سينما الطفل بين التأثير والتطوير
محمد الخالدي
تمثل السينما رافدًا مهمًا في تغذية عقل وروح الطفل في بداياته الأولى، وتسهم بشكل كبير في تشكيل هويته وشخصيته.
وبلا أدنى شك، تعتبر السينما وسيلة ترفيهية وتعليمية في آنٍ واحدٍ، وتتمتع بأهمية كبيرة في حياة الأطفال؛ هي ليست وسيلة للتسلية فحسب، بل لها قدرة فائقة على التأثير والتطوير بشكل عميق وإيجابي. كما تعدُّ إحدى أهم الوسائل التي توفر للأطفال فرصة استكشاف العالم والتعرف على ثقافاته المختلفة، وتوسيع آفاقهم العقلية والمعرفية منذ سن مبكرة.
وتكمن أهمية السينما في حياة الأطفال في دورها الكبير بتعزيز خيالهم وإبداعهم، من خلال مشاهدة الأفلام التي تمكنهم من الانغماس في عوالم خيالية واكتشاف مغامرات جديدة، وفي الوقت نفسه تحفز القصص وبعض الشخصيات في الأفلام، الأطفال على تفكير إبداعي مختلف، وأيضًا تطوير مهاراتهم وصقلها.
كما أن للسينما دورًا كبيرًا وهام جدًا في تعزيز القيم الاجتماعية والأخلاقية لدى الأطفال، من خلال السرد السينمائي، عبر قصص تحمل رسائل متعددة، يمكن لها التأثير في قيم الأطفال ومساعدتهم على بناء شخصيات قوية ومستقبل أفضل لهم.
أحد أهم أنواع السينما الذي يستهدف الأطفال هو “سينما الطفل”، الذي يعتبر نوعًا مختلفًا عن عالم الأفلام، إذ يتم إنتاج أفلام تتناسب مع أعمارهم ومستوى تفهمهم. والهدف من ذلك توفير تجارب سينمائية آمنة وممتعة للأطفال، لذلك يتم اختيار المواضيع والشخصيات والقصص بدقة وعناية تناسب العالم السينمائي الصغير.
ومن المهم هنا، التأكيد على أن الأفلام تساعد الأطفال بشكل كبير في توضيح المفاهيم المعقدة، وجعلها أكثر وضوحًا وإدراكًا، وتسهم كذلك في تنمية القدرات الاجتماعية واللغوية، نظير ما يتعرضون له من لغة مكتوبة، وأخرى منطوقة، وأيضًا تعابير جسدية في سياق قصصي مشوق.
المصدر: سوليوود