السينما والذكاء الاصطناعي التوليدي.. قلق مُستحَق
عبدالرحمن كمال
أحد الموضوعات العديدة المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي والتي تحظى باهتمام كبير، هي تأثيراتها المحتملة على صناعة السينما والترفيه بشكل عام.
يمثل الأمر مصدر قلق واضح؛ لأن الذكاء الاصطناعي التوليدي يمكنه إنشاء أنواع المخرجات التي تستخدمها الصناعة، بداية من النص (في شكل قصص، ونصوص، ونسخ إعلانية، ومراجعات)، مرورًا بالحملات التسويقية، وصولاً إلى الصور متحركة وثابتة.
في نفس الوقت، تواجه قطاعات الصناعة ضغوطًا اقتصادية، مما يزيد من الطلب على الإنتاجية و«المنتج» الأقل تكلفة. ونسبة عالية من الترفيه الحالي مشتق من محتوى سابق، مما يجعله مناسبًا تمامًا للتقنيات التوليدية التي يتم تدريبها على «المحتوى الماضي».
ورغم أنه لا يزال الوقت مبكرًا للترفيه المنتج بواسطة الذكاء الاصطناعي، فإنه من الواضح أن شيئًا كبيرًا يحدث.
قبل بضعة أشهر، تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن أن أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة على نطاق واسع يمكن أن تقترح قصصًا ومنحنى الشخصيات والحوار. بل إنه يتضمن وحدة تفاعلية تتيح للقراء أن يروا بأنفسهم مدى سهولة قيام ChatGPT بكتابة سيناريو أساسي عند إعطائه بعض المطالبات.
الصحيفة أثارت أيضًا تساؤلات حول الملكية الفكرية للصور، فإذا طلب المستخدم من أداة الذكاء الاصطناعي إنشاء شخصية جديدة متأثرة بشخصية سبونج بوب، على سبيل المثال، فهل يجب على المبدعين الأصليين منح الإذن؟ ومن يمتلكه؟ وهل يمكن أن يكون العمل الجديد نفسه محميًا بحقوق الطبع والنشر؟
للتنويه أكثر عن خطورة الأمر، نشير إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي استخدم في صناعة فيلم «Everything Everywhere All at Once»، وهو فيلم خيال علمي أميركي، حصل على 7 جوائز أوسكار في حفل توزيع الجوائز الـ95!
في مايو الماضي، أضربت نقابة الكتاب الأميركية (WGA)، في المقام الأول بسبب دخل كتاب السينما والتلفزيون من برامج خدمات البث، لكنها طالبت أيضًا شركات الإنتاج «بتنظيم استخدام المواد المنتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي أو تقنيات مماثلة».
إذًا، ماذا يعني هذا بالنسبة للصناعة؟ هناك العديد من المكونات المختلفة لهذا السؤال. نحتاج إلى معرفة رأي المتخصصين للاقتراب من الإجابة.
جوناثان تابلين، المدير الفخري لمختبر Annenberg للابتكار في جامعة جنوب كاليفورنيا، حذر من أن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيحل محل بعض الأعمال التي يقوم بها الكتاب والفنانون والمصورون وغيرهم من المهنيين المبدعين في صناعة الفنون والترفيه.
«تابلين» يعتقد أيضًا أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم المشكلات التي أدت بالفعل إلى تراجع صناعة السينما والتلفزيون. فالمشكلة الأكبر في الأفلام كما يراها هي كثرة الصيغ والنسخ، في مقابل نقص كبير في المحتوى الأصلي، وهذا هو سبب عدم أداء الصناعة بشكل ناجح. يعتمد الترفيه على الأفكار الجديدة، وهذه التكنولوجيا لا يمكنها إنتاجها.