كُتاب الترند العربي

قوة الانطباع الأول في حياتنا اليومية

ملك الحازمي

خُلق البشر بتلك الغريزة الطبيعية لتقييم الآخرين بسرعة، وغالبًا ما تتشكل هذه الانطباعات الأولية خلال لحظات قليلة. تتأثر هذه الانطباعات بعدة عوامل، مثل ملامح الوجه، ونبرة الصوت، والجاذبية الشخصية، وحتى الحالة العاطفية العامة. والمثير للاهتمام أن الناس غالبًا ما يتمسكون بانطباعاتهم الأولى ويجدون صعوبة في تغييرها، حتى في مواجهة أدلة واضحة تخالف توقعاتهم.

لهذا السبب، يصبح من الضروري أن يكون الشخص واعيًا بكيفية تقديم نفسه خلال اللقاء الأول. يمكن الاستفادة من مهارات إدارة الانطباع، مثل تحسين المظهر وإبراز نقاط القوة الشخصية، لضمان ترك انطباع إيجابي يدوم. بدءًا من اختيار الملابس المناسبة، وتحسين الوضعية، وصولاً إلى اختيار موضوعات محادثة جذابة، كل ذلك يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا.

كيف تترك انطباعًا أوليًا جيدًا؟

تشكيل الانطباع الأول يستغرق عادةً سبع ثوانٍ فقط، وهي فترة قصيرة جدًا. خلال هذا الوقت، يصنّف الناس الآخرين بناءً على مظهرهم وأصوتهم أكثر من كلماتهم. في كثير من الأحيان، يتأثر هذا التصنيف بعوامل ضمنية لا يدركها الشخص نفسه، مثل التحيزات الاجتماعية أو الثقافية.

على سبيل المثال، قد يميل البعض إلى منح الثقة بسرعة للأشخاص ذوي المظهر الجذاب أو الذين يعبرون عن أنفسهم بثقة، في حين يُنظر إلى أصحاب الوجوه الطفولية على أنهم أقل جدية. هذه الديناميكية تُظهر أن الانطباع الأول هو عملية متبادلة، تتأثر بما يظهره الشخص وما يراه المراقب.

كما أن الانطباع الأول قد يختلف باختلاف الثقافات. على سبيل المثال، في بعض المجتمعات مثل الصين، يُعطى الانطباع الأولي أهمية للكفاءة والذكاء أكثر من المظهر الجسدي أو القوة البدنية.

هل تركت انطباعًا جيدًا؟

بعد المحادثة الأولى، قد يشعر البعض بالقلق ويميلون إلى التقليل من جودة الانطباع الذي تركوه. هذا الشعور يُعرف بـ” فجوة الإعجاب”، حيث يفترض الشخص أنه لم يترك انطباعًا جيدًا، بينما الواقع قد يكون مختلفًا تمامًا.

إضافةً إلى ذلك، قد تخدعنا “تأثير دائرة الضوء”، حيث نعتقد أن الآخرين يركزون علينا بشكل مبالغ فيه ويحكمون علينا بشكل صارم، في حين أنهم ربما لا يلاحظون الأخطاء التي نعتقد أنها واضحة.

نصائح لترك انطباع أولي جيد

 كن واعيًا بأسلوبك في الحديث: أظهر حماسك وتحدث بثقة، ولا تخف من التعبير عن مشاعرك.

 انتبه إلى لغة جسدك: حافظ على وضعية معتدلة وتواصل بصري ملائم لإظهار الاهتمام والثقة.

 طوّر مهارات سرد القصص: قصص بسيطة وشيقة يمكن أن تساعد في كسر الجليد وخلق اتصال مع الآخرين.

 أظهر اهتمامًا حقيقيًا: استمع باهتمام لما يقوله الآخرون، فهذا يترك لديهم انطباعًا إيجابيًا قويًا.

 استثمر في التفاصيل الصغيرة: كاختيار ملابس مناسبة ومريحة تعكس شخصيتك، والاهتمام بنبرة صوتك وتعبيرات وجهك.

المصدر: سبق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى