيل Z (المولودين بين عامي 1997 و2012) إلى سوق العمل والحياة الاجتماعية بشكل فعّال، بدأت تتكشف ملامح جيل جديد يختلف كليًا عن الأجيال السابقة في نظرته للعالم، وطريقة تفكيره، ووسائل تواصله، وحتى في طموحاته وتحدياته.

في هذا التقرير نسلط الضوء على أبرز السمات التي تميز جيل Z في الوطن العربي، وكيف يختلف عن جيل الألفية (Millennials) والأجيال السابقة، مع التركيز على الجوانب الثقافية، والتكنولوجية، والاجتماعية، والتعليمية.

من هم جيل Z؟ تعريف وملامح عامة

يُعرف جيل Z بأنهم الشباب الذين وُلدوا بين أواخر التسعينيات وبداية العقد الثاني من الألفية الثالثة. هؤلاء نشأوا في عالم رقمي بالكامل، حيث الإنترنت، والهواتف الذكية، ومنصات التواصل الاجتماعي كانت جزءًا لا يتجزأ من طفولتهم ومراهقتهم.

يمتاز هذا الجيل بسرعة الوصول إلى المعلومات، والتعلم الذاتي، والانفتاح على قضايا متنوعة مثل البيئة، والمساواة، وحقوق الإنسان.

التكنولوجيا في قلب حياتهم اليومية

جيل Z العربي لا يتعامل مع التكنولوجيا كأداة، بل كامتداد طبيعي لحياته. الهواتف الذكية، تطبيقات التواصل، الألعاب الإلكترونية، والعمل الحر عبر الإنترنت، جميعها ليست رفاهية بل ضرورة.

يشير خبراء التكنولوجيا إلى أن هذا الجيل لديه قدرة مذهلة على التكيّف مع المنصات الرقمية الجديدة، بل والمشاركة في صناعتها وتطويرها أحيانًا، خاصة في مجالات مثل البرمجة، وصناعة المحتوى، والتصميم الجرافيكي.

التعليم والعمل: أولويات جديدة وطموحات مختلفة

بعكس الأجيال السابقة، لا يرى جيل Z أن النجاح يرتبط فقط بالحصول على وظيفة حكومية أو شهادة تقليدية. بل يسعى العديد من شبابه إلى العمل عن بُعد، تأسيس مشاريعهم الخاصة، أو حتى احتراف مجالات إبداعية مثل البودكاست وصناعة المحتوى.

هذا التحول يُجبر المؤسسات التعليمية في الوطن العربي على إعادة التفكير في المناهج، وأساليب التدريس، لتتناسب مع تطلعات هذا الجيل المتجددة.

وعي اجتماعي وسياسي مبكر

يمتلك جيل Z وعيًا حادًا بالقضايا المحلية والعالمية، ويتابع الأخبار بانتظام عبر المنصات الرقمية، كما يعبر عن رأيه بحرية.

ظهر ذلك جليًا في حملات إلكترونية متعددة قادها شباب عرب عبر “تويتر” و”إنستغرام”، للمطالبة بالتغيير أو التضامن مع قضايا إقليمية ودولية.

رغم الإمكانيات الكبيرة التي يمتلكها جيل Z، إلا أن الضغوط النفسية تمثل أحد أكبر التحديات التي تواجهه، بسبب القلق المستمر من المستقبل، والركض وراء الكمال على وسائل التواصل، وصراع القيم بين الهوية التقليدية والانفتاح العالمي.

جيل مختلف يصنع المستقبل

جيل Z في الوطن العربي ليس مجرد امتداد لما قبله، بل هو جيل يحمل سمات خاصة، وقدرات غير مسبوقة، وتحديات تتطلب فهماً عميقاً من المؤسسات والمجتمعات.

فهم هذا الجيل هو الخطوة الأولى نحو مستقبل عربي أكثر تطورًا وتكاملًا مع العالم الرقمي المتسارع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى