فى بيتنا مدمن محمول
ميار محمد
نحن نعيش موجة من التطور المذهل.. جعلنا نعيش حياة سهلة وسريعة.. ولكن التكنولوجيا سلاح ذو حدين.. وهو ما نحذر منه دائماً فيما يخص أطفالنا.. وأهمها الهواتف المحمولة.. التى أصبحت قنبلة تهدد كل بيت به أطفال.. ولكل شىء جانب مظلم وآخر مضىء.. فمَن منا لا يستخدم تليفونه المحمول فى التقاط صور للذكرى؟، أو استخدام أحد التطبيقات فى مجال عمله، أو يستخدمه للترفيه؟
نأتى للجانب المظلم الذى أصبح شبحاً وآفة من آفات عصرنا الحديث.. والذى نخاف منه على أطفالنا.. وهو إساءة استخدام هذا الاختراع المرعب.. وفى السطور التالية سأحاول أن أوضح بعض المشاكل التى يسببها هذا العدو الموجود داخل كل منزل.. وتسميته بـ “العدو” إذا أسىء استخدامه.. مع محاولة وضع بعض الحلول للتغلب على الاستخدام السيىء للهواتف المحمولة عند الاطفال.
كيف أصبح استخدام الهواتف المحمولة آفة تهدد أطفالنا ؟
اثبتت الدراسات ان استخدام الهواتف المحمولة للاطفال قد يسبب مشاكل عضوية وسلوكية واجتماعية.
المشاكل العضوية
– ضعف السمع بسبب الموجات المنبعثة من الهاتف المحمول التى تؤثر بشكل مباشر علي الطفل وان اغلب الاطفال لا ينتبهون لمستوي الصوت فتجده علي اقصى حد ومع الوقت يؤثر هذا علي حاسة السمع.
– ضعف النظر.. بسبب الضوء المنبعث من الهاتف المحمول الذى يسمي بالضوء الازرق وله تأثير مباشر علي العين وقد يسبب قصر النظر للطفل مع مرور الوقت.
– آلام الرأس.. والتى تظهر مع كثرة استخدام الهواتف المحمولة يزداد الصداع عند الطفل وينتج هذا عن الأشعة المنبعثة منه والصوت العالي.. الذى يستمتع الطفل بالهاتف المحمول كلما زاد ارتفاع الأصوات المنبعثة منه سواء من فيديوهات أو ألعاب.
– اضطراب النوم.. اذا استخدم الطفل الهاتف قبل النوم قد يسبب هذا اضطراب في نومه وهذا بسبب كثرة المؤثرات التي تحفزه علي الحركة ويؤثر هذا بشكل مباشر على نومه.
– ضعف التركيز وتشتت الانتباه.. وقد اثبتت الدراسات ان الهواتف المحمولة تؤثر علي تركيز الطفل وتشتت انتباهه وهذا نظرا لتعرضه للكثير من الصور والرسومات المتحركة بسرعة كبيرة وبالتبعية يؤثر علي تحصيله الدراسي ومستواه التعليمي.
– تأخر الكلام وضعف القدرات.. فإن نمو الطفل جسديا يتزامن مع نمو قدراته اللغوية ففي عمر السنة الي السنة ونصف يتطور النمو اللغوي للطفل فيستطيع نطق بعض الكلمات والاشارة الي اجزاء جسمه فبالتالي استخدام الهاتف المحمول الذى يؤثر علي تطور اللغة لدي الطفل لانه يفصله عن بيئته وكل ما حوله من مؤثرات بصرية وحسية.
وأكدت الجمعية الامريكية للسرطان علي خطورة استخدام الموبيل للاطفال قبل بلوغهم ١٨ شهرا وحددت ان من سن سنتان الي ٥ سنوات يمكن استخدام الهاتف لمدة ساعة واحدة فقط.
أما من سن ٥ سنوات واكثر فيكون استخدام الهاتف بوقت محدد وتقسيم يوم الطفل ما بين رياضة وتواصل ولا يسمح باستخدامه قبل النوم.
العقل الماص؟
ولأن من سن ٠-٣ سنوات يسمي بالعقل الماص فيجب تنمية قدرات الطفل من مؤثرات حسية وبصرية وسمعية لتساعده علي تطور دماغه.
ايضا لان انسجة مخ الطفل تكون ارق من البالغين فانه يمتص ٦٠٪ من الاشعة الكهرومغناطيسية التي تنبعث من الهاتف.. والجدير بالذكر ان العالمة الطبيبة “ماريا منتسوري” اكدت على هذه الدراسة واثبتت صحتها بعد تجاربها مع عينة كبيرة من الاطفال .
أما المشاكل السلوكية واجتماعية فتتركز في :
١- العزلة بسبب استخدام الهاتف المحمول يفقد الطفل مهارات التواصل الاجتماعي بشكل صحيح فتجده مندمج مع هاتفه لا يكترث بمن حوله.
٢-العصبية.. فكثرة مشاهدة الهاتف والتعرض لأشعته يؤدي الي توتر اعصاب الطفل مما ينتج عنه العصبية الشديدة مع أبسط المواقف.
٣- العدوانية.. يشاهد الاطفال الكثير من الڤيديوهات وان كانت مخصصة للاطفال ولكنها تحتوي علي مشاهد عنف قد تؤثر علي سلوك الطفل. وتجعله يرغب في تقليده.
٤- القدوة السيئة.. عندما يدمن الطفل مشاهدة التطبيقات المختلفة على الهاتف المحمول فإنه يتأثر بما يراه فتجد بعض الاطفال تري من النماذج السيئة أبطالاً ويحاولون تقليد هذه النماذج وهذا يؤثر علي سلوك الطفل سلبا.
ما هي طرق تقليل ادمان الهاتف المحمول للاطفال ؟
١-تقليل ساعات استخدامه تدريجيا حتى نصل لوقت مناسب.
٢- استبدال ساعات الموبيل بأنشطة ممتعة للاطفال كالتنزه في الحدائق او النوادي.
٣- تشجيع الطفل علي العاب الذكاء مثل البازل والشطرنج ومعرفة الاختلافات والمتاهات لانها تنمي قدرات عند الطفل مثل الصبر والمثابرة والتركيز.
٤- قضاء وقت خاص مع الطفل (quality time ) للحديث عن مشاعره واحلامه ويبني هذا علاقة قوية بين الطفل وابويه
٥- جعل الطفل يمل فيستطيع ايجاد طريقة لعب تسعده .. فتخيلي ان الهاتف ليس موجود واتركيه يبتكر وسيدهشك مع تكرار التجربة.
٦- البحث عن مواهب الطفل التي تندثر في شاشات الهاتف كالرسم او الموسيقى
٧- تقليل استخدام الاب والام لهواتفهم امام الطفل اذا كانوا يريدون نجاح التجربة معه فيجب ان يبدأوا بأنفسهم.
٨- تسخير الهاتف في اوقات محددة في اهداف تنمي مهارات الطفل فمثلا نعلن عن مسابقة بين افراد الاسرة عن موضوع معين مثلا احد الحيوانات وعلى سبيل المثال (الديناصور) ومن يجمع معلومات اكثر واكثر افادة يكسب جائزة فنجد ان هذه الطريقة تزيد من قدرات الطفل المعرفية.
٩- تخصيص يوم في الاسبوع يتحدث فيه الطفل عن انجازته وان كانت بسيطة جدا وكل افراد الاسرة يشاركونه وهذا سيطور مهارة التواصل والتحفيز علي انجاز اشياء مميزة.
١٠- اسناد المهام للطفل كتنظيف حجرته او سقي الزرع.. والمساعدة فى أعمال المنزل قدر الامكان لحثه على التعاون.. والبعد قدر الامكان عن التليفون المحمول.. فهذا سيجعله طفل مسئول ومتعاون.
ومن هنا نسطيع أن نجزم بأن في هذا العصر لا يمكن الاستغناء عن الهواتف المحمولة ولكن بالتأكيد يمكن تقنين استخدامها.