سياسة

حروب ومعارك الجيش المصري خارج الحدود.. انتصارات لم تكتمل

الترند العربي – خاص

في لمحة ملهمة من تاريخ مصر العسكري، نستعرض المواجهات والنزاعات التي شارك فيها الجيش المصري خارج إطار حدوده الوطنية، مع التركيز على بعض الانتصارات البارزة والتحديات التي تعرضت لها قوات الجيش المصري. تندرج هذه الصراعات ضمن سياق تاريخي معقد يمتد عبر العصور، حيث تسلمت مصر مهمة بارزة في المنطقة العربية والقارة الإفريقية.

الأزمة اليمنية (1962-1967)
يعود تاريخ أول تدخل عسكري للجيش المصري خارج حدود البلاد إلى الأزمة اليمنية في الستينيات من القرن الماضي. تدخلت مصر على نحو 70,000 جندي لدعم الجمهورية الموالية للرئيس عبد الله السلال في مواجهة قوات الملكية اليمنية الشمالية. حقق الجيش المصري العديد من الانتصارات الميدانية، ولكن الحرب استنزفت موارد مصر الاقتصادية والعسكرية.

حرب الأطلسي (1977)
تُعتبر حرب الأطلسي المعروفة أيضًا بـ”حرب الشمال” واحدة من أبرز المعارك التي خاضها الجيش المصري خارج الحدود. اندلعت الحرب بين ليبيا ومصر بسبب خلافات حول السيادة على شريط حدودي يمتد على مسافة 1000 كيلومتر. تمكن الجيش المصري من إحراز تقدم سريع واستعادة المناطق المتنازع عليها، ولكن لم يتمكن من إسقاط نظام العقيد معمر القذافي.

حرب تحرير الكويت (1990)
شاركت مصر في حرب تحرير الخليج، والتي كانت رد فعل دولي لغزو العراق بقيادة صدام حسين لدولة الكويت في الثاني من أغسطس 1990. تشكلت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لاستعادة الكويت وتحريرها من الاحتلال العراقي.

اجتمعت دول عديدة لتشكيل قوات التحالف، ومنها مصر، وقد أرسلت مصر قوات برية وجوية وبحرية للمشاركة في تحالف قوات التحرير. كانت مصر تعتبر أحد أكبر المساهمين في الجهود العسكرية بجانب الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية وبريطانيا. بدأت العمليات العسكرية لقوات التحالف بشن حملة جوية في يناير 1991، تلاها هجوم بري في فبراير 1991. استعادت قوات التحالف الكويت وأنهت النزاع في 28 فبراير 1991.

لعبت مصر دوراً حاسماً في هذه الحرب، حيث قدمت الدعم العسكري واللوجستي للقوات المشتركة. كما ساهمت مصر في التوسط السياسي وسعيها للحيلولة دون تصاعد العنف في المنطقة. بعد انتهاء الحرب، أصبحت مصر أحد الدول الرئيسية المستفيدة من الاقتصاد الإقليمي والمساعدات الخارجية بفضل دورها الداعم في حرب تحرير الخليج.

الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)
تُعتبر مشاركة الجيش المصري في الحرب الأهلية اللبنانية مثالاً للدور السياسي والإنساني الذي قام به الجيش المصري خارج حدود البلاد. توجهت قوات الطوارئ العربية بقيادة مصر إلى لبنان لحفظ الأمن والاستقرار، ولكن لم يتم تحقيق النجاح المأمول بسبب التطورات السياسية والعسكرية المعقدة في لبنان.

التدخل العسكري في اليمن (2015-الحاضر)
يُعتبر التدخل العسكري المصري الحالي في اليمن جزءًا من التحالف العربي بقيادة السعودية لدعم حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي ضد الحوثيين المدعومين من إيران. تتضمن مشاركة الجيش المصري توفير الدعم البحري والجوي واللوجستي، بالإضافة إلى إرسال قوات برية لتأمين الحدود اليمنية السعودية. في هذا السياق، يواجه الجيش المصري تحديات عديدة تتعلق بالوضع الأمني المتدهور والأوضاع الإنسانية الصعبة.

على الرغم من أن الجيش المصري حقق العديد من الانتصارات الميدانية والسياسية في معاركه خارج الحدود، إلا أن الانتصارات لم تكتمل بعد. يظل الوضع في اليمن معقدًا ويتطلب جهودًا دبلوماسية وعسكرية مكثفة لإنهاء النزاع الدائر هناك.

في ضوء هذه التجارب، يتعين على الجيش المصري والدولة المصرية إعادة تقييم دورها الإقليمي والدولي، وتعزيز قدراتها العسكرية والسياسية لتحقيق الأهداف المنشودة. يبقى الجيش المصري ركيزة أساسية للأمن والاستقرار في المنطقة، ومن الضروري أن يواصل الجهود الرامية لتعزيز السلام والتنمية في المنطقة.

في الختام، تحمل الحروب والمعارك التي خاضها الجيش المصري خارج الحدود العديد من الدروس والتجارب القيمة. تعكس هذه التجارب القدرات والتحديات التي يواجهها الجيش المصري في سعيه لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ومن خلال استثمار هذه التجارب، يمكن لمصر أن تعزز دورها الإقليمي والدولي وتواصل المساهمة في تحقيق السلام والتنمية المستدامة للشعوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى