اكتشاف كنز أثري في الصين عمره 1200 عام
الترند العربي – متابعات
اكتشف علماء آثار من معهد الآثار بمقاطعة شانشي على سفح جبل شمال الصين مقبرة صغيرة يعود عمرها إلى 1200 عام، تضم زخارف ولوحات توثق التناغم بين الحضارتين الصينية والعصور المظلمة في أوروبا.
شرح تقرير للبعثة في تقرير نقلته صحيفة نيويورك بوست أن “شاهد المدفن” يشير إلى أن صاحبها توفي في المنزل 736م عن عمر يناهز 63 عاماً، ودُفنت زوجته حيّة معه، وفق تحليل هيكل من الطوب مكوّن من حجرة واحدة محفوظ بشكل جيد للغاية وملون بألوان زاهية.
تغطي ألوان الأحمر، الأصفر والبرتقالي جدران المدفن وسقفه مطلي باللون الأبيض، ووسطه يقع تابوت حجري، يُعتقد أن الزوجين دُفنا فيه.
وشرح التقرير أنه استناداً إلى ملامح وجه الرجل وأسلوب ملابسه، يمكن التعرف عليه بأنه أوروبي، أو من شعوب طاجيكستان وأوزبكستان “الآسيوية”.
جموع واحتفالات وحرّاس
إلا أن ما لفت الباحثين هو عدم سرد الزخارف لبطولات وحكايا معارك كبرى، ولا حتى عمليات صيد ناجحة، إضافة إلى انها لا تتضمن مشاهد عن فخامة بلاط أمبراطوري، بل تُظهرهم الجداريات وهم يعملون تحت أعين وحوش سحرية.
أما اللوحة الأكثر لفتاً للانتباه كانت احتفالية الطابع، يصطف فيها 3 أزواج من الشخصيات بردائهم الأصفر على طول ممر المدفن، فيما يقف حارسان يحملان أقراصاً من الطعام على البوابة، إضافة إلى شخصين آخرين للترحيب بالزوار.
فيما الوحوش الخيالية، التي يتبين أن أحدها تنين، فتستقر بين رايات حمراء تقسم السقف المخروطي إلى أربعة أجزاء متساوية، ويوجد أسفلها 12 لوحة لرجال من قبائل “الهان” ملابسهم ومناظرهم متناسقة.
نودلز الأرز
اعتبر التقرير كل ما سبق قد يكون مراحل مختلفة من حياة صاحب المقبرة الذي لم يذكر اسمه ولا حتى مسيرته المهنية، لكن لوحة متميزة أظهرت الزوج والزوجة منغمسان في عملية صنع “نودلز الأرز”.
وتوثق الصور العملية بدءاً من نقل المياه ودرس الحبوب واستخدام أحجار الطحن ثم عملية الطحن وتشكيل كرات العجين.
ويقول علماء الآثار الصينيون إن الخطوط العريضة القوية والتظليل البسيط والتصميمات الفعالة ثنائية الأبعاد تجعل الأعمال الفنية للمقبرة متميزة عن الأعمال الأخرى من نفس العصر.
عبر طريق الحرير
وفي لوحة أخرى، تظهر امرأة مرتدية ثوباً مزخرفاً متعدد الألوان وتحمل صندوقاً مُربّعاً. يقف خلفها رجل ذو شعر أشقر ويحمل سوطاً يقود به 3 خيول مُسرجة وجملاً له سنامين.
ويعتقد علماء الآثار الصينيون أن هذا يدل على الاتصال بين الحضارات وبالأراضي البعيدة عبر “طريق الحرير التجاري”، الذي كان يعمل منذ ما يقرب من 800 عام قبل رسم المقبرة.