القراءة والسينما.. علاقة لا تنتهي
محمد الخالدي
تعد السينما صناعة إبداعية ثقافية في المقام الأول، وتعتمد في الأساس على نقل الرسائل والأفكار والحكايات بصورة مرئية وملموسة للمشاهد، وأيضًا تعمل على إيصال الرسائل إلى المشاهد بشكل يجذبهم ويثير اهتمامهم.
وبما أن صناعة الأفلام هي صناعة ثقافية تتطلب الإبداع والابتكار والجانب المعرفي العالي للصانعين، وتفرض عليهم بذل الجهد والوقت في القراءة وإثراء معلوماتهم وتطوير مهاراتهم الفكرية والإبداعية؛ فإن القراءة وتغذية الجانب المعرفي تعتبران عاملين هامين في مقدمة العوامل التي تؤثر في صانعي الأفلام وتساعدهم على إيجاد أفكار مبتكرة وصناعة أفلام ناجحة.
ومن يُرد أن يصبح صانعًا ناجحًا للأفلام، فعليه تكثيف قراءاته وتطوير مهاراته الفكرية، حيث إن قراءة الكتب والروايات تساعد في إثراء المعلومات وتطوير المهارات اللغوية والإدراكية، مما يجعله أكثر قدرة على صناعة أفلام ناجحة ومحتوى مبتكر وجديد.
ولو أن صناعة السينما بشكل عام تحتاج القراءة وإثراء الجانب المعرفي بشكل كبير، فإن السينما الشعرية تعتمد في الأساس على مسألة الذهاب إلى منطقة أبعد من التساؤل المنطقي والواقعي والتقليدي الموجود مسبقًا، وهي تطوير المعرفة لدى صانع هذه النوعية من الأفلام، من أجل إيجاد الكلمات المناسبة التي تساعد على صناعة المشهد والحالة السينمائية.
ومنذ ظهور “السينما الشعرية” في الخمسينيات في أوروبا، كان المقصود بها الأسلوب المغاير لما هو متوقع ومنطقي في شيء ما، والإتيان بشيء جديد يدهش المتلقي، ويسلط الضوء على منطقة مظلمة لم ينتبه لها أحد من قبل، ولن يستطيع العاملون في مجال السينما الوصول لذلك إلا من خلال القراءة وليس السينما فحسب، بل هي أساس كل الفنون.
كما أن تغذية الجانب المعرفي يساعد في فهم التطورات الجديدة في صناعة الأفلام وتطوير المهارات في مجال الإخراج والسيناريو، والتعرف على الأساليب الجديدة في إخراج وتصوير الأفلام وتجسيدها بصورة مبتكرة وجذابة للمشاهدين.
أخيرًا، يجب التأكيد على أن قراءة الكتب وتغذية الجانب المعرفي يساعدان صانعي الأفلام في تطوير أنفسهم وإنتاج أفلام ناجحة ومحتوى مبتكر وجديد، لا سيما في “السينما الشعرية”، وتحفيز العقول وإثراء معلوماتهم وتطوير مهاراتهم الفكرية والإبداعية والإخراجية.