حصاد التحول الصحي.. أكثر من 12 ألف ممارس جديد يرسمون مستقبل الطب في السعودية
الترند العربي – متابعات
برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – شهدت العاصمة الرياض احتفالًا وطنيًا يعكس عمق التحولات التي يشهدها القطاع الصحي في المملكة، مع تخريج 12,591 ممارسًا وممارسة صحية من برامج البورد السعودي وبرامج الأكاديمية الصحية لعام 2025، في حدث يؤكد أن الاستثمار في الإنسان بات الركيزة الأهم لمسيرة التنمية الصحية.
الحفل الذي أقيم مساء الأربعاء في إستاد الأول بارك بجامعة الملك سعود لم يكن مجرد مناسبة بروتوكولية، بل محطة مفصلية تُجسّد سنوات من العمل المؤسسي المتواصل لبناء منظومة صحية حديثة، قادرة على تلبية احتياجات المجتمع، ومواكبة المعايير العالمية، وتعزيز مكانة المملكة كقوة إقليمية في التعليم والتدريب الصحي.
التحول الصحي من الرؤية إلى الواقع
في كلمته خلال الحفل، أكد وزير الصحة ورئيس مجلس أمناء الهيئة السعودية للتخصصات الصحية الأستاذ فهد بن عبدالرحمن الجلاجل، أن ما يشهده القطاع الصحي اليوم هو نتاج رؤية استراتيجية واضحة وضعت الإنسان في قلب السياسات الصحية، بدعم مباشر من القيادة الرشيدة.
وأوضح أن التحول الصحي في المملكة لم يعد مجرد خطط مستقبلية، بل واقع ملموس يظهر في جودة الخدمات، وسرعة الاستجابة، وتوسّع التغطية الجغرافية، وارتفاع مؤشرات الصحة العامة، ليصبح القطاع السعودي محط اهتمام ومراقبة عالميين، خصوصًا في التعامل مع الأزمات والتحديات الصحية العابرة للحدود.

جيل جديد يحمل مسؤولية وطن
أشار الجلاجل إلى أن أعداد الخريجين لهذا العام، التي تجاوزت 12,500 ممارس صحي من مختلف التخصصات، تمثل جيلًا مختلفًا في تكوينه العلمي والمهني، جيلًا نشأ في مرحلة التحول، وتدرّب وفق مناهج حديثة، ويُنتظر منه أن يكون حجر الأساس في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وأكد أن الخريجين لا يغادرون مقاعد التدريب وهم يحملون شهادات فقط، بل يتحملون مسؤولية أخلاقية وإنسانية تجاه المجتمع، ورسالة وطنية تتمثل في تحسين جودة الحياة، ورفع كفاءة الرعاية الصحية، والمساهمة في رفع متوسط العمر المتوقع، أحد أهم مستهدفات الرؤية.
البورد السعودي.. تجربة تتجاوز الحدود
واحد من أبرز محاور كلمة وزير الصحة كان البعد الدولي للبورد السعودي، حيث كشف أن عدد الخريجين الدوليين من برامج البورد تجاوز 3,500 خريج وخريجة منذ انطلاقه، ما يعكس الثقة العالمية المتزايدة في جودة التدريب الطبي بالمملكة.
هذا الحضور الدولي لا يعزز فقط مكانة السعودية كمركز تدريبي إقليمي، بل يفتح أبواب تبادل الخبرات، وتوطين المعرفة، ونقل أفضل الممارسات الطبية، وهو ما ينعكس بشكل مباشر على تطوير الخدمات الصحية داخل المملكة.
الأكاديمية الصحية ودورها في سد الاحتياج
من جانبه، أوضح الأمين العام للهيئة السعودية للتخصصات الصحية الدكتور أوس بن إبراهيم الشمسان أن برامج الأكاديمية الصحية شكّلت رافدًا حيويًا لسد احتياجات السوق الصحي، حيث خرّجت الأكاديمية وحدها 6,900 خريج وخريجة هذا العام من خلال ثمانية برامج تأهيلية نوعية.
وبيّن أن هذه البرامج صُممت وفق احتياجات فعلية للمنشآت الصحية، ما يسهم في خلق مسارات مهنية واضحة، وتقليل الفجوة بين التعليم والتوظيف، ودعم الاستدامة التشغيلية للقطاع الصحي الحكومي والخاص.
التعليم الصحي كأداة قوة ناعمة
أكد الشمسان أن المملكة لم تعد مجرد مستفيد من التجارب العالمية في التعليم الصحي، بل أصبحت مصدرًا للمعرفة والتدريب، مع تزايد الإقبال من دول مختلفة للانضمام إلى برامج البورد السعودي، ما يعزز الدور الدولي للمملكة في بناء القدرات الصحية.
وأشار إلى أن هذا التوجه يتماشى مع رؤية أوسع لتحويل التعليم والتدريب الصحي إلى أداة من أدوات القوة الناعمة، تعكس صورة المملكة الحديثة، وتنقل تجربتها في الإدارة الصحية والتأهيل الطبي إلى العالم.
أرقام تعكس عمق التحول
بلغ عدد خريجي برامج البورد السعودي خلال هذا العام 5,691 ممارسًا صحيًا من تخصصات طبية دقيقة، بينما توزعت بقية الأعداد على برامج الأكاديمية الصحية التي ركّزت على التمريض، والإسعاف، والرعاية الأولية، والتخصصات المساندة.
هذه الأرقام لا تعبّر فقط عن كمّ عددي، بل عن جودة مخرجات تم إعدادها وفق أحدث المعايير، وبإشراف لجان علمية متخصصة، وبرامج تقييم صارمة تضمن جاهزية الخريجين لسوق العمل.

حضور رسمي ورسالة امتنان
شهد الحفل حضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة، إلى جانب أهالي الخريجين، في مشهد جمع بين الفخر الوطني والبعد الإنساني، واختُتم بأداء الخريجين للقسم، في لحظة رمزية تؤكد التزامهم بأخلاقيات المهنة والمسؤولية تجاه المرضى والمجتمع.
كما تم تكريم الجهات المشاركة والداعمة لمسيرة التعليم الصحي، تقديرًا لدورها في إعداد هذا الجيل، قبل التقاط الصور التذكارية التي وثّقت محطة مهمة في مسيرة القطاع الصحي السعودي.
نحو منظومة صحية عالمية
يأتي هذا التخريج في توقيت حساس يشهد فيه العالم تسارع التحديات الصحية، من أوبئة محتملة إلى أزمات كفاءة الأنظمة الصحية، ما يجعل الاستثمار في الكوادر الوطنية المؤهلة خيارًا استراتيجيًا لا غنى عنه.
وتؤكد المملكة، من خلال هذه الإنجازات، أنها تسير بثبات نحو بناء منظومة صحية لا تكتفي بالاستجابة، بل تقود الابتكار، وتضمن استدامة الجودة، وتضع الإنسان في قلب السياسات العامة.
كم بلغ عدد الخريجين في حفل الهيئة السعودية للتخصصات الصحية 2025؟
بلغ عدد الخريجين 12,591 ممارسًا وممارسة صحية من برامج البورد السعودي والأكاديمية الصحية.
ما دور البورد السعودي في التحول الصحي؟
يسهم في إعداد كوادر طبية متخصصة وفق معايير عالمية، ويعزز مكانة المملكة كمركز تدريبي إقليمي ودولي.
كم عدد خريجي الأكاديمية الصحية هذا العام؟
خرّجت الأكاديمية الصحية 6,900 خريج وخريجة ضمن برامج تأهيلية نوعية.
ما الرسالة التي وجهها وزير الصحة للخريجين؟
أكد أنهم يحملون رسالة إنسانية ووطنية، وليس مجرد شهادات، وأن الوطن يعوّل على عطائهم لبناء مستقبل صحي أفضل.
اقرأ أيضًا: صلاح ينفجر في وجه ليفربول.. قطيعة مع سلوت وتلميح بالرحيل قبل أفريقيا


