جيل الصقور القادم يدخل المنافسة.. «شوط المدارس» يفتح أبواب مهرجان الملك عبدالعزيز أمام الطلاب
الترند العربي – متابعات
في خطوة تحمل أبعادًا ثقافية وتعليمية تتجاوز الإطار التنافسي، أعلن نادي الصقور السعودي استحداث «شوط المدارس» ضمن مسابقة الملواح (الدعو 400 متر) في مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2025، وذلك ضمن رؤية تستهدف تأهيل جيل جديد من الصقّارين، وربط الطلاب بالموروث الوطني العريق، وتعزيز وعيهم بالحياة الفطرية والبيئية، في واحدة من أضخم الفعاليات التراثية على مستوى العالم
المهرجان، الذي يُقام خلال الفترة من 25 ديسمبر 2025 حتى 10 يناير 2026 في مقر النادي بملهم شمال مدينة الرياض، يواصل ترسيخ مكانته بوصفه منصة وطنية كبرى تجمع بين الأصالة والتنظيم الحديث، مع جوائز تتجاوز 38 مليون ريال، ومشاركة محلية ودولية واسعة
شوط المدارس.. خطوة استراتيجية لتوسيع القاعدة
أكد نادي الصقور السعودي أن استحداث شوط المدارس يأتي ضمن استراتيجية طويلة المدى تهدف إلى توسيع قاعدة ممارسي الصقارة داخل المملكة، ونقل هذه الهواية التراثية من نطاق الأفراد والعائلات إلى الفضاء التعليمي المنظم، بما يضمن استدامتها عبر الأجيال
وأوضح المتحدث الرسمي للنادي وليد الطويل أن المبادرة تمثل نقلة نوعية في مفهوم المشاركة، حيث تفتح الباب أمام الطلاب لخوض تجربة تنافسية حقيقية في بيئة آمنة ومنظمة، مشيرًا إلى أن ربط النشء بالصقور في سن مبكرة يسهم في بناء علاقة واعية ومسؤولة مع الطبيعة والحياة الفطرية
وأضاف الطويل أن شوط المدارس لا يستهدف المنافسة فقط، بل يركّز على القيم المصاحبة للصقارة، مثل الانضباط، الصبر، الالتزام، واحترام البيئة، وهي قيم تتقاطع مع أهداف التعليم الحديث ورؤية المملكة 2030

مسابقة الملواح.. قلب المنافسات النابض
تُعد مسابقة الملواح (الدعو 400 متر) من أبرز مسابقات مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور، إذ تعتمد على قياس سرعة الصقر ودقته في الاستجابة، وتستقطب فئات متعددة تشمل الملاك والهواة والمحترفين والنخبة، بمشاركة صقّارين من داخل المملكة وخارجها
ويمثل إدراج شوط المدارس ضمن هذه المسابقة اعترافًا رسميًا بقدرة الطلاب على الاندماج في منافسات كبرى، مع مراعاة الخصوصية العمرية والتدريبية، ما يمنحهم تجربة واقعية تعزز ثقتهم وتفتح أمامهم آفاق التطور
تعليم الصقارة داخل البيئة المدرسية
يرى مختصون في التراث والحياة الفطرية أن إدخال الصقارة إلى البيئة المدرسية بشكل منظم يحقق مكاسب مزدوجة، فهو من جهة يحافظ على أحد أقدم الموروثات في الجزيرة العربية، ومن جهة أخرى يقدّم محتوى تربويًا عمليًا يعزز التعلم التجريبي
وتسهم هذه المبادرة في تعريف الطلاب بأساسيات تدريب الصقور، وأخلاقيات التعامل معها، وأهمية المحافظة على التوازن البيئي، بعيدًا عن المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالصيد الجائر أو الإضرار بالحياة البرية

38 مليون ريال جوائز تعكس حجم الحدث
تتجاوز الجوائز الإجمالية لمهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 38 مليون ريال، وهو رقم يعكس حجم الدعم الرسمي والاهتمام المتزايد بالمهرجان بوصفه حدثًا تراثيًا عالميًا، وليس مجرد مسابقة محلية
ويؤكد هذا الحجم من الجوائز أن الصقارة تحولت من ممارسة تقليدية إلى صناعة تراثية منظمة، لها أبعاد اقتصادية وسياحية وثقافية، وتُسهم في جذب الزوار وتعزيز حضور المملكة على خارطة الفعاليات العالمية
الموروث الشعبي في قلب الرؤية الوطنية
يأتي مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور ضمن منظومة متكاملة من المبادرات التي تهدف إلى صون التراث غير المادي، وإعادة تقديمه للأجيال الجديدة بأساليب عصرية، دون التفريط في أصالته
ويعكس استحداث شوط المدارس توجهًا وطنيًا واضحًا نحو دمج الموروث في مسارات التعليم والثقافة، بما يضمن استمراريته ويحول دون اندثاره في ظل التحولات الاجتماعية المتسارعة

أبعاد بيئية تتجاوز المنافسة
إلى جانب البعد التراثي، يحمل المهرجان رسالة بيئية واضحة، تتمثل في تعزيز الوعي بالحياة الفطرية، وأهمية حماية الصقور والأنواع البرية، وتنظيم ممارسات الصيد وفق ضوابط تحافظ على التوازن الطبيعي
ويُعد إشراك الطلاب في هذه الرسالة استثمارًا طويل الأمد، إذ يسهم في بناء جيل أكثر وعيًا بقضايا البيئة، وأكثر التزامًا بالسلوكيات المسؤولة تجاه الطبيعة
تنظيم عالمي وتجربة متكاملة
يشهد مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور تنظيمًا عالي المستوى، يشمل بنية تحتية متطورة، ولجان تحكيم متخصصة، وتقنيات حديثة لرصد الأداء، ما يجعله أكبر تجمع من نوعه في العالم
وتمنح هذه البيئة الطلاب المشاركين في شوط المدارس فرصة الاحتكاك المبكر بمعايير عالمية، ما يعزز من جودة التجربة التعليمية والتنافسية في آن واحد
الطلاب.. من المتفرج إلى المشارك
لطالما اقتصر حضور الطلاب في الفعاليات التراثية على دور المتفرج، لكن إدراجهم كمشاركين فعليين في منافسات رسمية يمثل تحولًا مهمًا في فلسفة التعامل مع الموروث
فبدل الاكتفاء بالتعريف النظري، يخوض الطلاب تجربة عملية تزرع فيهم الشغف والانتماء، وتمنحهم إحساسًا بالمسؤولية تجاه هذا الإرث الثقافي
انعكاسات مستقبلية على الصقارة السعودية
يتوقع مختصون أن يسهم شوط المدارس في رفد الساحة السعودية خلال السنوات المقبلة بجيل جديد من الصقّارين المؤهلين، ممن يجمعون بين المعرفة التراثية والوعي البيئي والتنظيمي
كما قد يفتح الباب أمام تطوير برامج تدريبية معتمدة، وشراكات بين نادي الصقور والمؤسسات التعليمية، بما يعزز من حضور الصقارة في المشهد الثقافي والتعليمي
مهرجان يتجاوز الحدود المحلية
لم يعد مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور حدثًا محليًا فحسب، بل بات منصة دولية تستقطب مشاركين وخبراء من مختلف دول العالم، ما يتيح تبادل الخبرات، ويعزز من مكانة المملكة كحاضنة للتراث العالمي
ويمثل إشراك الطلاب في هذا الحدث فرصة نادرة للاطلاع على تجارب دولية، وتوسيع مداركهم الثقافية في سن مبكرة
ما هو شوط المدارس في مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور؟
هو فئة تنافسية جديدة ضمن مسابقة الملواح (الدعو 400 متر) خُصصت لطلاب المدارس، بهدف تعريفهم بالصقارة وإشراكهم في المنافسات الوطنية
ما الهدف من استحداث شوط المدارس؟
يهدف إلى تأهيل جيل جديد من الصقّارين، وربط الطلاب بالموروث الثقافي، وتعزيز وعيهم بالحياة الفطرية والقيم البيئية
متى وأين يُقام مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور 2025؟
يُقام خلال الفترة من 25 ديسمبر 2025 حتى 10 يناير 2026 في مقر نادي الصقور السعودي بملهم شمال مدينة الرياض
كم تبلغ قيمة الجوائز في المهرجان؟
تتجاوز الجوائز الإجمالية 38 مليون ريال، ما يجعله من أكبر المهرجانات التراثية من حيث قيمة الجوائز
هل يقتصر المهرجان على المشاركين المحليين؟
لا، يشهد المهرجان مشاركة محلية ودولية واسعة، ويُعد أكبر تجمع للصقور والصقّارين على مستوى العالم
بهذا التوجه الجديد، يواصل مهرجان الملك عبدالعزيز للصقور ترسيخ معادلة تجمع بين الأصالة والتجديد، ويؤكد أن الموروث الثقافي ليس ماضيًا يُحفظ فقط، بل مستقبلًا يُصنع عبر الأجيال الجديدة، في إطار رؤية وطنية ترى في التراث قوة ناعمة وعنصرًا فاعلًا في بناء الهوية السعودية المعاصرة
اقرأ أيضًا: الممر المائي بالموسم يتحول إلى أيقونة سياحية جديدة في جازان

