المفتاح الضائع
عمر غازي
لطالما كان القلب والعقل مثل الخزانة المغلقة التي تحتفظ بأغلى ما نملك: الأحلام، والأماني، والذكريات، وحتى الأسرار! وكأي خزانة، تحتاج لمفتاح للوصول إلى أعماقها والعبث فيما تحويه، فماذا يحدث عندما نمنح هذا المفتاح لشخص آخر؟
غالباً ما نعتقد أن منح المفتاح لشخص ما يعني تعزيز العلاقة وبناء الثقة. لكن في كثير من الحالات، يعتبر هذا خطأ فادح، يكلفنا ثمنًا باهظًا، فالثقة المفرطة قد تؤدي إلى استغلال الشخص الآخر لهذا المفتاح والعبث بمحتويات “الخزانة”.
من الطبيعي أن نجد أناسًا يستحقون ثقتنا، لكن يجب أن يكون ذلك بعد تقييم دقيق وواعٍ للعواقب، وأن نعي أيضَا أن هؤلاء هم الاستثناء، وليس القاعدة.
من العبث بالقلب والعقل إلى الإضرار بالصحة النفسية، يمكن أن يكون سعر الثقة المفرطة باهظًا، وفي المقابل قد تكون فقدان الثقة في الناس أو الشعور بالخذلان نتائج غير مرغوبة لهذا النوع من الثقة.
إذا ما تعرضت للعبث من قبل شخص معين، فإن أولى خطوات الشفاء هي أخذ موقف حازم، وقاطع، ونهائي، قد يحمل بعض الشراسة ويمكن أن يكون ذلك يمثل عليك عملية صعبة ولكنها ضرورية للحفاظ على صحتك العقلية والنفسية، ستحتاج بلا شك بعض الوقت الوقت والجهد لإعادة بناء الحواجز التي تم تفكيكها ولكن، في النهاية، يمكنك العثور على طريقة لحماية نفسك دون الحاجة لتقييد الوصول إلى محتوياتك الشخصية بشكل مفرط.
لا تنسى أيضًا أن الأخطاء هي جزء لا يتجزأ من التعلم، رغم وجود ندوب قد تبقى، إلا أنها تكتسب قيمة كدروس تعلمناها. بالعودة لنقطة البداية، ومن ثم التقدم بحذر، يمكننا تحسين فهمنا
لذا، يبقى الحذر ضروريًا عند القرار بمنح شخص مفتاح قلبك وعقلك، فكر جيدًا قبل أن تفتح الباب، لأنك قد لا تتمكن من إغلاقه مرة أخرى، بسهولة، وإذا وجدت نفسك قد فقدت المفتاح، لا تيأس، فالحياة مليئة بالفرص لإيجاد مفاتيح جديدة وبدء فصول جديدة.