فاطمة العدلانيكُتاب الترند العربي

منتصف الطريق

فاطمة العدلاني

لا نعلم أين نَحنُ مِن الوجهه ..
بَعض الطُرق تُشبه بعض ولو كان العمر سيرا على الأقدام بالمعنى الغير مجازي لهلكت كعوبنا سيراً.
ولكن المعنى غير مجازي بالفعل في السير الفكري أحيانا تتهالك أفكارنا بَحثاً عن حلٍ لمشكلة ..وجهة لِمسيرة …قرارا لعمرٍ …
شِئت أم أبيت في المراحل العمرية المختلفة حتما سيواجهك أمورا مصيرية لا تُحسب إلا بالورقة والقلم وأحياناً أُخرى أعِدَك أنك سترمي بالورق عرض الحائط وتقول( إذا خاطبكم أحد بالعاطفة فلا تعجزوه بالمنطق )
كمن يقف في المنتصف وعليه اختيار الوجهة في الحال وبشكل سريع،
وفكرة اتخاذ القرار في حد ذاته ليست هينه لأنه وببساطة الأمور والأشخاص والمواقف ليست بطونها كظواهرها .
أحيانا يكون اليمين يساراً في عواقبه فليست كل الأشياء كما تبدو وليست نظرتنا المحدودة قادرة علي الإلمام بعواقب الأمور فمثلا المنطق والقاعدة تقول ظُن خيرا في من لم ترَ منه الشر و المسثتني يقول لا تأمن لِتسلم .
فلكل قاعدة مستثني.
لذلك حتي الخبرات الحياتية لا تُجدي أحيانا في اتخاذ القرارات السليمةو يستلزم الشورى وربما لا يجب فيه إلا الصوت العقلي والنفسي دون تدخل آخر كمن يقرر كيف يرسم خيط حياته ومنهجية أسلوبه… وخاصة أن لكل شخص مسلكه في الحياة يجوز له مالا يجوز لغيره .
حتي الأشخاص لا تدل ظواهرهم على عقولهم أو ذاتهم أو بالمعنى المقصود أصولهم!
كل من حولك ولو عاملتهم دهرا فأنت لا تعرفهم ما دمت لم ترى عشرتهم ولكن جرت العاده عالحكم من الهيئة العامة وما شابه ..كما قالوا (الانطباع الأول يدوم ) !!
اعترض وبشدة! أنت لا تعلم ما يمر بهم صدفة أول لقاء حتى تحكم على من رأيت أول انطباع عنه الحزن أو الفرح، الثقة أو الخوف، الإقدام أو الجبن أو أي صفة لازمتهم بها، أنت لا تعلم أي شيء عن من حولك لا تعرف حقا من هم!
فلا تظن سوءا فتَذِم ، ولا تثق دون يقين فتنبهر وتنصدم!
الاعتدال خيرٌ في كل شيء.
قرارات منتصف الطريق غالباً تحتاج التأني والتمهل وقبل هذا وذاك التوكل على الله فربما لم يصب اختيارنا لقصر نظرنا وربما الخير كل الخير في فقد ما لم نختاره مسبقا فكان الفقد مكسب في حد ذاته.
فالقرار صعب اتخاذه و يصعب تنفيذه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى