حقنة «منع الحمل» للرجال.. هل تنقل مسؤولية «تنظيم الأسرة»؟
الترند العربي – متابعات
بمناسبة اليوم العالمى لتنظيم الأسرة، والذى يوافق 26 سبتمبر من كل عام، كثر الحديث مؤخرًا عن «إبر منع الحمل لدى الرجال»، والتى تم الإعلان عن دراسات سريرية أجريت عليها وأثبتت فاعليتها، لتنتقل مسؤولية تأجيل خطوة الإنجاب إلى الرجال، ومن المتوقع تواجد تلك الحقن بالأسواق خلال عام من الآن.
ووفقًا لصحيفة «ديلى ميل» فإن الحقنة التى يتم تطويرها فى الهند لحقن الحبل المنوى تقوم بسد طريق الحيوانات المنوية، بالإضافة لكبسولات تصنع فى أمريكا وتعمل على منع تكوين الحيوانات المنوية وتصل نسبة التعقيم لـ99%، ويمكن استخدامها بأمان دون أن تقضى على خصوبة الرجل، ويتوقع العلماء أن تكون حقن منع الحمل للرجال متاحة فى الأسواق بعد عام من الآن.
وتعليقًا على ذلك يقول الدكتور محمد إبراهيم بسيونى، العميد السابق لكلية الطب جامعة المنيا، إن الرجال يعتمدون منذ ما يزيد على 50 عامًا على الوسائل التقليدية فى منع الحمل المتمثلة فى شكل أساسى فى استخدام الواقيات الذكرية (Condom)، والامتناع عن الجماع لمدة معينة (Rhythm Method)، وإجراء عملية قطع القناة الدافقة.
أضاف «بسيونى»: توجه العلماء فى الآونة الأخيرة إلى دراسة فاعلية وسائل منع الحمل للرجال غير التقليدية، والتى من أهمها إبرة منع الحمل للرجال، حيث أجريت العديد من الدراسات للتحقق من فعاليتها، والتأكد من إيجابياتها وسلبياتها، ومازالت الإبرة فى مرحلة الدراسة ولم تدرج فى الأسواق حتى الآن.
وأوضح «بسيونى» أن إبرة منع الحمل للرجال تمثل إحدى وسائل منع الحمل الحديثة الاستخدام من قبل الرجال، وهى عبارة عن خليط من الهرمونات الجنسية التى تؤثر بطريقة معينة على قدرة الرجال على الإنجاب بشكل مؤقت.
وتعمل إبرة منع الحمل للرجال بشكل أساسى عن طريق تثبيط قدرة الرجل على إنتاج الحيوانات المنوية، مما يؤدى إلى إيقاف عملية الإنجاب، وذلك من خلال دور هرمون التيستوستيرون (Testosterone) وهرمون البروجسترون (Progesterone).
وأشار «بسيونى»: حددت المدة التى تؤخذ بها إبر منع الحمل للرجال كل 8 أسابيع لمدة عام حسب الدراسات السريرية، التى أجريت فى عدد من الدول من ضمنها أستراليا تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، وكلية طب فرجينيا الشرقية فى الولايات المتحدة الأمريكية، ومن أهم ما يميز إبر منع الحمل للرجال أنها ذات مفعول مؤقت يزول تأثيرها بعد قرابة 3-6 أشهر من التوقف عن استخدامها.
أما عن أضرار تلك الحقن للرجال، فيقول «بسيونى»: يسعى الأطباء إلى إيجاد إبر منع الحمل للرجال بفاعلية عالية وأضرار قليلة من خلال دراسة تأثير الهرمونات الموجودة فى الإبر على صحة الرجال، حيث تتسبب إبر منع الحمل للرجال فى ألم بالعضلات وألم فى موقع حقن الإبر وتحول المزاج والاكتئاب وزيادة الرغبة الجنسية وظهور حب الشباب، وعدم انتظام ضربات القلب، كما تقل نسبة الكوليسترول النافع فى الجسم بسبب زيادة هرمون التستوستيرون.
ويتطلب مرور 3-6 أشهر تقريبًا لبدء مفعول الإبر، كما يحتاج إمضاء الفترة ذاتها تقريبًا لتوقف فاعليتها واستعادة عملية إنتاج الحيوانات المنوية وضعها الطبيعى، وهى لا تمنع عملية انتقال الأمراض المنقولة جنسيًا ويفضل استخدام الواقيات الذكرية لتقليل احتمالية انتقال تلك الأمراض، مشيرًا إلى أنه لوحظ تفاوت فاعلية إبر منع الحمل للرجال فى بعض الحالات، حيث إنها فى بعض الحالات لا توقف عملية إنتاج الحيوانات المنوية بشكل كامل، الأمر الذى يزيد من احتمالية حدوث حمل خلال استخدامها.
من جانبه، قال الدكتور أسامة شعير أستاذ الذكورة وأمراض العقم بكلية الطب جامعة القاهرة، إنه لا يوجد حتى الآن وسائل مسموح بها من الناحية العلمية لتأثير أو منع الحمل فى الرجل إلا من خلال طريقتين، الطريقة الأولى هى استخدام الواقى الذكرى أو إجراء عملية غلق القناة الدافقة، فجميع التطورات التى ظهرت حول العالم فى السنين الماضية كانت محاولات تجريبية والبعض يعمل على ترويجها ولكن ما زالت من الناحية العلمية تحت التجربة.
لافتًا إلى أن ما تم تجربته حتى الآن هو حقن هرمون الذكورة بجرعات عالية، فهناك هرمون تنتجه الغدة النخامية يعمل على تنشيط هرمون الخصوبة، وعند وجود هرمون الذكورة بنسبة عالية فى «التستيرون» تقلل الغدة النخامية من إنتاج هرمون الخصوبة وبالتالى تنعدم الحيوانات المنوية، بجانب مميزات حقن هرمون الذكورة لكنه يسبب فى بعض الأحوال سرطان البروستاتا أو قد يكون غير قابل للانعكاس ويسبب ضررًا فى الخصية أو يعرض الشخص لأزمات قلبية.
وأضاف أستاذ أمراض الذكورة أنه لم يتم التوصل حتى الآن إلى وسيلة تتحقق فيها الشروط المثالية لمنع الحمل عند الرجال، وتتمثل الشروط المثالية فى أن تكون فعالة قابلة للانعكاس مرة أخرى وليس لها مضاعفات أو آثار جانبية خطيرة.
من جانبه، أوضح الدكتور حسام الشنوفى، أستاذ أمراض النساء والتوليد بطب قصر العينى، أن الزوجة أحيانًا تمنع من تناول وسائل منع الحمل لعدة أسباب، إذا كانت الزوجة لديها تاريخ وراثى للإصابة بمرض سرطان الثدى، وفى هذه الحالة تُمنع من تناول أقراص منع الحمل وتركيب اللولب يسبب لها نزيف.
مضيفًا أن هناك بعض الحالات لا يمكن فيها الاستعانة بـ اللولب كوسيلة لمنع الحمل وهى: إذا كانت تعانى من التهابات بعنق الرحم، أو إصابة الرحم بأحد أنواع الأورام، أو مرض بطانة الرحم المهاجرة، أو إصابة الرحم ببعض العيوب الخلقية، أو الأمراض الجنسية المعدية.
معلقًا أن وسائل منع حمل للرجال فى المنطقة العربية لم يتم الإقبال عليها، لأنه على مدار العصور الرجل غير مسؤول عن منع الحمل، لكن عند إثباتها من الناحية العلمية يبدأ تداولها خاصة فى الحالات التى تُمنع فيها الزوجة من تناول وسائل منع الحمل.