نِعمة الوطن!
حبيبة محمدي
مدخل:
“وطَنى لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ
نازَعَتنّى إِليهِ فى الخُلدِ نَفسى”!.
“الحمدُ للهِ على نعمةِ الوطنْ”!
فى الموروث الشعبى للناس، أى المواطنين، يستعملون -عادةً- هذه الجملة، التى على بساطتها، فهى عميقة ومهمة.
وإنه ليس من قبيل الاستهلاك الإعلامى أنْ نوصى بالأوطان خيرًا، ونقول إن نعمة الوطن والشعور بالأمن والأمان فيه، لا تضاهيهما أى مشاعر أخرى، إطلاقًا!.
«والوطن لغةً: هو المكان الذى يسكنه الإنسان ويقيم فيه، الوطن محل الإنسان. واصطلاحا: هو البلد الذى تسكنه أمة يشعر المرء بارتباطِه بها وانتمائِه إليها…».
الوطن هو أجمل ما يملكه الإنسان وأبهى ما ينتمى إليه، وأجمل ما يتغنى به الشاعر..
أطهر أرض فى الكون، يملكها الإنسان، هى الوطن!.
إن الوطن هو ما يعزز فكرة الانتماء عند الإنسان، وفقا لهذا التعريف الأكاديمى: «الوطن هو المكان الذى يولد ويقيم فيه الإنسان مع جماعة من الناس يربطه بهم التاريخ، والحدود الجغرافية، والمصالح المشتركة، والشعور بالانتماء إلى المكان أمر فطرى، لكن لا يدعم هذا الانتماء ويعززه إلّا الشعور بأن هذا الكيان يحمى الإنسان، ويسهل عليه أمور حياته، ويكفل له حقوقه فى مقابل ما يلزمه نحوه من واجبات».
هذا وتدل الأطروحات الأكاديمية المتعددة على أن مصطلح أو مفهوم «الوطن» يجمع مختلف العوامل، منها: «الجغرافية، السوسيولوجية، الأيديولوجية، الفلسفية والدينية، الأنثروبولوجية والنفسية، وحتى القانونية»، مما لا يتسع له المقام فى هذا المقال!.
ماذا عسانا أن نكتب عن الوطن وقيمته، ووجوب حمايته والحفاظ عليه؟!.
فلا شىء يعوّض الأوطان فى الحياة.
والتجارب عبر التاريخ كثيرة!.
والغربة الحقيقية هى البعد عن الوطن، عن الأرض الأصلية للإنسان، والخسارة الحقيقية فى الحياة هى خسارة الأوطان التى ننتمى إليها، وما غير ذلك قد يعوض، إلا الوطن!.
إن حب الوطن من الإيمان، وقد اقترن فى القرآن الكريم بمحبة النفس والدين.
أما فى الشعر، فقد كتب شعراء كثيرون عن حب الوطن، لكن أشهرهم أمير الشعراء «أحمد شوقى»، الذى كتب قصيدته الخالدة فى عشق وطنه «مصر» الحبيبة، والتى غدت أيقونة للوطنية:
«وسَلا مِصْرَ هَلْ سَلا القلْبُ عَنْها
أَوْ أَسَا جُرْحَهُ الزَمانُ المُؤَسِى؟
كُلَّمَا مرَتِ اللَّيالى عَلَيْه
رَقَّ والعَهْدُ فى اللَّيالى تُقسِى
مُسْتطارٌ إذا البَواخِر رَنَّتْ
أوَّلَ اللَّيْلِ أَوْ عَوتْ بَعْدَ جَرْسِ
رَاهِبٌ فى الضُلوعِ للسُفْنِ فَطْنٌ
كُلَّمَا ثُرْنَ شاعَهُنَّ بنَقْسِ
وطَنى لَو شُغِلتُ بِالخُلدِ عَنهُ
نازَعَتنّى إِليهِ فى الخُلدِ نَفسى».
– حفظ الله أمتنا العربية.
المصدر: المصري اليوم