مهرجان البحر الأحمر
إيمان محمد
تحتفي مدينة جدة للعام الثالث بانطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي وسط كوكبة من نجوم الفن وصناع السينما على مستوى العالم. يأتي هذا المهرجان العالمي باكورة مرحلة جديدة تشهدها المملكة بقفزات تنافسية من الصناعة السينمائية، وتقدير الفن والفنانين والانفتاح الثقافي على العالم، وكقوة ناعمة تتسلل لتعبر للعالم عن مكنونات ثمينة هي القوة المعنوية والروحية للهوية، ومكنونات فريدة من القيم والمبادئ والأفكار، ومكنونات سطرها التاريخ وتعاقبت عليها الحضارات.
مهرجان البحر الأحمر في دورته الثالثة يشهد حاليًا ومستقبليًا ترحيبًا كبيرًا لهواة الصناعة السينمائية من السعودية والعالم أجمع، ودعمًا حقيقيًا لضم المزيد من المبتكرين والموهوبين إلى حاضنة العالم السينمائي القادمة “السعودية” لتقديم قصصهم ورواياتهم وابتكاراتهم بميزانية سخية صرحت عنها رئيسة مجلس أمناء مؤسسة البحر الأحمر السينمائي، جمانا الراشد، بخطابها الافتتاحي، على أنها كافية لدعم 250 منتجًا سينمائيًا.
تأتي هذه النسخة من المهرجان بتوسع عالمي أكبر وانفتاح ثقافي أوسع على جميع دول العالم، ليعرض خلال أيامه العشرة 150 فيلمًا من 77 دولة بـ47 لغة مختلفة، وعروضًا أولية لـ35 فيلمًا عالميًا جديدًا، و20 عرضًا أول لأفلام عربية، و60 فيلمًا من دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في رسالة مفادها أن المهرجان في قادم السنوات سيكون بيئة حاضنة لجميع صناع الأفلام في جميع دول العالم، ولكل من لديه رواية أو قصة ومعاناة يريد نشرها. هذه النسخة من المهرجان ضمت أيضًا مشاركات لأفلام خليجية وأفلام خيال «سعودية» وعرض أول لفيلم “حوجن” المثير للجدل، وفعاليات جانبية ائتلف فيها زوار المهرجان بكافة اختلافاتهم الفكرية والدينية والاجتماعية، حيث أقيم على أثره فعالية سوق البحر الأحمر لتبادل الأفكار والنقاشات الإثرائية من رواد السينما المحليين والعالميين وفعالية المرأة في السينما، وفعالية (كنوز البحر الأحمر) التي يعرض فيها أندر الأفلام المعاد ترميمها، وفعالية برنامج «رؤى الأفلام» وفيها تعرض الرؤى الجديدة للأفلام من الأفكار غير المسبوقة، وفعالية مسابقة الأفلام للتنافس على نيل الجوائز.
هذه الدورة السينمائية المتكررة لمهرجان البحر الأحمر هي دورة حياة، تتجدد فيها الثقافة لتبني جسورًا راسخة من التواصل الإنساني بلا فواصل عنصرية أو عرقية، وهي أيضًا فرصة للتعبير وسرد ما لم يسرد، وفرصة كذلك لجذب الأنظار إلى عالمنا الذي لم يروَ من قبل أو يشاهد لولا رؤية الأمير محمد بن سلمان، وفرصة أيضًا لابتكار أفكار جديدة، والارتقاء بالفن والثقافة لما يسمو بالروح الإنسانية ويوحدها.