كُتاب الترند العربي

التسويق المحلي: كيف تخاطب جمهورك بلغة أقرب

الترند العربي – متابعات

يعدُّ التسويق أداة فعَّالة لمخاطبة الجمهور حول المنتجات والمؤسسات والعلامات التجارية، وكذلك الوصول إلى مرحلة النمو والنضج والتطور المستمر المتسارع، في أعين العملاء. يصل هذا التسويق بالمنتج نحو تطلُّعات وطموحات تصل إلى العالمية، فتعبر الحدود الوطنية إلى بِقاع شَتَّى.
لكنَّ التسويق نحو الجمهور المحلِّي أحانًا يبدو أكثر ضرورة، في مجال من التنافسية يسعى فيه الجميع نحو لفت الانتباه وجذب الأنظار. من ثَمَّ يتبلور دور التسويق المحلِّيِّ لجمهور متواجد في محيط منشأ العلامة التجارية، وبالتالي تكون استراتيجيات حملاته وغيرها من الأنشطة ضمن هذا النطاق الضيق فقط.
ما أنواع التسويق؟
1- التسويق التقليدي :(Traditional Marketing) يعتمد على قنوات قديمة مثل الإعلانات المطبوعة، التلفزيونية، واللوحات الإعلانية قبل ظهور الإنترنت.
2- التسويق الخارجي (Outbound Marketing): يجمع بين الإعلانات التقليدية والتواصل المباشر مع الشريحة المستهدفة مثل البريد الإلكتروني والإعلانات التلفزيونية.
3- التسويق الداخلي (Inbound Marketing): يركز على جذب العملاء من خلال تقديم محتوى قيّم وثقة، بدلاً من الإلحاح على الشراء كما في الأساليب التقليدية.
4- التسويق الرقمي :(Digital Marketing) يستخدم التكنولوجيا الحديثة للوصول إلى العملاء عبر الإنترنت ومنصات رقمية مثل محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي.
أضيق الحدود.. كذلك نفهم التسويق المحلي
استراتيجية تسويقية تستهدف المستهلكين والعملاء ضمن الدائرة المادية للشركة “صاحبة العلامة التجارية”، والمعروفة باسم باسم تسويق الحي أو تسويق المتجر المحلي المدينة نفسها “أحياء معينة داخل المدينة”. فالتسويق المحلِّيّ “Local Marketing” لا يهُمُّه الإعلان بباقي المدن والمحافظات فضلاً عن الدول الخارجية.
هوية المكان
بحسب دراسة نشرتها “Journal of Urban Design”، حول مفهوم التسويق المحلِّي، وهوية وتسويق المدن، بعنوان “Marketing local identity”، أشارت نحو هوية الجوانب، التي تخلق مكانًا مُعيَّنًا مُمَيزًا أو فريدًا، مع أهمية الإشارة نحو الطريقة التي يتماهى بها أو يتكيَّف معها الأفراد أو الجماعات في مكان ما.
من يلجأ للتسويق المحلِّي؟
أكثر القطاعات التي تلجأ إلى التسويق المحلِّي هي قطاعات الشركات الصغير، والتي تستفيد منه على نطاقها المحدود وعملائها الأقرب جغرافيًا لها – هذا لا يعني أنَّها ليس لها جمهور أوسع نطاقًا- المقصودين كفئة مستهدفة كي يصبحوا عملاء فيما بعد وزبائن دائمين. فيمكن أن يثبت التسويق المحلي أنه شكل فعال للغاية من أشكال التسويق، لأنه يركز بشكل أساسي على المجتمعات في المنطقة المحلِّيَّة، وله وظيفة أدق أنَّه يفصل المؤسسات صاحبة العلامة التجارية عن شبيهاتها ويمِّزه أمام جمهور نفس الشركات.
عائد استثماري أفضل
ينتج عن التسويق المحلي عائد الاستثمار مرتفع جدًا مقارنة بما تنفقه على أشكل وأنواع التسويق الأخرى؛ فالهدف هنا أنواعًا معينة من العملاء والزبائن المقصودين في موقع معين، وبالتالي فإن حجم الاستثمار الذي يتم إنفاقه على التسويق غالبًا ما يكون منخفضًا وغير مكلف مقارنة بأشكال التسويق العالمية الأخرى والتي تستنزف القدرات المادية لجل المبتدئين.
بناءًا على ما سبق يتجلَّى فهمًا أكبر للتسويق المحلِّي في إطار تصوُّر صاحب العلامة التجارية للجمهور الواقعي، بل الأكثر واقعية، حيث يحدد هدفه سلعة معينة لزبون يطلبها، وفق مزايا وشروط في السلعة، بعيدًا عن تصوُّرات تدْفع بها الأمانيُّ نحو الخيال.

استراتيجية التسويق المحلِّي.. كيف نخاطب الجمهور ؟
جمهور التسويق المحلِّي – كما سلف ذكره – هم المحيطون بالنطاق التسويقي للعلامة التجارية موقعًا واهتمامًا، وبالتالي فإنَّ عوامل يجب النظر إليها:
1- التعرف على الجمهور: البدء بتحديد الجمهور المستهدف بوضوح وفهم هوية العلامة التجارية لتوجيه الجهود التسويقية بفعالية.
2- أن يكون التسويق لسلعة تقع ضمن إطار اهتمام الجمهر ويكون مرتبط بها، تتناسب مع طموحاته وقدراته ، لا سيَّما المادية والاقتصادية، وكذلك تحديد درجة ومدى الاستفادة منها.
3- اعتماد وسائل تناسب طبيعة الجمهور المستهدف، لا سيَّما وإن كان من الشباب المولع بالتواصل الاجتماعي والرقمية.
4- توجيه مضمون تسويقي يناسب لغة الجمهور المحدد، فلا يصح الحديث معه بالفُصحى حول اهتمامات لا تليق سوى بالكلام العامِّ والدارج في أهل المنطقة أو المدينة أو المحافظة “محل السلعة التسويقية”.
5- اختيار أسلوب يمكن من خلاله التعبير عن المنتج أو السلعة بشكل أقرب لثقافة الجمهور التعليمية والتاريخية، لا سيَّما وربط المنتج بعناصر ثقافية تدل على البلد أو النطاق “محلّ التسويق”.
6- لا يجب إغفال تحديد ميزانية دقيقة للتسويق يساعدك على توجيه النفقات بكفاءة وتجنب الإنفاق الزائد على أمور غير ضرورية.
فهم تحدِّيات التسويق المحلِّي بالنسبة لصاحب العلامة التجارية
1- نقص الموارد
أصحاب الشركات الصغيرة غالبًا ما يضطرون للقيام بمهام متعددة بأنفسهم، مثل التسويق والتصميم والإدارة. هذا التعدد في المهام يستهلك الوقت ويحد من الفعالية. بالإضافة إلى ذلك، هناك قلة في الموارد المجانية المتاحة لتلبية احتياجاتهم الخاصة.
2- ميزانيات أصغر
الشركات الصغيرة غالبًا ما تواجه تحديات في التمويل، حيث تفتقر للميزانية الضخمة اللازمة للتسويق بشكل فعال. ورغم أن التسويق المحلي أقل تكلفة من العالمي، لا يزال يتطلب استثمارًا ماليًا. لذلك، من الضروري وضع ميزانية واضحة ومستدامة تستهدف الجمهور المحلي بشكل مباشر.
3- المنافسة من العلامات التجارية الكبرى
الشركات الصغيرة تعاني من منافسة قوية من العلامات التجارية الكبرى التي يمكن أن تستحوذ على حصة كبيرة من السوق. هذه المنافسة تجعل التسويق المحلي حلاً مناسبًا لتعزيز الولاء للعلامة التجارية. ورغم صعوبة استهداف جماهير واسعة، إلا أن العملاء المكتسبين يميلون للبقاء مع العلامة إذا تم التعامل معهم بشكل جيد.
4- التكيف مع الاتجاهات والتقنيات
التسويق يتغير باستمرار، ما يفرض على أصحاب الأعمال مواكبة التطورات التكنولوجية وتفضيلات العملاء المتغيرة. قد يكون هذا التكيف مع الاتجاهات الجديدة مستهلكًا للوقت والجهد، خاصة أن الشركات الصغيرة قد تفتقر إلى الوقت والموارد اللازمة لمتابعة هذه التغييرات بشكل فعال.
ختامًا، يبقى التسويق المحلِّي سياسة ممنهجة واستراتيجية بسيطة لا تخلو ن القيمة، تلِجُ بأصحاب الشركات والعلامات الناشة في خضم سوق ملآنة بالتحدِّيات والمافسة، يستجلب المزيد من الدعم وتأييد العملاء.. وهذا محلِّ احتراف التسويق المحلِّي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى