عمر غازي

نادي “الصفر” السوداني

عمر غازي

في السودان، حيث تنقسم الجماهير بين الأحمر والأزرق، يبقى الجدل قائمًا حول هوية النادي الأكثر فخرًا بإنجازاته. فبينما يمتلئ تاريخ كرة القدم السودانية بالمنافسة الشرسة بين الهلال والمريخ، تبقى الحقيقة التي لا يجرؤ الكثيرون على الاعتراف بها واضحة: المريخ هو النادي الوحيد الذي رفع اسم السودان عاليًا على المستوى القاري، بينما بقي الهلال، رغم جماهيريته الطاغية، أسيرًا للألقاب المحلية.

الهلال، الذي يُلقب بـ”سيد البلد” بين أنصاره، ظل يبحث عن مجد قاري منذ تأسيسه عام 1930. ورغم وصوله إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا مرتين عامي 1987 و1992، إلا أنه لم ينجح في تحقيق أي بطولة إفريقية، حيث اصطدم بفرق تفوقت عليه، وبقيت خزائنه خالية من أي تتويج قاري. هذه الحقيقة جعلت جماهير الفرق المنافسة تطلق عليه لقب “نادي الصفر”، في إشارة إلى رصيده القاري الذي لم يتغير رغم مرور العقود.

على الجانب الآخر، المريخ، الذي تأسس عام 1927، كتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة السودانية. فكان أول نادٍ سوداني يحقق بطولة قارية عندما تُوج بكأس الكؤوس الإفريقية عام 1989، وواصل تألقه بحصد بطولات إقليمية مثل كأس سيكافا للأندية ثلاث مرات. هذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتاج رؤية واضحة واستثمارات ذكية في اللاعبين والجهاز الفني.

لكن لماذا لم ينجح الهلال، رغم امتلاكه قاعدة جماهيرية ضخمة وإمكانات مالية قد تكون الأكبر في السودان، في كسر هذه العقدة القارية؟ وفقًا لتحليلات رياضية، فإن الهلال، رغم وصوله المتكرر للأدوار النهائية، كان يفتقر إلى الحسم في المباريات الكبرى. حيث أظهرت الإحصائيات أن الفريق خسر جميع النهائيات القارية التي خاضها على مدار تاريخه، بينما يتميز المريخ بقدرة أكبر على استغلال الفرص في المباريات الحاسمة، وهو ما انعكس في تتويجه بالألقاب القارية.

الجدل بين جماهير الفريقين لن ينتهي. فالهلال يملك تفوقًا محليًا في عدد مرات الفوز بالدوري السوداني، لكن المريخ وحده من حمل لواء السودان في المحافل القارية. والسؤال الذي يبقى: هل يتمكن الهلال يومًا ما من كسر حاجز “الصفر القاري”، أم أن جماهيره ستظل تنتظر المجد المفقود جيلًا بعد جيل؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى