مالي تُنهي سلسلة المغرب التاريخية.. تعادل بطعم الأرقام القياسية في ليلة بونو ودياز
الترند العربي – متابعات
فرض التعادل الإيجابي نفسه على مواجهة منتخب المغرب ونظيره المالي بنتيجة (1-1)، في واحدة من أكثر مباريات الجولة الثانية بدور المجموعات في كأس أمم أفريقيا 2025 إثارةً وحساباتٍ مفتوحة، لقاءٌ لم يُغيّر صدارة “أسود الأطلس” لكنه كسر سلسلة تاريخية طويلة من الانتصارات، وفتح في المقابل دفاتر الأرقام القياسية الفردية والجماعية لمنتخب بات حاضرًا بقوة في كل نسخة قارية.

تعادل يُبقي المغرب في الصدارة ويُعقّد الحسابات
دخل المنتخب المغربي اللقاء وعينه على حسم التأهل المبكر، مستندًا إلى بداية قوية في الجولة الأولى، بينما خاض منتخب مالي المباراة بطموح إيقاف الاندفاعة المغربية وتثبيت موقعه كمنافس مباشر على إحدى بطاقتي التأهل. وجاء التعادل ليُبقي المغرب في صدارة المجموعة الأولى برصيد أربع نقاط بعد مباراتين، فيما رفع منتخب مالي رصيده إلى نقطتين، متقاسمًا المركز الثاني مع منتخب زامبيا، لتبقى الجولة الختامية مفتوحة على جميع السيناريوهات.

نهاية سلسلة انتصارات غير مسبوقة لأسود الأطلس
الحدث الأبرز في اللقاء لم يكن فقط نتيجة التعادل، بل ما حملته من دلالة تاريخية، إذ مثّل هذا التعادل أول توقف لسلسلة انتصارات المنتخب المغربي منذ 26 مارس 2024، حين تعادل سلبيًا مع موريتانيا. بذلك وضعت مالي حدًا لسلسلة مذهلة من 19 انتصارًا متتاليًا للمغرب في مختلف البطولات والمسابقات الرسمية والودية، وهي أطول سلسلة فوز في تاريخ المنتخب المغربي.
هذا الرقم يعكس حجم التطور الذي عرفه المنتخب خلال العامين الأخيرين، سواء على مستوى الاستقرار الفني أو تنوع الحلول التكتيكية، ما جعل تعادل مالي يُقرأ باعتباره محطة استثنائية أكثر من كونه تعثرًا.

المباراة في سياقها الفني والتكتيكي
شهد اللقاء ندية كبيرة منذ الدقائق الأولى، حيث حاول المنتخب المغربي فرض أسلوبه القائم على الاستحواذ والضغط العالي، بينما اعتمد منتخب مالي على التنظيم الدفاعي والانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم. وتجلت قوة مالي البدنية في الالتحامات، مقابل محاولات مغربية لفتح المساحات عبر الأطراف وتحركات براهيم دياز ويوسف النصيري.
ورغم أفضلية المغرب في فترات متعددة من اللقاء، فإن التنظيم المالي والانضباط التكتيكي حالا دون ترجمة السيطرة إلى فوز، في مباراة أكدت أن دور المجموعات في كأس أفريقيا لا يعترف بالأسماء بقدر ما يكافئ الجاهزية والتركيز.

ياسين بونو يكتب اسمه بحروف من ذهب
بعيدًا عن النتيجة، كانت ليلة الحارس ياسين بونو حافلة بالأرقام، بعدما أصبح أكثر حارس مرمى مشاركة في تاريخ منتخب المغرب في نهائيات كأس أمم أفريقيا، بخوضه المباراة رقم 13 في المسابقة القارية، متجاوزًا الرقم السابق المسجل باسم الحارس بادو باكي الذي خاض 12 مباراة.
هذا الرقم لا يعكس فقط طول المسيرة، بل يبرز قيمة بونو كعنصر استقرار وثقة في التشكيلة المغربية، خاصة في البطولات الكبرى، حيث لطالما كان صمام أمان في لحظات حاسمة، سواء في كأس أفريقيا أو كأس العالم.
بونو واستمرارية الأداء في البطولات الكبرى
منذ ظهوره الأول مع المنتخب، أثبت بونو أنه أكثر من مجرد حارس مرمى، بل قائد صامت في الخط الخلفي، يتميز بهدوئه وقدرته على التعامل مع الضغوط، وهو ما انعكس في حفاظ المغرب على سلسلة طويلة دون خسارة في دور المجموعات القارية.
أرقام بونو في كأس أمم أفريقيا تؤكد أنه بات مرجعًا تاريخيًا في مركز الحراسة، في ظل ندرة الحراس الذين حافظوا على مكانتهم الأساسية عبر أكثر من نسخة متتالية.
براهيم دياز يواصل كتابة فصله الخاص مع المنتخب
على مستوى الأرقام الهجومية، واصل براهيم دياز تثبيت اسمه في السجلات التاريخية للمنتخب المغربي، بعدما أصبح ثاني لاعب يسجل أول ركلة جزاء له مع “أسود الأطلس” في كأس أمم أفريقيا منذ نسخة 2019، بعد سفيان بوفال. كما بات أول لاعب مغربي يسجل في أول مباراتين متتاليتين للمنتخب في نسخة واحدة من البطولة منذ حسين خرجة عام 2012.
هذه البداية اللافتة تعكس سرعة اندماج دياز مع المنتخب، وقدرته على صناعة الفارق في المواعيد الكبرى، رغم حداثة تجربته الدولية مقارنة ببقية نجوم الجيل الحالي.
أسرع الهدافين في تاريخ المغرب
لم تتوقف أرقام دياز عند هذا الحد، إذ أصبح ثاني أسرع لاعب في تاريخ المنتخب المغربي يصل إلى 10 أهداف دولية، محققًا هذا الرقم خلال 17 مباراة فقط، متأخرًا بمباراة واحدة عن الرقم القياسي المسجل باسم صلاح الدين بصير الذي بلغ الهدف العاشر بعد 16 مباراة.
هذا المعدل التهديفي يعكس فعالية اللاعب أمام المرمى، ويمنح الجهاز الفني للمغرب سلاحًا هجوميًا إضافيًا في الأدوار الإقصائية، خاصة مع تنوع أدواره بين صناعة اللعب وإنهاء الهجمات.
مفارقة ركلات الجزاء في تاريخ المنتخب المغربي
كشفت إحصائيات اللقاء مفارقة لافتة تتعلق بركلات الجزاء، إذ فشل عدد من نجوم المنتخب المغربي عبر تاريخه الحديث في تسجيل أول ركلة جزاء لهم في المسابقات الكبرى، يتقدمهم حكيم زياش ويوسف النصيري وأشرف حكيمي وسفيان رحيمي، ما يجعل نجاح دياز في هذه المهمة إنجازًا إحصائيًا نادرًا يعكس هدوءه الذهني في اللحظات الحاسمة.
سلسلة دون هزيمة في دور المجموعات
ورغم توقف سلسلة الانتصارات، واصل المنتخب المغربي رقمه الإيجابي في دور المجموعات بكأس أمم أفريقيا، إذ لم يتعرض للهزيمة في آخر 13 مباراة في هذه المرحلة، محققًا 10 انتصارات و3 تعادلات. ويُعد هذا الرقم الأفضل في تاريخ مشاركات المغرب القارية، بعدما كانت أطول سلسلة سابقة قبل نسخة 2019 لا تتجاوز ثلاث مباريات فقط.
هذا الاستقرار في دور المجموعات يعكس تحسن العقلية التنافسية للمنتخب، وقدرته على التعامل مع ضغط المباريات الافتتاحية التي كثيرًا ما أربكت كبار القارة في نسخ سابقة.
مالي.. خصم عنيد ورسالة تحذير مبكرة
في المقابل، خرج منتخب مالي من اللقاء بمكاسب معنوية كبيرة، بعدما نجح في إيقاف المنتخب الأكثر فوزًا في الفترة الأخيرة، مؤكدًا أنه منافس لا يُستهان به في حسابات التأهل. وأظهر المنتخب المالي تنظيمًا دفاعيًا عالي المستوى، إضافة إلى قدرة واضحة على استغلال أنصاف الفرص.
هذا الأداء يمنح مالي دفعة قوية قبل الجولة الأخيرة، ويضع بقية منتخبات المجموعة أمام اختبار حقيقي في سباق التأهل.
قراءة في مشوار المغرب قبل الجولة الختامية
يدخل المنتخب المغربي الجولة الأخيرة وهو في موقع مريح نسبيًا، لكنه يدرك أن حسابات التأهل لم تُحسم بعد. وسيكون مطالبًا بالحفاظ على التركيز وتفادي المفاجآت، خاصة أن تاريخ البطولة حافل بسيناريوهات معقدة في الجولات الختامية.
ويعوّل الجهاز الفني على خبرة عناصره الأساسية، وفي مقدمتهم بونو ودياز، إلى جانب لاعبين مثل أشرف حكيمي ويوسف النصيري، لحسم بطاقة العبور دون الدخول في حسابات معقدة.
التعادل كنقطة تحول نفسية لا سلبية
على عكس ما قد يُفهم ظاهريًا، لا يُنظر إلى تعادل مالي باعتباره تراجعًا في مستوى المغرب، بقدر ما يُعد اختبارًا ذهنيًا مهمًا قبل الأدوار الإقصائية. ففي بطولات قصيرة مثل كأس أمم أفريقيا، قد يكون التعثر المبكر فرصة لتصحيح المسار وتفادي الثقة الزائدة.
وقد أظهرت ردود فعل اللاعبين والجهاز الفني أن المنتخب يتعامل مع التعادل بواقعية، دون تهويل أو تقليل من قيمة ما تحقق خلال الفترة الماضية.
أسود الأطلس بين الأرقام والطموح القاري
تؤكد هذه المباراة أن المنتخب المغربي بات يعيش مرحلة نضج كروي، حيث لم يعد حضوره في البطولة مرتبطًا بنتيجة مباراة واحدة، بل بمشروع طويل الأمد يسعى لحصد اللقب الغائب منذ 1976. وبين سلسلة انتصارات تاريخية وأرقام فردية لافتة، يبقى الهدف الأسمى هو الذهاب بعيدًا في البطولة.
ما نتيجة مباراة المغرب ومالي في كأس أمم أفريقيا 2025؟
انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي (1-1) ضمن الجولة الثانية من دور المجموعات.
ماذا تعني هذه النتيجة في ترتيب المجموعة؟
حافظ المغرب على صدارة المجموعة برصيد 4 نقاط، بينما رفع منتخب مالي رصيده إلى نقطتين في المركز الثاني.
هل أنهى التعادل سلسلة انتصارات المغرب؟
نعم، وضع التعادل حدًا لسلسلة 19 انتصارًا متتاليًا للمغرب في مختلف المسابقات.
ما الرقم القياسي الذي حققه ياسين بونو؟
أصبح ياسين بونو أكثر حارس مشاركة في تاريخ المغرب بكأس أمم أفريقيا بخوضه المباراة رقم 13.
ما إنجاز براهيم دياز في البطولة؟
سجل دياز في أول مباراتين للمغرب بالبطولة، وأصبح ثاني أسرع لاعب يصل إلى 10 أهداف دولية في تاريخ المنتخب.
هل لا يزال المغرب دون هزيمة في دور المجموعات؟
نعم، لم يخسر المغرب في آخر 13 مباراة بدور المجموعات في كأس أمم أفريقيا.
ما أهمية هذه المباراة قبل الجولة الختامية؟
تُبقي الحسابات مفتوحة وتمنح المغرب فرصة حسم التأهل، فيما تعزز حظوظ مالي في المنافسة على إحدى بطاقتي العبور.
اقرأ أيضًا:
