أهمية التطوير والتأهيل في تحقيق مستهدفات السينما السعودية
عبدالرحمن الأنصاري
في وقت تتجه فيه السينما السعودية إلى مرحلة جديدة من التطور والنمو بخطى واثقة تقود إلى مرحلة من الاحترافية في العمل السينمائي، بعيدًا عن الاجتهادات الشخصية، يُنتظر أن يواكب هذه النقلة النوعية عمل جادٌّ على كافة الصُّعُد المتعلقة بالمجال السينمائي؛ ابتداء من النصوص، ومرورًا بالممثلين وطاقم أفراد العمل، ووصولاً إلى مواقع التصوير وجميع المستلزمات والأدوات الأخرى من ديكورات وغيرها؛ بجانب الاستمرار في التأهيل والتدريب لمواكبة أحدث التغيرات والتطورات في المجال على المستوى العالمي.
ولا شك أن تطوير المهارات الشخصية عامل مهم جدًا للاستمرار في الإبداع في جميع المجالات، لا سيما في مجال الفنون وبشكل أخص في التمثيل؛ إذ يعد ذلك من العوامل الرئيسية في تحسين المهارات، وتعزيز القدرات والثقة بالنفس. فالممثل الناجح هو من يتمتع بالقدرة على التواصل، والتعاون، والتكيف، والتعلم المستمر. ومن أبرز المهارات التي يجب على الممثل تطويرها، القدرة على العمل ضمن الفريق، مهما كان اسمه وخبرته وشهرته في المجال، من خلال التعامل الجيد مع المخرج والممثلين الآخرين وطاقم العمل؛ لتحقيق التفاهم المطلوب للخروج بمنتج متميز ومؤثر يحقق النجاح على جميع الصُّعُد، وفقًا لما أكده ويؤكده الخبراء في كل مرة يتحدثون فيها عن كيفية تطوير السينما السعودية، التي لا تزال في بداياتها، والخروج بها من الصبغة المحلية إلى المسارح الدولية والعالمية. إذ بدأت في ذلك من خلال وجودها المستمر في الآونة الأخيرة في المهرجانات والمسابقات العالمية، وهي الخطوة التي يجب أن تليها خطوات أخرى، أهمها العرض في صالات السينما العالمية، بعدما نجحت الأفلام السعودية في اقتحام صالات السينما الخليجية والعربية والمنافسة على صدارة شباك التذاكر فيها.
وفي هذا السياق، لفت نظري حديث للفنان السعودي الموهوب إبراهيم حجاج، في أحد البرامج الحوارية على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ أشار خلال اللقاء إلى أنه على الرغم مما وصل إليه من شهرة ونجاح في الأعمال التي شارك فيها وتركت انطباعًا جيدًا محليًا وإقليميًا؛ فإن ذلك لا يعدُّ سوى البداية ونقطة الانطلاق في مشواره الفني نحو النجومية التي لم يصل إليها بعد، والتي تحتاج إلى المزيد من العمل والتأهيل والتطوير، والاهتمام بكواليس الإنتاج والاطلاع والثقافة والتصالح مع نقاط الضعف الخاصة بكل فنان. إبراهيم حجاج أنموذج للفنان الناضج الذي يسعى إلى تحقيق الأهداف الكبرى والمستدامة، بعيدًا عن نشوة نجاح البدايات التي قد يغتر بها البعض ويتوقف عندها، ليجد نفسه في نهاية الأمر على نقطة الصفر، والبداية من جديد.
وفي مجمل الأمر، فإن تطوير المهارات الشخصية للممثلين يعطي مؤشرًا إيجابيًا للجهات الرسمية الداعمة للصناعة، ويمنحها الحافز لتقديم المزيد من الدعم عبر العديد من البرامج والمبادرات التي تقدمها من خلال مؤسساتها المختلفة؛ سعيًا منها لتحقيق أهدافها الاستراتيجية التي وضعتها. كما يزيد من فرص الحصول على عدد أكبر من الجوائز في المناسبات العالمية، سواء على مستوى الجوائز الفردية للممثلين، أو على مستوى الجوائز الجماعية للأفلام بشكل عام.
المصدر: سوليوود