#باللون الرمادي
فاطمة العدلاني
مناطق رمادية تنتزع فيها مساحات هائلة من البياض الممزوج بجزء سوداوي!
المناطق الرمادية تخلق مساحات من عدم الاتزان، العقل يرى الأسود رمزًا للشر، والأبيض رمزًا للخير ؛ أما الرمادي فرمز للقلق، التردد، الحيرة وعدم الاتزان. ليس من السهل تقييم قطة رمادية أكانت طيبة أم شريرة بعين الطفولة، لأن المظهر السطحي لا يوحي بنهايات غير قطعية.
لا يعبأ أحد أن يحكم ويصل لحل جذري في الحكم على المناطق الرمادية.
المناطق والمساحات والأشخاص والمواقف الرمادية تملأ حياتنا ويصعب تفسير وتحليل اللون الرمادي في المجمل بالعين المجردة للوهلة الأولى، والوضوح التصق بالندرة ذلك الوقت حتى أصبح سمة له حتى قالوا عن الأشخاص الواضحين “كنز”.
وقد يتواجد اللون الرمادي في المناقشات نتج عن خوف الصدام أو النزاع وقد يكون تطبع بشري بعد عدد من المواجهات دون جدوى وقد يكون طبع غريزي ناتج عن الخوف من الاعتراف وفي كل الأسباب تنتج نفس النتيجة وهي اللون الرمادي. اللون الرمادي يشمل إجابات غير منطقية، أو غير محددة، لا تفهم إذا كانت تعني القبول أم الرفض؛ وفي بعض الأحيان لا تتعلق بالسؤال المطروح أصلًا. كلها أساليب بشرية للهروب للمنطقة الرمادية الآمنة بعيدًا عن صراحة الأبيض والأسود.
إذا كان اللون الرمادي عوضًا أو هروبًا من الأسود من وجهة نظر أصحاب الردود الرمادية فأود إخبارهم أن صدمة وجود اللون الأسود بعد أمل وجود الأبيض في ميوعة الرد الرمادي أسوء ألف مرة من الاعتراف بباديء الأمر أن الأمر على غير ما يُرام. إياك أن تمنح أحدهم مقدارًا من الأمل في المنطقة الرمادية وأنت تعلم أن النتيجة قاتمة هربًا من المواجهة. يعي البعض أن الرمادي حل وسطي لكن بطبيعة الحال لا ينتج عنه أي فائدة على المدى البعيد. فالمنطقة الرمادية المتموعة لا تعرف لها وضوحًا إلى أي جانب تميل ستظل مبهمة والمناطق المبهمة متاح لها كل شيء على مبدأ الممكن. اجعل مواقفك مُحددة ومبادئك مدروسة وآرائك تُعبر عنك وإذا سُئلت يومًا لا تستحي أن تعرض فِكرك وأن تدافع عنه، من وجهة نظري المتواضعة لا مناطق رمادية متاحة إلا في جبر الخواطر.