آراء

وداعًا زمن GOOGLE

محمد سعيد

 

خلال الأشهر القليلة الماضية ومع التطور السريع لآلة الذكاء الاصطناعي، خرج علينا العديد من التطبيقات والخدمات التي تحل مكان العنصر البشري.

انتشر مؤخرًا الحديث حول خدمات Chat GPT وهل ستكون بديلًا عن جوجل؟
العديد من المنتجات غيرت شكل الصناعة التقنية ككل، فعلى سبيل المثال جوجل أو هاتف الآيفون، سنجد أنها كانت منعطفًا في العالم بأسره، ونقطة تحول في سماء التكنولوجيا. وقد يكون هذا الحديث ليس بعيدًا عن نظام المحادثة ChatGPT.

ضج العالم مؤخرًا بمولود الضيف الجديد ChatGPT، حيث اعتبره الكثيرون المنعطف التقني المقبل، إذ يمكنه تقديم المعلومات بسلاسة وبعبارات بسيطة، عوضًا عن سلسلة طويلة من الروابط كما يفعل محرك جوجل. وعلى الرغم من أن ChatGPT طرح كنسخة تجريبية، فإنه كان قادرًا على دق ناقوس الخطر في أروقة شركة جوجل، وجعلها تتربص خيفة من القادم الجديد الذي قد يغير نموذج الأعمال جذريا.
تواجه جوجل الآن تحديًا عملاقًا، فالتقارير المبدئية تشير إلى أن رئيسها التنفيذي حضر مؤخرًا اجتماعات لتحديد استراتيجية الذكاء الصناعي استجابة لتهديد ChatGPT. موظفو جوجل كلفوا بمهام لتطوير منتجات مشابهة قائمة على الذكاء الصناعي. وفي المقابل، الشركة ما زالت متشككة حيال تأثير هذه المنتجات على المجتمعات بسبب اتساع رقعة تأثير جوجل وانتشارها. بينما الشركات الناشئة الصغيرة قد لا تكون معرضة لذات الحجم من الضغوط، أي أنها متحررة نوعا ما من توقعات السوق.

في الماضي جوجل كانت تعمل على تطوير محرك البحث، وعلى تضمين وسائل الذكاء الصناعي ضمن عمليات البحث، ولكن دون أن تعلم المستخدم صراحة بذلك. بعض المحللين يرون أن جوجل ستستمر بذات النهج عوضًا عن إعادة هندسة المنتجات كليا.
تعمل أنظمة المحادثة على تحسين قدراتها عبر دراسة مجموعات ضخمة من البيانات، وفيها من مخاطر التحيز لفئة على حساب أخرى. قد يكون هذا أحد الأسباب التي منعت جوجل من طرح أنظمة المحادثة حماية لعلامتها التجارية. وحتى لو تجاوزت جوجل هذا المحدد يأتي سؤال المبيعات. إن كان نظام المحادثة قادرًا على إجابة التساؤلات بعبارات بسيطة، لماذا سيكون المستخدم مهتما بالإعلانات؟

 خدمات Chat GPT

في هذه الحالة حال حصول المستخدم على الإجابة سريعًا، فلن يقوم بالضغط على أي رابط إعلاني، وبالتالي سوف تقل المبيعات بالتبعية.
طوال العشرين عامًا السابقة سيطرت جوجل على سوق محركات البحث، وأي من المنافسين لم يستطع الاقتراب من عرش جوجل. الحال قد يكون مختلفًا مع ChatGPT، ولعل شركة جوجل تواجه اليوم الخطر الأكبر لنموذج أعمالها. تعمل جوجل منذ سنوات على أنظمة محادثة قائمة على الذكاء الصناعي، وفي الواقع التكنولوجيا التي استخدمتها OpenAI في تطوير ChatGPT هي من صنع شركة جوجل. هذه التقنية تسمى LaMDA. جوجل قاومت طرح أنظمة المحادثة تجاريًا كمنتج من صنعها، لأنها غير ملائمة للإعلانات الرقمية المسؤولة عن 80 ٪ من مبيعات جوجل.
هل سيكون ChatGPT بديلًا عن جوجل؟! الآراء منقسمة بين نعم ولا، وكل فريق له شواهده. الشاهد أن ChatGPT كان ربما كمنتج أول نجح في دفع السوق لطرح هذا السؤال بكل صراحة، وهو بحد ذاته علامة فارقة. قد تكون المقاربة الأكثر دقة أن ChatGPT سينجح في أخذ جزء من الحصة السوقية لمحرك بحث جوجل، ولمواضيع محددة. محرك بحث جوجل سيبقى مسيطرًا لبرهة من الزمن في اعتقادي قد تكون قليلة، وخاصة في المواضيع الجديدة التي لا تتوافر فيها قاعدة بيانات أو تلك باللغات الأخرى غير الإنجليزية. الرهان كله على إمكانية ChatGPT في تحديث معلوماته وصقل مهاراته البحثية تقنيًا، وما سيحدث مستقبلا هو سباق زمني بين جوجل وChatGPT في إثبات نفسها في عيون المستخدمين. الشاهد أن محرك البحث جوجل بقي لزمن دون منافس فعلي، ودخول ChatGPT حلبة السباق لا بد أن يعني تحسين الخدمات المقدمة لنا كمستخدمين، ولربما التخلص ولو قليلا من ضغط الإعلانات الرقمية المرهقة والمزعجة أحيانًا للكثيرين.

المصدر
القاهرة 24

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى