ثلاثية تحسم العبور.. الأردن يفرض كلمته في كأس العرب ويبلغ ربع النهائي بثقة

منذ 8 ساعات

3 دقائق

ثلاثية تحسم العبور.. الأردن يفرض كلمته في كأس العرب ويبلغ ربع النهائي بثقة

الترند العربي – متابعات

حجز المنتخب الأردني بطاقة التأهل إلى الدور ربع النهائي من بطولة كأس العرب 2025 بعدما قدّم عرضًا قويًا وحاسمًا، وتفوّق على نظيره الكويتي بنتيجة 3-1، في اللقاء الذي جمع المنتخبين على ملعب أحمد بن علي، ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثالثة، ليؤكد “النشامى” حضورهم كأحد أبرز المرشحين في البطولة.

بداية أردنية وفرض إيقاع مبكر

دخل المنتخب الأردني المباراة بعقلية واضحة تعتمد على الضغط المبكر والسيطرة على وسط الملعب، وهو ما انعكس سريعًا على الأداء، إذ نجح في إرباك التنظيم الدفاعي للمنتخب الكويتي، وفرض إيقاعه منذ الدقائق الأولى، مستفيدًا من التحركات النشيطة على الأطراف والتقدم المدروس لخط الوسط.

ركلة حرة تفتح الطريق

وجاءت أولى لحظات الحسم عند الدقيقة 17، عندما استثمر محمد أبو طه خطأ دفاعيًا كويتيًا، وأطلق ركلة حرة مباشرة متقنة سكنت الشباك، مانحة الأردن هدف التقدم، وسط فرحة جماهيرية كبيرة جسدت أهمية الهدف في مسار المواجهة.

ذلك الهدف لم يكن مجرد تقدم في النتيجة، بل منح “النشامى” أفضلية نفسية واضحة، ورسّخ ثقتهم في أسلوبهم، مقابل تراجع نسبي في أداء المنتخب الكويتي الذي بدا متأثرًا بالهدف المبكر.

إدارة ذكية للشوط الأول

بعد التقدم، لم يندفع المنتخب الأردني عشوائيًا، بل اعتمد على التمركز الجيد وإغلاق المساحات، مع تنفيذ هجمات مرتدة سريعة شكّلت تهديدًا مستمرًا، في حين حاول المنتخب الكويتي تعديل النتيجة، دون أن ينجح في فك الشيفرة الدفاعية الأردنية.

انطلاقة نارية في الشوط الثاني

مع بداية الشوط الثاني، واصل المنتخب الأردني اندفاعه المنظم، ليترجم تفوقه بهدف ثانٍ عند الدقيقة 49، حمل توقيع سعيد الروسان، الذي أطلق تسديدة قوية من خارج المنطقة، مؤكّدًا سيطرة الأردن الفنية والبدنية على مجريات اللقاء.

الهدف الثاني جاء تتويجًا لعمل جماعي منظم، وكان بمثابة الضربة التي زادت من صعوبة مهمة المنتخب الكويتي في العودة، خاصة في ظل الانضباط التكتيكي العالي الذي ظهر عليه المنتخب الأردني.

صحوة كويتية متأخرة

ورغم التأخر، لم يستسلم “الأزرق” الكويتي، وحاول العودة تدريجيًا إلى أجواء المباراة، ونجح البديل يوسف ناصر في تقليص الفارق عند الدقيقة 84، بعدما ارتقى لضربة رأس متقنة أشعلت الدقائق الأخيرة، ومنحت المنتخب الكويتي أمل العودة.

حسم من علامة الجزاء

لكن خبرة المنتخب الأردني، وقدرته على إدارة اللحظات الحاسمة، ظهرت بوضوح في الوقت بدل الضائع، إذ حصل على ركلة جزاء في الدقيقة السابعة من الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، انبرى لها علي علوان بنجاح، مسجلًا الهدف الثالث، ومعلنًا نهاية كل الحسابات لصالح “النشامى”.

ست نقاط وصدارة مستحقة

بهذا الفوز، رفع المنتخب الأردني رصيده إلى 6 نقاط من انتصارين متتاليين، متربعًا على صدارة المجموعة الثالثة، ومضمنًا التأهل إلى الدور ربع النهائي قبل الجولة الختامية، فيما تجمّد رصيد المنتخب الكويتي عند نقطة واحدة، ليبقى موقفه معقّدًا في المنافسة على بطاقة العبور.

قراءة فنية لأداء الأردن

ما ميّز المنتخب الأردني في هذه المباراة لم يكن فقط النتيجة، بل الشخصية الفنية الواضحة، حيث ظهر بتوازن كبير بين الدفاع والهجوم، مع قدرة على التحول السريع، وانضباط تكتيكي في جميع الخطوط، إلى جانب فاعلية واضحة في استثمار الكرات الثابتة.

كما عكس الأداء عمق القائمة الأردنية، إذ أسهمت البدائل في الحفاظ على الإيقاع، وهو ما يمنح الجهاز الفني خيارات واسعة قبل الأدوار الإقصائية.

الكويت.. محاولات لم تكتمل

في المقابل، قدّم المنتخب الكويتي مباراة متفاوتة، إذ عانى في الشوط الأول من فقدان التوازن الدفاعي، وتأخر في الرد، قبل أن يظهر بصورة أفضل في الجزء الأخير من اللقاء، غير أن الفارق الزمني والبدني، إضافة إلى تأخره بهدفين، صعّب مهمة العودة.

المجموعة الثالثة تترقب

وفي إطار منافسات المجموعة ذاتها، يلتقي في وقت لاحق اليوم منتخبا مصر والإمارات على ملعب لوسيل، في مواجهة قد تحدد ملامح الصراع على البطاقة الثانية المؤهلة عن المجموعة، في ظل صدارة أردنية مؤكدة.

الأردن ورسالة المنافسة

بهذا الأداء والنتائج، يبعث المنتخب الأردني رسالة واضحة لبقية المنتخبات مفادها أنه حاضر بقوة، ليس كضيف شرف، بل كمنافس جاد على اللقب، مستفيدًا من خبرته في البطولات الإقليمية، وتجانس عناصره، واستقراره الفني.

كأس العرب.. منصة المنتخبات الباحثة عن المجد

وتعكس هذه المواجهة جانبًا من الإثارة التي تميّز بطولة كأس العرب، حيث تشهد تنافسًا عالي المستوى بين منتخبات تتقارب في الإمكانيات، ما يجعل هامش التفاصيل الصغيرة عاملًا حاسمًا في تحديد النتائج.