مختصون يناقشون تحديات وسبل معالجة “الكتابة السينمائية في السعودية”
الترند العربي – متابعات
عقدت «هيئة الأفلام السعودية»، بالشراكة مع موقع «سوليوود» السينمائي، ورشة عمل تحت عنوان «الكتابة السينمائية في السعودية.. التحديات وسبل المعالجة»، مساء اليوم الثلاثاء 30 مايو؛ من تقديم السيناريست وصانع الأفلام «عمر مقيم»، وذلك بمشاركة نخبة من المهتمين والمختصين في صناعة السينما.
تضمنت الورشة التي أُقيمت بمدينة الرياض جلستين نقاشيتين؛ تناولت الأولى عدة محاور حول أهمية الكتابة السينمائية في صناعة الأفلام، وعناصر تكوين القصة التي تتضمن: الشخصيات والمكان، والزمان، والعقدة. وناقش المشاركون في الورشة كتابة السيناريو بين الموهبة والتعلم الذي يمكن اكتسابه وتطويره.
كما استعرضت الجلسة الأولى 3 أطوار تفاصيلية لمراحل كتابة السيناريو؛ ضم الطور الأول وهو «الإعداد»، عدة نقاط هامة وهي: كشف جغرافيا المكان وطبيعته، وتوضيح أنماط الشخصيات في هذا العالم، وإبراز مسيرة الشخصية نحو المرحلة الثانية من القصة، وكذلك توضيح توقيت وزمن كتابة القصة، إلى جانب إظهار أعمدة القصة من خلال كشف هوية الفيلم. ثم انتقلت الجلسة الأولى للحديث عن الطور الثاني «المواجهة والصراع»، الذي يشتمل على عدة نقاط ومنها: تحديد هدف واضح للشخصية، وقصة الفيلم الجانبية، وهل بإمكان الكاتب تقديم مشكلة الوقت، وما يمكنه شرحه أكثر عن القصة، ووضع العوائق التي تمنع الشخصية من الوصول إلى الهدف المنشود.
تلا ذلك توضيح للنقاط الأساسية التي يتمحور حولها الطور الثالث والأخير لكتابة السيناريو «الحل والنتيجة» والمتمثل في: طرح التساؤلات حول وصول الشخصيات إلى أضعف مرحلة، وكيف تخطط الشخصيات لخطواتها التالية؟ وكيف تتفاعل الشخصيات مع الخسارة التي مُنيت بها؟ وما الذي يفعلونه للعودة إلى طريق الرحلة نحو الهدف؟ وأخيرًا، كتابة المشهد النهائي في السيناريو. واستكملت الجلسة الأولى النقاش حول ماهية كتابة السيناريو من خلال الحديث عن العناصر الأساسية في كتابة القصة، ومن أبرزها: تصاعد الوتيرة، واختلال الموازين للبطل خلال الأحداث، والمناظرة التي من خلالها يتم جذب انتباه المشاهد، والمواجهة، والحل والنتيجة.
وتطرق النقاش أثناء الجلسة الأولى إلى توضيح أهمية السيناريو في صناعة الأفلام؛ إذ يتم تحويل الأفكار إلى قصة سينمائية مكتوبة، ثم تأسيس هيكل القصة، وبعد ذلك إيصال رسالة الفيلم، ثم تطوير الشخصيات، وأخيرًا رسم خارطة طريق لفريق العمل الإنتاجي. وعقدت الجلسة الأولى خلال أعمالها أيضًا، مقارنة تفصيلية لتوضيح الفرق بين الكتابة الروائية وكتابة السيناريو. وأنهت الجلسة الأولى أعمالها بطرح نماذج نجحت في العالم العربي ومنهم: كوثر بن هنية، ومصطفى العقاد، وهيفاء المنصور، وإبراهيم الخير الله.
أمَّا الجلسة الثانية للورشة، فتناولت التحديات وسبل معالجة الكتابة السينمائية من خلال مناقشة واقع الكتابة السينمائية في المملكة، وعرض أبرز التحديات التي تواجه الكاتب السعودي ومنها: ندرة المؤسسات التعليمية المتخصصة في كتابة السيناريو، والقيود الاجتماعية والثقافية، وانحصار الكتابة في الدراما الكوميدية المحلية وتهميش الأنواع الأخرى. كما استعرضت الجلسة الثانية الدور الداعم للمهرجانات المحلية وورش تطوير السيناريو، وتأثيره على تطوير وتنمية المجال. وتخلل الجلسة شرح توضيحي لأبعاد تأثير السيناريو المستهدف لتصنيف عمري معين على شباك التذاكر من خلال عرض نموذج تحليلي لترتيب عدة أعمال سينمائية تم تصنيف السيناريو الخاص بها، وتأثر قيمة الإيرادات بهذا التصنيف. وأنهت الورشة فعالياتها بتنظيم تمرين ارتجال جماعي للمشاركين.
وختامًا، خرجت ورشة العمل بعدد من التوصيات أهمها: ضرورة دراسة السوق والذائقة المحلية لإيجاد قصص مناسبة لم تُروَ من قبل، والتركيز على الجمهور المستهدف من خلال طرح قصص عميقة ومسلية؛ إضافة إلى زيادة المؤسسات التعليمية، وورش تطوير النصوص كالتي تنفذها هيئة الأفلام، وكذلك الاهتمام بالمشاركة في معامل التطوير المحلية مثل معمل البحر الأحمر، ومنح فرص من قبل المنتجين لطرح قصص خارجة عن المعهود، وإعطاء الوقت الكافي لتطوير النص.
ومن بين التوصيات أيضًا الحاجة إلى تعزيز التعاون المشترك بين الكتاب المحليين وكتاب المنطقة العربية والدولية، إضافة إلى ترجمة الكتب المتخصصة بتطوير السيناريو إلى اللغة العربية، وإبراز أهمية إقامة منتديات ومجتمعات للتفاعل والتعلم المستمر.