الممر المائي بالموسم يتحول إلى أيقونة سياحية جديدة في جازان
الترند العربي – متابعات
يشهد الممر المائي في مركز الموسم بمنطقة جازان حراكًا سياحيًا متصاعدًا خلال الأيام الأخيرة، مع توافد كثيف للمتنزهين والزوار من داخل المنطقة وخارجها، في مشهد يعكس التحول التدريجي للموقع إلى واحدة من أبرز الوجهات الطبيعية والترفيهية في جنوب المملكة، مدفوعًا بتكامل التصميم الجمالي، وتطور البنية التحتية، وتزايد الاهتمام بالسياحة البيئية المفتوحة.
الحضور اللافت للعائلات والشباب وهواة المشي والتنزه لم يكن عابرًا، بل جاء نتيجة عمل تراكمي نفذته بلدية الموسم على مدى الفترة الماضية، بهدف تحويل الممر المائي من مساحة خدمية محدودة إلى متنفس حضري متكامل يلبي احتياجات المجتمع المحلي، ويستجيب لتطلعات الزوار الباحثين عن تجربة طبيعية هادئة وآمنة في آن واحد.

إقبال متزايد يعكس تغير أنماط الترفيه
يلاحظ المتابع لحركة الزوار في الممر المائي بالموسم أن الإقبال لا يقتصر على أوقات المساء أو عطلات نهاية الأسبوع، بل يمتد على مدار اليوم، في مؤشر واضح على تغير أنماط الترفيه لدى السكان، وارتفاع الوعي بأهمية الأنشطة الخارجية المرتبطة بالطبيعة وجودة الهواء والمساحات المفتوحة.
وقد تحوّل الموقع إلى خيار مفضل للعائلات التي تبحث عن بيئة مناسبة للأطفال، وللشباب الراغبين في ممارسة رياضة المشي، وللأفراد الذين يجدون في المكان مساحة للاسترخاء بعيدًا عن ضغوط الحياة اليومية، وسط أجواء تتسم بالهدوء والتنظيم والانضباط.

تصميم جمالي يعزز تجربة الزائر
أحد أبرز عناصر الجذب في الممر المائي يتمثل في التصميم الجمالي الذي يوازن بين البعد الطبيعي والوظيفة الخدمية، حيث روعي في تنفيذه انسجام المسارات مع مجرى المياه، وتوزيع المساحات الخضراء، وإتاحة أماكن للجلوس تطل مباشرة على المشهد المائي، ما يمنح الزائر تجربة بصرية مريحة ومتجددة.
كما ساهمت الإضاءة الليلية المدروسة في إضفاء طابع جمالي خاص على الموقع، وجعلته مناسبًا للتنزه في ساعات المساء، دون الإخلال بعناصر السلامة أو التأثير على الطابع البيئي العام.

خدمات متكاملة ترفع مستوى الرضا
لم يكن النجاح الذي حققه الممر المائي وليد الشكل الجمالي فقط، بل اعتمد بشكل كبير على تكامل الخدمات المقدمة، سواء من حيث النظافة المستمرة، أو توفر المسارات المخصصة للمشي، أو سهولة الوصول إلى الموقع، إضافة إلى التنظيم الميداني الذي ساعد في انسيابية الحركة ومنع التكدس.
وأشاد عدد من الزوار بمستوى العناية بالموقع، مؤكدين أن الخدمات المقدمة تعكس تطورًا ملحوظًا في إدارة المرافق العامة، وحرصًا واضحًا على توفير تجربة متكاملة تحترم احتياجات مختلف الفئات العمرية.

جهود بلدية الموسم في تطوير الواجهة المائية
يأتي هذا الحراك السياحي ضمن رؤية أوسع تتبناها بلدية الموسم، تستهدف تطوير الواجهة المائية والمرافق العامة، وتحسين المشهد الحضري، وتعزيز حضور المركز كوجهة جاذبة للسكان والزوار على حد سواء.
وتعمل البلدية على تنفيذ مشاريع تطويرية متدرجة، تشمل رفع كفاءة البنية التحتية، وتحسين المرافق الخدمية، وتوسيع المساحات القابلة للاستخدام العام، بما ينسجم مع مستهدفات تحسين جودة الحياة، ويدعم توجهات التنمية المستدامة في المنطقة.

السياحة الطبيعية كرافد اقتصادي محلي
يرى مختصون أن تنامي الإقبال على الممر المائي بالموسم يعكس الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها السياحة الطبيعية في منطقة جازان، باعتبارها رافدًا اقتصاديًا محليًا قادرًا على تحفيز الأنشطة التجارية الصغيرة، ودعم الأسر المنتجة، وخلق فرص عمل مرتبطة بالخدمات السياحية.
كما يسهم هذا النوع من الوجهات في إعادة توزيع الحركة السياحية داخل المنطقة، وعدم حصرها في مواقع محددة، وهو ما يعزز الاستفادة من المقومات الطبيعية المتنوعة التي تزخر بها جازان.

تحسين جودة الحياة ضمن مستهدفات وطنية
يتقاطع تطوير الممر المائي مع مستهدفات وطنية أوسع تركز على تحسين جودة الحياة، وتوسيع نطاق المساحات العامة، وتعزيز أنماط الحياة الصحية، من خلال تشجيع المشي والأنشطة البدنية في بيئات آمنة ومهيأة.
وتؤكد الجهات البلدية أن الاستثمار في مثل هذه المشاريع لا يقتصر على البعد الترفيهي، بل يمتد ليشمل الأبعاد الصحية والاجتماعية والبيئية، بما ينعكس إيجابًا على المجتمع المحلي على المدى الطويل.
تنظيم ميداني يحافظ على استدامة الموقع
رغم الإقبال الكثيف، حافظ الممر المائي على طابعه الهادئ والمنظم، بفضل وجود تنظيم ميداني يهدف إلى حماية الموقع من أي ممارسات سلبية، وضمان استدامته كوجهة عامة مفتوحة للجميع.
ويُعد هذا التنظيم عنصرًا أساسيًا في نجاح التجربة، حيث يسهم في الحفاظ على النظافة، ومنع التعديات، وضمان سلامة الزوار، خصوصًا في أوقات الذروة.
تفاعل مجتمعي يعزز قيمة المكان
لا يمكن إغفال الدور الذي يلعبه التفاعل المجتمعي في إنجاح الممر المائي، إذ أبدى العديد من الزوار حرصهم على الحفاظ على نظافة الموقع، واحترام الأنظمة، والتعامل الإيجابي مع المكان بوصفه ملكية عامة مشتركة.
ويعكس هذا السلوك وعيًا متناميًا بأهمية المحافظة على المرافق العامة، ويعزز من فرص استدامتها واستمرار تطويرها مستقبلًا.
وجهة واعدة على خارطة السياحة الداخلية
مع استمرار تدفق الزوار، بات الممر المائي بالموسم مرشحًا ليكون محطة أساسية على خارطة السياحة الداخلية في منطقة جازان، خصوصًا في ظل التوجه الوطني نحو تنويع الوجهات السياحية، وإبراز المقومات الطبيعية في مختلف مناطق المملكة.
وتسعى الجهات المعنية إلى البناء على هذا النجاح، من خلال تطوير مبادرات نوعية تضيف بعدًا ثقافيًا وترفيهيًا للموقع، دون المساس بطابعه الطبيعي.
تطلعات مستقبلية لتوسيع التجربة
تشير التوقعات إلى أن المرحلة المقبلة قد تشهد توسعة نطاق الخدمات، وإضافة عناصر جديدة تعزز تجربة الزائر، مثل الفعاليات الموسمية، أو الأنشطة التوعوية المرتبطة بالبيئة، بما يحول الممر المائي إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة.
ويُنظر إلى هذه الخطوات بوصفها استكمالًا لمسار تطويري يضع الإنسان والطبيعة في صلب الاهتمام، ويوازن بين الاستخدام الترفيهي والحفاظ البيئي.
ما الذي يميز الممر المائي بالموسم عن غيره من الوجهات؟
يتميز بتكامل التصميم الجمالي مع الطبيعة، وتوفر خدمات مناسبة لجميع الفئات، إلى جانب التنظيم الميداني الذي يضمن تجربة مريحة وآمنة للزوار.
لماذا شهد الموقع هذا الإقبال الكبير مؤخرًا؟
يرتبط ذلك بتطور البنية التحتية، وارتفاع الوعي بأهمية السياحة الطبيعية، وتزايد البحث عن متنفسات مفتوحة تعزز جودة الحياة.
ما دور بلدية الموسم في هذا النجاح؟
تولت البلدية تطوير الموقع، وتحسين خدماته، ورفع كفاءة المرافق، ضمن رؤية تستهدف تحسين المشهد الحضري ودعم السياحة المحلية.
هل يسهم الممر المائي في دعم الاقتصاد المحلي؟
نعم، من خلال تنشيط الحركة السياحية، ودعم الأنشطة التجارية والخدمية المرتبطة بالزوار.
ما الخطط المستقبلية للموقع؟
تشمل التوسع في الخدمات، وتفعيل مبادرات جديدة، مع الحفاظ على الطابع الطبيعي والاستدامة البيئية.
اقرأ أيضًا: غرامات بيئية صارمة في طويق والملك عبدالعزيز بعد مخالفات تهدد الغطاء النباتي
