«محمد صلاح جديد» يشعل أنفيلد.. لماذا فجّر فيديريكو كييزا غضب جماهير ليفربول من سلوت؟
الترند العربي – متابعات
لم يكن فوز ليفربول على توتنهام كافيًا لتهدئة مدرجات أنفيلد الرقمية، فبعد صافرة النهاية، انتقل النقاش من فرحة النقاط الثلاث إلى حالة غضب جماهيري متصاعدة، عنوانها اسم واحد: فيديريكو كييزا. غياب محمد صلاح بسبب مشاركته مع منتخب مصر في كأس أمم إفريقيا 2025 فتح الباب أمام أسئلة كانت مؤجلة، لكن طريقة تعامل المدرب الهولندي آرني سلوت مع الجناح الإيطالي حوّلت تلك الأسئلة إلى اتهامات مباشرة، وحديث صريح عن تهميش لاعب يُفترض أن يكون البديل الطبيعي للنجم المصري.
فوز صعب ونقاط ثمينة
ليفربول واصل صحوته في الدوري الإنجليزي الممتاز، وحقق فوزه الثاني تواليًا بعد التفوق على توتنهام بنتيجة 2-1، ضمن الجولة السابعة عشرة. الانتصار رفع رصيد “الريدز” إلى 29 نقطة، ليقفز إلى المركز الخامس، بفارق الأهداف فقط عن تشيلسي صاحب المركز الرابع، في سباق مشتعل على المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا.
ثنائية ليفربول جاءت عبر السويدي ألكسندر إيزاك والفرنسي هوغو إيكيتيكي في الدقيقتين 56 و66، بينما اكتفى توتنهام بهدف متأخر سجله البرازيلي ريتشارليسون في الدقيقة 83، هدف لم يغيّر النتيجة لكنه زاد من توتر الدقائق الأخيرة.

غياب محمد صلاح.. اختبار حقيقي
غياب محمد صلاح عن المباراة كان متوقعًا، لكنه كشف هشاشة الأسئلة المؤجلة. النجم المصري يتواجد مع منتخب بلاده في المغرب للمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025، وهو غياب يُفترض أن يفتح المجال أمام خيارات هجومية أخرى، وفي مقدمتها فيديريكو كييزا.
لكن ما حدث داخل أرض الملعب، وما تلاه خارجها، أظهر أن المشكلة ليست في النتيجة، بل في الخيارات.
كييزا على الهامش.. قرار أشعل الجدل
آرني سلوت اختار إشراك كييزا في الدقائق الأخيرة فقط، رغم كونه الجناح الصريح الوحيد المتاح، في ظل غياب صلاح وإصابة جاكبو. القرار بدا صادمًا لقطاع واسع من الجماهير، التي رأت أن المدرب يواصل سياسة تهميش غير مبررة بحق لاعب شارك في 16 مباراة هذا الموسم، معظمها كبديل، دون منحه فرصة حقيقية لإثبات نفسه.
الجماهير لم ترَ في توقيت المشاركة سوى رسالة سلبية، مفادها أن الثقة في كييزا شبه معدومة، حتى في أكثر الظروف التي تستدعي وجوده.
وسائل التواصل تتحول إلى ساحة احتجاج
عقب المباراة، انفجرت منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات غاضبة، حملت نبرة حادة تجاه سلوت. أحد المشجعين كتب أن كييزا بحاجة جادة للتفكير في الرحيل، متسائلًا عن جدوى الاحتفاظ بجناح لا يحصل على فرصته، بينما يتم الدفع بلاعبي وسط في أدوار هجومية.
مشجع آخر عبّر عن استيائه من التشكيلة الأساسية، معتبرًا أن إبقاء كييزا على الدكة رغم الغيابات الهجومية المتتالية يعكس غياب الثقة، وهو أمر لا يمكن تجاهله في نادٍ بحجم ليفربول.
السخرية لم تغب أيضًا، إذ كتب أحد المتابعين متسائلًا: هل اختطف كييزا أطفال سلوت؟ في إشارة ساخرة إلى سبب هذا “النفور” التكتيكي غير المفهوم.

من البديل إلى رمز الغضب
كييزا لم يكن نجم المباراة، ولم يسجل أو يصنع، لكنه تحوّل إلى رمز لغضب أعمق. جماهير ليفربول لا تحتج فقط على لاعب لم يشارك، بل على فكرة إدارة البدائل في مرحلة حساسة من الموسم.
في نظر كثيرين، كييزا هو المرشح الأقرب ليكون “محمد صلاح الجديد” مؤقتًا، على الأقل من حيث المركز والدور، لكن تجاهله أعاد إلى الأذهان مخاوف قديمة تتعلق بقدرة سلوت على إدارة الدكة، والاستفادة من عمق التشكيلة.
سلوت تحت المجهر
المدرب الهولندي جاء إلى ليفربول محاطًا بتوقعات كبيرة، لكنه يدرك أن النجاح في أنفيلد لا يُقاس فقط بالنتائج، بل بكيفية إدارتها. الفوز على توتنهام خفف الضغط مؤقتًا، لكنه لم يُسكت الأصوات التي ترى أن بعض قراراته تفتقر إلى المرونة.
في كرة القدم الإنجليزية، الجماهير لا تكتفي بالانتصار، بل تراقب التفاصيل الصغيرة، خاصة حين يتعلق الأمر بلاعبين يملكون شعبية أو يُنظر إليهم كحلول مستقبلية.

هل أصبح كييزا خارج المشروع؟
السؤال الذي بدأ يتردد بقوة هو ما إذا كان فيديريكو كييزا جزءًا من مشروع سلوت طويل الأمد، أم مجرد خيار اضطراري لا يحظى بالثقة الكاملة. مطالبات بعض الجماهير برحيله تعكس حالة إحباط، لكنها في الوقت ذاته تضع المدرب أمام اختبار حقيقي في كيفية التعامل مع الملف.
الاستمرار في تهميش اللاعب قد يحوّل القضية من جدل جماهيري إلى أزمة داخل غرفة الملابس، خاصة إذا تكرر المشهد في مباريات قادمة.
صلاح حاضر رغم الغياب
المفارقة أن محمد صلاح، الغائب جسديًا، كان حاضرًا في النقاش أكثر من أي وقت مضى. غيابه كشف حجم تأثيره، لكنه أيضًا أظهر أن إيجاد بديل مؤقت ليس مسألة أسماء فقط، بل مسألة ثقة وتخطيط.
الجماهير التي شعرت بالقلق في مباريات سابقة دون صلاح، وجدت نفسها هذه المرة غاضبة، لأن الحلول البديلة لم تُستخدم بالشكل المتوقع.
الفوز لا يمحو الأسئلة
ليفربول خرج بالنقاط الثلاث، لكن الأسئلة بقيت معلقة. هل كان يمكن للفريق أن يظهر بشكل أفضل هجوميًا؟ هل استحق كييزا فرصة أطول؟ وهل يملك سلوت الجرأة لإعادة النظر في خياراته؟
هذه الأسئلة سترافق “الريدز” في الجولات المقبلة، خصوصًا مع استمرار غياب صلاح خلال مشواره القاري مع منتخب مصر.

ما بين النتائج وإدارة الجماهير
في أندية بحجم ليفربول، إدارة الجماهير لا تقل أهمية عن إدارة المباريات. الغضب الحالي قد يهدأ بانتصار جديد، لكنه قد يتجدد بقوة إذا تكرر سيناريو التهميش.
سلوت يقف اليوم أمام مفترق طرق، إما أن يعيد دمج كييزا ويمنحه فرصة حقيقية، أو يواصل الرهان على خياراته الحالية، مع تحمّل تبعات الغضب الجماهيري.
قراءة أوسع للمشهد
القضية لا تتعلق بلاعب واحد، بل بثقافة نادٍ اعتاد رؤية الفرص تُمنح على أساس الجدارة والظروف، لا التسلسل الثابت. جماهير ليفربول ترى أن غياب صلاح كان فرصة لاختبار حلول جديدة، لكن ما حدث اعتُبر فرصة ضائعة.
ومع اشتداد المنافسة في الدوري، يصبح كل قرار تكتيكي تحت المجهر، وكل دقيقة لعب محسوبة.
لماذا غاب محمد صلاح عن مباراة توتنهام؟
لوجوده مع منتخب مصر في المغرب للمشاركة في كأس أمم إفريقيا 2025.
من اللاعب الذي أثار غضب جماهير ليفربول؟
فيديريكو كييزا، بسبب إشراكه في الدقائق الأخيرة فقط رغم الغيابات الهجومية.
ما سبب انتقاد الجماهير للمدرب آرني سلوت؟
بسبب تهميش كييزا وعدم منحه فرصة كافية، رغم كونه الجناح المتاح في ظل الغيابات.
هل أثّر الجدل على نتيجة المباراة؟
لا، ليفربول فاز 2-1، لكن الجدل دار حول الخيارات الفنية لا النتيجة.
هل يطالب بعض المشجعين برحيل كييزا؟
نعم، بعض الجماهير طالبت اللاعب بالتفكير في الرحيل إذا استمر تهميشه.
اقرأ أيضًا: «حلم الطفولة يكتمل في البرنابيو».. مبابي يعانق ظلّ رونالدو ويُعيد كتابة عامه التاريخي بقميص ريال مدريد



