
بين الرضا والملل وفقدان الشغف!
أحمد عبدالهادي
في حياة كل منا، تأتي لحظات يشعر فيها بالتعب والإرهاق، وكأن الروتين اليومي يسلبه طاقته، ويشعر بالملل من التكرار، ثم يحاول البحث عن جديد، عن تغيير كبير ينعش روحه ويكسر حالة الجمود التي يشعر بها، لكنه في الوقت نفسه، يشعر بالرضا عن حياته، راضي عن ما لديه، متصالحًا مع واقعه وحياته، لكن هذا التناقض الغريب يجعلنا في صراع داخلي بين القبول والبحث عن التغيير.
الحياة اليومية قد تتحول إلى دائرة فارغة، نكرر فيها نفس الشيء بشكل يومي ونتعامل مع نفس التحديات باستمرار، لكن مع الوقت، نفقد شغفنا، ويسيطر الملل علينا في أوقات كثيرة، وسط شعور بنقص الإنجازات، ويريد كل منا البحث عن شيئًا مختلفًا، جديدًا، يمنحنا إحساسًا بالحياة حتى يبقى هو الدافع للاستمرارية.
لكن برغم كل الإرهاق الذي يحدث نتيجة الملل، يظهر الرضا النابع من الداخل، يجعلنا نقدر ما لدينا ونتقبل واقعنا، ولكن علينا ان نحذر بأن لا يعني الرضا البقاء في مكان واحد دون تقدم، فيمكننا أن تكون راضيين عن حياتنا، وفي الوقت نفسه نسعى للأفضل، فالرضا والتغيير أصدقاء وليس أعداء، بل يمكن أن يسيرا جنبًا إلى جنب ليمنحونا قوة كبيرة يمكننا من خلالهما الوصول لما هو مطلوب.
التغيير لا يعني أن تهدم كل شيء وتبدأ من جديد، بل نحتاج تغييرات بسيطة تكفي لتجديد حياتنا، كتعلم شيء جديد مهارة، لغة، أو حتى هواية ممتعة، كما علينا أن ركّز على ما يجعل بين حياتنا ما يجعلها سعيدة.
لكل علينا أن نحذر جيدا، فالرضا هو أن نتقبل ما لدينا، والطموح هو أن نسعى لما نريده، والتوازن بينهما هو الحل، فعلينا أن لا نجعل الطموح يسرق سعادتنا، ولا نجعل الرضا أن يقيد أحلامنا.
المصدر: اليوم السابع