كُتاب الترند العربي

“جون فورد” في البحر

روجر إيبرت

ترجمة: علي زين

كان الحضور جالسين بالكامل تقريبًا عندما أتى الرجل الضخم العجوز ذو الشعر الأبيض من الممر الجانبي. أثناء التصفيق، وقعت كلمة “شكرًا لكم” التي قالها جون فورد بصوت مرتفع كالسوط في أرجاء المدرج.

ما زال فورد يمتلك صوتًا جهوريًا وذهنًا متقدًا. ولد باسم شين أوفين عام 1895 في أيرلندا، وأخرج أول أفلامه في 1917، وقدم بعدها حوالي 200 فيلم آخرين. في ليلة السبت شاهد أحدها مرة أخرى “رحلة العودة البحرية الطويلة للمنزل” 1940، ثم أجاب عن أسئلة مجموعة الأفلام الوثائقية في جامعة شيكاغو.

بعض تعليقاته كانت موجهة إلى الجمهور، ولكن أغلبها كان يستهدف طبعة “رحلة العودة البحرية الطويلة للمنزل”. كانت نسخة 16 مم، “حررت” للعرض التلفزيوني، ورأى فورد أنها فضيحة.

“إنها فضيحة، عار وخزي كبير” هذه الطبعة مهينة لي. لقد قصوها من أجل التلفاز، وفي خضم ذلك، حذف أحدهم ثلاثة مشاهد متتالية من الفيلم. يا لها من جريمة! إن من يشاهد ذلك على التلفاز سيظن أنني جننت.

ساد الضحك. ورد قائلًا “ليس هناك شيء مضحك في ذلك”. الأمر يشبه حذف أفضل الصفحات من رسالة الماجستير الخاصة بك. لولا الراهبات الطيبات الحاضرات من طائفتي لقلت لعن الله التلفاز! وتراءت ابتسامة على شفتيه. “لكن الراهبات الطيبات هنا، لذلك لن أتكلم”.

بعدها تحدث بجدية عن الفيلم. “كان البحر دومًا يعني لي الكثير”. أردت أن أصنع فيلمًا بحريًا، لكنني لم أتمكن من إيجاد قصة لا تظهر بها فتاة فوق سطح القارب.

أخيرًا، اقترح يوجين أونيل أن ثلاثًا من مسرحياته يمكن ربطها معًا لصنع فيلم، وكان محقًا. والأهم، أن جين أحب الفيلم. كانت شركة يونايتد أرتستس تعرض “الرحلة البحرية” مرة شهريًا يوم الخميس من أجله. لقد كانت مجاملة كبيرة لي أن يعجب مؤلف المسرحيات الثلاث بعمل مؤلف الفيلم.

سئل فورد عما إذا كان موقفه من الغرب قد تغير خلال مسيرته التي تضمنت “الحصان الحديدي” 1924، و”عربة الجياد” 1939، و”عزيزتي كلمنتين” 1946″، والرجل الذي أطلق النار على ليبرتي فالنس 1962. “لا، مازلت كما أنا” قال فورد مازحًا “لا أذهب أبدًا لمشاهدة أفلام الغرب الأميركي، ولا أفكر في قراءة رواية أو قصة من هذا النوع. إنني أصنعها فقط للهروب من ضباب هوليوود. الأمر ممتع كثيرًا في مواقع التصوير، وسط صحبة جيدة من رعاة البقر والممثلين البدلاء. إنني مخرج عنيد في العمل”.

ماذا عن التغيرات التي طرأت على عمله بين “الحصان الحديدي” و”ليبرتي فالنس”؟ “اه، ليبرتي فالنس. نعم. لم يقبل الرجل حصانه وينطلق نحو غروب الشمس”.

المصدر: سوليوود

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى