خماسية تاريخية.. الأهلي السعودي يبصم على 3 أرقام مثيرة
الترند العربي – متابعات
في ليلة كروية استثنائية، أعاد النادي الأهلي السعودي كتابة فصول جديدة من تاريخه القاري، بعدما أمطر شباك الشرطة العراقي بخمسة أهداف نظيفة، في مواجهة أكدت أن “الراقي” لا يكتفي بالمنافسة في دوري أبطال آسيا للنخبة، بل يسعى لترسيخ نفسه كقوة ثابتة في مشهد البطولة، وقادر على صناعة الفارق حين يبلغ ذروة تركيزه الفني والذهني.
الفوز الساحق لم يكن مجرد ثلاث نقاط جديدة في رصيد الأهلي، بل كان مناسبة لتسجيل أرقام تاريخية، وقراءة أعمق لمشروع فني بدأ يفرض نفسه بقوة، وسط طموحات جماهيرية تتجاوز حدود التأهل إلى أدوار متقدمة، وتصل إلى الحلم بتكرار الإنجاز القاري، وتعزيز مكانة النادي بين كبار القارة الآسيوية.

خماسية لا تُنسى في ليلة مثالية
منذ صافرة البداية، بدا واضحًا أن الأهلي دخل اللقاء بعقلية مختلفة، لا تعرف سوى الهجوم والانقضاض المبكر على المنافس. السيطرة الميدانية، وسرعة التحولات، والضغط العالي، كلها عوامل وضعت الشرطة العراقي تحت ضغط مستمر، لم ينجح في الفكاك منه طوال مجريات اللقاء.
الخماسية النظيفة لم تكن نتاج لحظة عابرة أو هفوة دفاعية، بل جاءت نتيجة تفوق شامل على مستوى التنظيم، والجاهزية البدنية، والقدرة على استغلال أنصاف الفرص، في مباراة يمكن وصفها بأنها واحدة من أكثر مواجهات الأهلي اكتمالًا على الصعيدين الدفاعي والهجومي في البطولة الحالية.
ترتيب المجموعة يعكس قوة الحضور
بهذا الانتصار، رفع الأهلي السعودي رصيده إلى 13 نقطة، ليحتل المركز الثالث في جدول ترتيب دوري غرب آسيا، خلف تراكتور الإيراني صاحب الـ14 نقطة، والهلال المتصدر بالعلامة الكاملة برصيد 18 نقطة.
هذا الترتيب يعكس مدى شراسة المنافسة في مجموعة لا تعترف بالأسماء، ويؤكد في الوقت ذاته أن الأهلي يسير بخطى ثابتة نحو الأدوار الإقصائية، مع احتفاظه بحظوظ قوية للمنافسة على الصدارة، في حال استمر الأداء التصاعدي الذي ظهر به في الجولات الأخيرة.

هدف إيبانيز… عودة بعد غياب طويل
البداية جاءت عبر المدافع البرازيلي روجيه إيبانيز، الذي افتتح التسجيل في الدقيقة 30، بتسديدة يسارية قوية داخل منطقة الجزاء، مستفيدًا من عرضية متقنة من الإنجليزي إيفان توني.
هذا الهدف لم يكن عاديًا بالنسبة لإيبانيز، إذ جاء بعد غياب دام 121 يومًا عن التسجيل، منذ هدفه في شباك النصر يوم 23 أغسطس الماضي، خلال نهائي كأس السوبر المحلي في هونغ كونغ. عودة المدافع البرازيلي إلى التسجيل تعكس الثقة المتزايدة في المنظومة الدفاعية للأهلي، وقدرتها على الإسهام هجوميًا في اللحظات الحاسمة.
إيفان توني… بصمة تهديفية وصناعة فرص
في الدقيقة 56، أعلن إيفان توني عن نفسه بقوة في البطولة الآسيوية، بعدما سجل هدفه الأول في النسخة الحالية، إثر تمريرة وضعته في مواجهة مباشرة مع حارس الشرطة، ليودع الكرة في الشباك بهدوء وخبرة المهاجمين الكبار.
لكن تأثير توني لم يقتصر على الهدف فقط، إذ كشفت الإحصائيات أنه صنع ثلاث فرص محققة للتسجيل خلال اللقاء، وهو الرقم الأعلى بالمناصفة للاعب في مباراة واحدة بدوري أبطال آسيا للنخبة هذا الموسم، وفقًا لبيانات مواقع الإحصاء المتخصصة.
هذا الأداء يؤكد أن توني بات عنصرًا محوريًا في منظومة الأهلي الهجومية، ليس فقط كمهاجم صندوق، بل كلاعب قادر على الربط وصناعة اللعب وفتح المساحات لزملائه.

الرقم الأبرز… أكبر فوز آسيوي في تاريخ الأهلي
الخماسية النظيفة حملت رقمًا تاريخيًا، إذ تُعد أكبر انتصار في تاريخ الأهلي السعودي في البطولة الآسيوية، متجاوزة فوزه السابق على الشرطة العراقي نفسه بنتيجة 5-1 في النسخة الماضية.
هذا الرقم لا يعكس فقط حجم التفوق في مباراة واحدة، بل يرمز إلى تطور نوعي في شخصية الفريق القارية، وقدرته على التعامل مع المباريات الكبرى بعقلية الحسم، دون الاكتفاء بالفوز الحد الأدنى.
شخصية البطل… دفاع صلب وهجوم شرس
ما ميّز الأهلي في هذه المباراة، لم يكن فقط تسجيل خمسة أهداف، بل الحفاظ على نظافة شباكه، في ظل توازن واضح بين الدفاع والهجوم. الخط الخلفي ظهر بانضباط كبير، ومنع الشرطة من صناعة فرص حقيقية، بينما نجح الوسط في التحكم في الإيقاع، وتوفير الإمدادات الهجومية بشكل مستمر.
هذا التوازن هو السمة الأهم لأي فريق يسعى للمنافسة على الألقاب القارية، وهو ما يمنح جماهير الأهلي ثقة متزايدة في قدرة فريقهم على الذهاب بعيدًا في البطولة.
يايسله تحت المجهر… وإجابات في الملعب
قبل أسابيع، كان المدرب الألماني ماتياس يايسله محل تساؤلات وانتقادات، خاصة مع تزامن البطولات وضغط المشاركات المحلية والقارية. لكن ما قدمه الأهلي في هذه المواجهة، كان بمثابة رد عملي على كل علامات الاستفهام، ورسالة واضحة بأن الفريق يسير وفق خطة مدروسة، حتى وإن تعثرت النتائج في بعض الفترات.
يايسله نجح في قراءة المباراة بشكل مثالي، وأدار التبديلات بذكاء، وحافظ على نسق الفريق حتى الدقائق الأخيرة، دون تراجع أو استهتار، وهو ما انعكس على النتيجة النهائية.
الطموح القاري… اللقب ليس مستحيلًا
يتطلع الأهلي لمواصلة مشواره المميز في دوري أبطال آسيا للنخبة، سعيًا للحفاظ على اللقب الذي تُوّج به الموسم الماضي، على حساب كاواساكي الياباني، بهدفين دون رد، في أول تتويج قاري في تاريخ النادي.
الطريق لا يزال طويلًا، والمنافسة تزداد شراسة مع اقتراب الأدوار الإقصائية، لكن ما يقدمه الأهلي حاليًا، يمنحه أفضلية معنوية وفنية، تجعله أحد أبرز المرشحين للذهاب بعيدًا في البطولة.
الخماسية… أكثر من فوز
هذه الخماسية لم تكن مجرد نتيجة كبيرة تُضاف إلى السجل، بل كانت بيانًا كرويًا متكاملًا، يؤكد أن الأهلي السعودي حاضر بقوة، وقادر على صناعة الفارق، وأن طموحاته القارية لم تعد مجرد مشاركة مشرفة، بل مشروعًا حقيقيًا للمنافسة على القمة.
الفريق أرسل رسالة واضحة لكل منافسيه في آسيا: “الراقي” لا يكتفي بالأرقام، بل يصنعها، ويكتب تاريخه بأقدام لاعبيه، مباراة بعد أخرى.
ما أهمية فوز الأهلي بخماسية على الشرطة العراقي؟
الفوز أكد التفوق الفني للأهلي، وسجل أكبر انتصار في تاريخه الآسيوي، ومنحه دفعة قوية في ترتيب المجموعة.
ما الرقم التاريخي الذي حققه الأهلي؟
حقق الأهلي أكبر فوز له في البطولة الآسيوية بنتيجة خمسة أهداف دون مقابل.
كيف كان تأثير إيفان توني في المباراة؟
سجل هدفه الأول في البطولة، وصنع ثلاث فرص محققة، ليكون أحد أبرز نجوم اللقاء.
هل يعزز هذا الفوز فرص الأهلي في التتويج؟
نعم، الأداء القوي والتوازن بين الدفاع والهجوم يجعلان الأهلي من أبرز المرشحين للمنافسة على اللقب.
ما التحدي الأبرز للأهلي في المرحلة المقبلة؟
الحفاظ على الاستقرار الفني، وتجنب الإصابات، والتعامل بحذر مع ضغط المباريات في الأدوار الإقصائية.
اقرأ أيضًا: كأس أفريقيا | فوز مصر على زيمبابوي يفتح باب ذكريات سيئة


