“مجدي يعقوب”.. قلب ينبض بحب الحياة
محمود عبدالراضي
في عالم يئن تحت وطأة الانشغال بالمصالح والمكاسب، يطل علينا رجلٌ من معدنٍ نادر، يعيد للأمل معناه، وللإنسانية رونقها، إنه الدكتور مجدي يعقوب، اسمٌ لم يكن يومًا مجرد لقبٍ علمي، بل صار رمزًا للرحمة والعطاء، كما لو أنه قلبٌ ينبض بالإنسانية في زمن باتت فيه القلوب تنبض بالألم، وقليلٌ هم من يتركون بصمةً حقيقيةً في حياة الآخرين.
لم يكن طريقه إلى قلوب الملايين مفروشًا بالورود، بل كان مليئًا بالصبر والجدية والعزيمة الحديدية، منذ بداية مسيرته الطبية، اختار أن يكون صوتًا للمهمشين، لا صدىً للأشخاص الذين يعيشون على هامش الحياة، تخصصه في جراحة القلب لم يكن مجرد ممارسة علمية؛ بل كان سعيًا متواصلًا لإنقاذ الأرواح، مع تذكيره لنا جميعًا بأن القلب لا ينبض بالأمل وحده، بل بالمثابرة.
إلى جانب براعته الطبية، يعكس الدكتور مجدي يعقوب في شخصه التواضع الكامل، فهو الذي أنقذ آلاف الأرواح، لم يسعى يومًا وراء الأضواء أو الشهرة، قلبه، الذي يعيد الحياة لمن فقدوا أملهم، لا يزال يحتفظ بجماله البسيط.
هو إنسان قبل أن يكون طبيبًا، يؤمن أن الشفاء ليس فقط في الجراحة، بل في الكلمة الطيبة، في الابتسامة، في التفهم العميق لحالة الإنسان، حتى وإن كان على سرير المرض.
وتحقيقًا لمبدأه النبيل في خدمة الإنسانية، أسس مركزاً للقلب في أسوان، ليمنح الأمل لأبناء بلده مصر، ولأبناء القارة السمراء، الذين يعانون من أمراض القلب في صمت.
هذا المركز لم يكن مجرد منشأة طبية، بل كان قمة في العطاء، صرحًا يعكس سعيه المتواصل نحو إنقاذ القلوب التي طالما بحثت عن يدٍ تمتد إليها،لكن وراء كل جراحة ناجحة، وراء كل ابتسامة على وجه مريض خرج من غرفة العمليات، يقف شخص لا يتوقف عن العمل ليلاً ونهارًا من أجل قضية آمن بها، فالدكتور مجدي يعقوب لم يكن مجرد طبيب متميز، بل كان معلمًا للأمل، سفيرًا للرحمة، ورجلًا حمل في قلبه طيبته وحكمته، ليجعل من الطب رسالة إنسانية سامية.
لقد علمنا الدكتور يعقوب أن القلب ليس مجرد عضلة تضخ الدماء، بل هو مصدر الحياة، والحب، والعطاء، وأن الإنسان لا يُقاس بحجم علمه، بل بعمق إنسانيته.
المصدر: اليوم السابع