منوعات

“شجاعة تجرف الخوف”.. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق

الترند العربي – متابعات

في واحدة من أكثر اللحظات إنسانية وبطولة خلال موجة الأمطار الأخيرة، تحوّل وادٍ يجري في “شعيب بشرى” جنوب محافظة الشملي إلى مسرح لعمل بطولي نادر؛ عندما خاطر ثلاثة شبان سعوديين بحياتهم لإنقاذ وافدَين صينيَّين جرفتهما السيول داخل مركبتهما.
مشهد الإنقاذ، الذي وثّقته عدسات المتواجدين وانتشر كالنار في الهشيم على المنصات الاجتماعية، أصبح رمزًا للشهامة السعودية وروح التضامن التي تظهر دائمًا في لحظات الخطر.

"شجاعة تجرف الخوف".. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق
“شجاعة تجرف الخوف”.. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق

السيول كانت أسرع.. لكن الشجاعة كانت أكبر

شهدت محافظة الشملي أمطارًا غزيرة خلال اليومين الماضيين، ما تسبب في ارتفاع منسوب المياه في الشِعاب والأودية، ومنها “شعيب بشرى” الذي تحوّلت بعض نقاطه إلى مجرى سريع جارف.
وخلال مرور وافدَين صينيَّين بسيارتهما، انحرفت المركبة عن مسارها بفعل التيار القوي، واستقرت وسط السيل في وضع خطير ينذر بانقلابها في أي لحظة.

ومع غياب أي وسيلة إنقاذ قريبة، وجد الشابان نفسيهما عالقَين بين حياة وموت.

"شجاعة تجرف الخوف".. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق
“شجاعة تجرف الخوف”.. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق

ثلاثة شبان من أبناء الشملي.. قرار في ثوانٍ ينقذ حياة كاملة

لم يتردد الشبان الثلاثة:
أحمد ناصر العنزي، حمود مسامح العنزي، ومبارك فريح العنزي
لحظة واحدة حين رأوا المركبة تجرفها المياه.

أوقفوا مركبتهم على الضفة، وبدأوا تقييم الوضع بسرعة. وفي لحظة حاسمة، قرر أحمد أن يقفز فوق المركبة العالقة رغم اندفاع السيل، بينما تولى حمود ومبارك تأمين المنطقة ومتابعة حركة الماء استعدادًا لأي طارئ.

"شجاعة تجرف الخوف".. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق
“شجاعة تجرف الخوف”.. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق

القفزة الخطرة التي أنقذت الروح الأولى

ترجل أحمد من المركبة، ودخل السيل بحذر شديد.
كان التيار قويًا، والمياه ترتفع بشكل مستمر، لكن إصراره كان أقوى. قفز فوق المركبة العالقة، وبدأ يطرق الزجاج مطمئنًا الرجلين الخائفين بالداخل:

“الوضع تحت السيطرة.. لا تخافوا.. بنطلعكم سالمين”

نجح في فتح الباب، وسحب الوافد الأول سالمًا إلى ظهر السيارة ثم إلى الضفة، قبل أن يعود بسرعة لسحب الثاني وسط صيحات تحذير من الغرق.

كان إنقاذهما في لحظة فارقة، إذ بدأت المركبة في التحرك من جديد بعد إخراجهما بدقائق.

"شجاعة تجرف الخوف".. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق
“شجاعة تجرف الخوف”.. قصة ثلاثة شبان من الشملي أنقذوا وافدَين صينيَّين من موت محقق

لقطات تملأ المنصات.. وبطولة تتصدر الحديث العام

ظهر أحمد في المقطع المتداول وهو يقول للصينيَّين بصوت مطمئن:
“أنتوا بخير.. انتهى الخطر”

المشهد كان عفويًا لكنه مؤثرًا إلى درجة كبيرة، ليتحول لاحقًا إلى واحد من أكثر المقاطع تداولًا في السعودية خلال الساعات الماضية، وسط موجة إشادات واسعة من مواطنين وإعلاميين وشخصيات عامة.

المجتمع يشيد.. “هذه هي الشهامة السعودية”

عبّر آلاف المغردين عن إعجابهم ببسالة الشبان الثلاثة، مؤكدين أن:

  • ما فعلوه ليس مجرّد إنقاذ بل تجسيد لقيم أصيلة
  • التضحية بالنفس لإنقاذ الآخرين جزء من هوية المجتمع السعودي
  • ما حدث يجب أن يُكرَّم رسميًا

ووصف البعض أحمد بأنه
“بطل اليوم دون منازع”
فيما استذكر آخرون مواقف مشابهة حدثت في المملكة خلال السنوات الماضية.

ماذا قال الأهالي في الشملي؟

روى سكان المنطقة أن الشبان معروفون بشجاعتهم وطيبة قلوبهم، وأن ما فعلوه لم يكن غريبًا على أبناء المحافظة الذين اعتادوا مواجهة السيول سنويًا.

وأكد بعضهم أن السيول في “شعيب بشرى” قد تكون خادعة؛ إذ ترتفع بشكل مفاجئ وتتحول لمجرى سريع، ما يجعل أي عملية إنقاذ محفوفة بالمخاطر.

الوافدان الصينيان.. امتنان وتأثر

أفاد شهود بأن الوافدين كانا في حالة خوف شديد قبل وصول المساعدة، لكنهما لم يتوقفا عن شكر الشبان بعد إخراجهم، وظلّا يكرران كلمات الامتنان بلغتهم وإشارات التعبير عن الامتنان.

وذكر أحد المتواجدين أن أحدهما قال:
“أنتم شجعان.. أنتم طيبون”
في لحظة عاطفية أظهرت قيمة الإنسانية قبل أي شيء.

دروس مستفادة من الحادثة

موجة التفاعل التي أثارها المقطع أعادت التأكيد على أهمية:

  • عدم عبور مجاري السيول حتى لو بدا التيار بسيطًا
  • ضرورة ترك مركبات المرور حتى انخفاض مستوى المياه
  • أهمية دور الأبطال الميدانيين الذين لا ينتظرون تعليمات رسمية
  • تعزيز الوعي المجتمعي حول مخاطر الأمطار والسيول

كما أعادت التأكيد على الدور الكبير الذي يمكن أن يلعبه المواطنون في إنقاذ الأرواح متى ما استدعى الأمر.

رواية أحمد الكاملة للحظة القفز (وفق ما ظهر في الفيديو)

من خلال تحليلات المتابعين والفيديوهات المتداولة، ظهر أن أحمد اتخذ خطوات مدروسة رغم خطورة الموقف:

  • قيّم مستوى الماء قبل الدخول
  • قفز على الجزء الثابت من المركبة
  • أخبر الرجلين أن يبقيا هادئين
  • سحب الأول بخطوة ثابتة دون انزلاق
  • عاد للثاني بنفس الهدوء
  • انتقل بهما إلى مكان مرتفع وآمن

هذه التفاصيل دفعت البعض للمطالبة بتكريمه كـ**”مُنقذ مميز”**.

الإنقاذ.. ليس مجرد فعل بطولي بل قيمة متوارثة

تاريخ السعودية مليء بقصص الإنقاذ والإغاثة، خصوصًا في مناطق الأودية.
ومن الواضح أن هذا الفعل امتداد لسلسلة طويلة من الأعمال الإنسانية والمواقف الشجاعة التي يقدمها أبناء المملكة دون انتظار مقابل.

ردود فعل رسمية مرتقبة

يتوقع أن تحظى الحادثة بتفاعل رسمي خلال الساعات المقبلة، سواء عبر:

  • إشادات من الجهات الحكومية
  • تكريم محلي للشبان
  • أو مبادرات اجتماعية لأبطال الإنقاذ

خاصة أن الواقعة وثّقت بوضوح عبر الفيديو، وحظيت بانتشار واسع.

هل تعرض المنقذون للخطر أثناء عملية الإنقاذ؟
نعم، التيار كان قويًا، لكنهم تمكنوا من السيطرة على الوضع بفضل خبرتهم في التعامل مع السيول.

كم عدد الأشخاص داخل المركبة؟
شخصان من الجنسية الصينية.

أين وقع الحادث؟
في “شعيب بشرى” جنوب محافظة الشملي غرب منطقة حائل.

لماذا علق الوافدان داخل السيل؟
السيول جرفت المركبة إثر الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة.

لماذا حظي المقطع بهذا الانتشار الواسع؟
لأنه يجسد الشجاعة السعودية في أنقى صورها، وقد وثق لحظة إنقاذ حقيقية وإنسانية.

تثبت هذه الواقعة مرة أخرى أن قيم النبل والشهامة ليست مجرد شعارات، بل ممارسة يومية يقوم بها أبناء المملكة عند اللحظة الحاسمة.
فبين اندفاع السيل وصعوبة الموقف، ظهرت “رجال الشملي” بثلاث قامات وقلب واحد، ليقولوا للعالم إن الإنسانية لا تحتاج تجهيزات ضخمة ولا خطط معقدة.. تحتاج فقط إلى قلب شجاع يقرر في اللحظة المناسبة.

اقرأ أيضًا: «رسالة قوة وتحالف».. الأعلام السعودية تزين البيت الأبيض قبل وصول ولي العهد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى