قصة “مدفع رمضان”.. خطأ عسكري أصبح تقليدًا إسلاميًا
الترند العربي – متابعات
يعود اليوم الإثنين في أبوظبي إطلاق مدفع الرمضان يومياً إيذاناً بموعد الإفطار، ترسيخاً لأحد أشهر التقاليد التي اعتاد عليها المسلمون في رمضان.
وتتيح العاصمة أبوظبي على أرض جامع الشيخ زايد، وساحة قصر الحصن، مشاهدة المدفع عن قرب، أو عبر قنوات التلفزيون التي تحرصه على نقله يومياً.
ورغم أنه تقليد، متوارث منذ سنوات طويلة، فإن الروايات التاريخية التي عرضت إلى هذا التقليد أكدت أنه بدأ بسوء تقدير عسكري في مصر، قبل أن ينتقل “هذا الخطأ” إلى أغلب الدول العربية والإسلامية التي تبنته باعتباره من تقاليد شهر رمضان المبارك.
وتشير أغلب المراجع في منطقة الخليج، أوالشام، أو شمال إفريقيا، إلى أن مدفع الإفطار ظهر أولاً في مصر، بإطلاق قذيفة من مدفع إما الخطأ أو أثناء تجربته، بالتزامن مع موعد أذان المغرب في أحد أيام رمضان. وفي اليوم الموالي للخطأ، تجمع الناس في انتظار إطلاق المدفع، ولما علم الحاكم بسبب تجمهرهم، أمر بإطلاق المدفع عند غروب الشمس طيلة أيام رمضان، وفق موسوعة “معجم رمضان”.
وفي 1831 عندما دخل ابراهيم باشا من مصر، وجيشه إلى بيروت، استحدث للمدينة مدفعاً وخصص له موظفاً عسكرياً لقب بالـ”مدفعجي” من الجيش العثماني، وفي عهد الانتداب الفرنسي نقلت مسؤولية المدفع إلى مدني من أسرة آل زغلول البيروتية واستبدل مسماه إلى ميقاتي، أي الذي يعتمد عليه لتحديد موعد الإفطار
وفي المناطق المجاورة انتشر التقليد في كل المدن مثل غزة في فلسطين التي اعتمدت على مدفع رمضان لإعلان موعد الافطار، وكلفت به القمبرجي أي المدفعجي.
ومن مصر إلى الشام، ثم إلى بغداد في أواخر القرن التاسع عشر، ثم الكويت في 1907، ومنها إلى باقي دول الخليج العربي الأخرى.