الإنسان ذئب أم خراف!
فاطمة العدلاني
سلوك الإنسان تابع أو متبوع في التفسير الفلسفي لكينونة ذات طباع الإنسان ولأسباب عديدة يؤول الناتج التشكيلي لشخص الذات إما أن يكون ذئب أو خراف.
يقول إيريش فروم رأيه في ذلك
“سيكون من الصعب حقًا على أي شخص يتمتع بخبرة سريرية طويلة كمحلل نفسي أن يستخف بالقوة التدميرية الكامنة في الإنسان.
ولكن لِمَ يندفع الإنسان تجاه الإثنين؟
ما الذي يجعل الإنسان ذئبًا دوافعه مغروزة في الشر بشراهة! وعلى الصعيد الآخر أيضًا كيف لنا أن نعمل على تحويل ذلك الذئب إلى مُسالم؟
حتى نُعالج أحدهم من الألم يجب أن نعرف مصدره، لذلك يجب أن نبحث في أسباب ذئوبية الفرد، قد تكون دوافع الإنسان الانتقامية فردية أو جماعية فقد تجد قبيلة بأكملها مرت بنفس الظروف والكيفية فنتجت لنا نفس النتائج الانتقامية والكارهة لكل شخص عداهما. فمثلًا في القبائل البدائية يقل الإنتاج وتزداد الرغبة الانتقامية بالتجربة في غريزة الأفراد التابعين للقبيلة ونفس المبدأ في العاجز عن فعل أمر ما، حيث أن العجز عن فعل الأشياء يقطع شعور التقدير للذات فلا تجد بديلًا للتعويض إلا دوافع الانتقام حتي لو لم يكن من الآخرين فمن النفس وإن لم يكن فردًا كذلك تكن مجموعة.
السبب الثاني قد يكون بما يُدعى
“تحطم الإيمان” وهو ببساطة ما يحدث لطفل فقد أمانه في شخص يثق به تمام الثقة خاصة أو حين يخيب أمله ويصطدم بالواقع حتى لو مات عصفور له يحبه فتنكسر أمام عينه ثقته في الحياة عامة، وتحطم الإيمان يحدث في الرابعة أو الخامسة أما تحطم الإيمان النهائي يحدث في عمر أكبر بكثير بخيانة صديق مقرب أو مصدر أمان موثوق ،بعدها يبدأ الشخص بالتفكر أنه إذا كان إيمان المرء بالخير والعدل غدًا وهما أحمق وعند لحظة عجز تحمل ألم الخيبة، ينتج عن ذلك شخص تحطم إيمانه في الحياة مندفعًا نحو الشر يسعى لإثبات كم أن الحياة شريرة والإنسان ذئب شيطاني و مدمر.
السبب الثالث والذي قد يؤدي لتحول الإنسان من جوهرة الخيّر إلى شرير هو “العنف التعويضي”
والذي يقوم بنازع أساسي من قلب العجز، يقول إيريش فروم “من لا يستطيع الإنتاج يستطيع التدمير
يقول كامو على لسان كاليغولا “أنا قاتل، أنا أتمتع بقوة مذهلة”
وهو دافع الكسيح العاجز، فالإنسان في كل الأوقات منتج فإما منتج مقدر فعّال إيجابي للوسط أو إذا لم يكن كذلك فلا بديل سوى أن يكون مدمر وهو ما حدث وقد يندرج تحت السادية نوعًا ما حيث يرغب الشخص بالسيطرة على شخص آخر كما لو كان إله وهو ما يعوض نقص الإنسان في ما مايفقده في عجزه عن الإنتاج فيتحول من إنسان مسالم يقدر نفسه إلى ذئب مدمر وحشي.