جاهزية تاريخية لموسم الحج.. الربيعة يعلن إتمام تعاقدات أكثر من مليون حاج قبل 6 أشهر من الموسم
الترند بالعربي – متابعات
يشهد موسم الحج لهذا العام انطلاقة غير مسبوقة من حيث التنظيم المبكر والجاهزية على مختلف الأصعدة، بعدما أعلن وزير الحج والعمرة الدكتور توفيق الربيعة إتمام تعاقدات أكثر من مليون حاج في المشاعر المقدسة قبل انطلاق الموسم بستة أشهر كاملة، وهو ما يُعد سابقة تاريخية في منظومة خدمات الحج التي تتسارع خطواتها سنويًا لتعزيز التجربة الدينية والإنسانية لملايين المسلمين القادمين من شتى أنحاء العالم. ويأتي هذا الإعلان خلال مشاركة الوزير في مؤتمر ومعرض الحج والعمرة 1447، الحدث الأكبر من نوعه في العالم الإسلامي، والذي يجمع حكومات ومؤسسات دولية ومقدمي خدمات من مختلف دول العالم لتنسيق الجهود واستعراض التقنيات والتجارب الجديدة التي تدعم رحلة ضيوف الرحمن.

إتمام التعاقدات المبكرة.. قفزة في إدارة الحشود
إتمام التعاقدات مع أكثر من مليون حاج قبل الموسم بوقت طويل يشير إلى مستوى التخطيط المحكم الذي تبنته المنظومة خلال الأعوام الأخيرة، خاصة مع التوسع في المنصات الرقمية التي أتاحت لجميع الدول إتمام حجوزاتها وإجراءاتها إلكترونيًا دون أي تعقيدات. هذا التبكير في التعاقدات لا يعكس فقط نجاح الوزارة في إدارة الأعداد الكبيرة، بل يكشف عن جاهزية المشاعر المقدسة لاستقبال الحجاج بمعايير أعلى من التكامل والموثوقية، إضافة إلى توزيع الضغط التشغيلي على فترة زمنية أطول، مما يرفع من جودة الخدمات المقدمة ويقلل من احتمالية حدوث اختناقات أو تأخير خلال الموسم الفعلي.

توقيع 77 اتفاقية دولية لتنظيم قدوم الحجاج
كشف وزير الحج والعمرة عن توقيع الوزارة لاتفاقيات رسمية مع 77 دولة حول العالم لتنسيق إجراءات القدوم، ما يجعل موسم الحج 1447 من أكثر المواسم تنوعًا من حيث الدول المشاركة. وتشكّل هذه الاتفاقيات الأساس القانوني والتنظيمي الذي يضمن لكل دولة إدارة بعثتها بطريقة مهنية تعتمد على التصاريح الرسمية، وأعداد الحجاج، وبرامج السكن والإعاشة والتنقل. وتحرص الوزارة على تحديث الاتفاقيات سنويًا لتتماشى مع متغيرات الأعداد، وشروط السلامة، ومتطلبات التكنولوجيا، ونوعية الخدمات الجديدة المتاحة للحجاج. كما تسهم تلك الاتفاقيات في توحيد مستوى الجودة وتسهيل الطريق أمام الدول الأقل خبرة في إدارة الحشود الكبيرة.

القطاع الخاص ينجز 3 آلاف اتفاقية جديدة حول العالم
في موازاة عمل الوزارة، أنجز القطاع الخاص أكثر من ثلاثة آلاف اتفاقية مع مزودي الخدمات في مختلف الدول، وهي اتفاقيات تشمل خدمات النقل والإعاشة والسكن والتوعية والإرشاد. هذا العدد الكبير من التعاقدات يوضح الدور المحوري للقطاع الخاص السعودي الذي بات شريكًا كاملًا في تطوير منظومة الحج، ويساهم اليوم في تقديم خدمات تنافس عالميًا من حيث الجودة والتقنيات والخبرة. ويُتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في رفع القيمة التشغيلية للموسم، وتحسين التنسيق بين مقدمي الخدمات الدوليين والمحليين، وخلق بيئة تشاركية تزيد من كفاءة العمل خلال أداء المناسك.

مؤتمر الحج والعمرة.. أكبر منصة حوار عالمي
شهد المؤتمر حضورًا غير مسبوق، حيث تجاوز عدد الزوار 160 ألف زائر خلال أيامه الأولى، بزيادة بلغت 33% مقارنة بالعام الماضي. ويشارك في المؤتمر أكثر من 300 جهة حكومية وخاصة من داخل السعودية وخارجها، إضافة إلى ممثلين من أكثر من 150 دولة. هذا العدد الكبير يؤكد مكانة المملكة باعتبارها المحور المركزي لإدارة واحدة من أعظم التجمعات البشرية في العالم، وكونها تمتلك الخبرة الأكبر في إدارة الحشود، ما يجعلها مرجعًا عالميًا في هذا المجال. ويضم المؤتمر أجنحة تقنية، ومنصات ابتكار، وجلسات حوارية متقدمة تركز على مستقبل الحج، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي، والخدمات الذكية، والسلامة، وكيفية الوصول إلى تجربة حج سلسة بلا عوائق.

تقنيات جديدة تدعم سهولة الإجراءات
اعتمدت منظومة الحج خلال السنوات الماضية على ابتكارات تقنية واسعة، تشمل أنظمة التسجيل الإلكتروني، وربط قواعد البيانات مع الجهات الصحية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل الحركة داخل المشاعر، مرورًا بتطبيقات التوجيه الذكي للحجاج، وصولًا إلى أنظمة السكن الرقمي وخدمات النقل المتقدمة. هذه الابتكارات أصبحت اليوم جزءًا أساسيًا من العمل الموسمي وتسمح للحجاج بإجراء معظم الخطوات عبر هواتفهم الذكية. ومع التعاقد المبكر مع أكثر من مليون حاج، فقد تم اختبار هذه الأنظمة في وقت أبكر من أي موسم سابق، مما يمنح المنظومة وقتًا كافيًا لإجراء التعديلات والتحسينات اللازمة.
ارتقاء في مستوى الخدمات اللوجستية
يُعد موسم الحج من أكبر العمليات اللوجستية على مستوى العالم، وتكشف المؤشرات الحالية عن ارتفاع غير مسبوق في القدرة التشغيلية للمشاعر. فقد عملت الجهات على تطوير مسارات النقل داخل منى ومزدلفة وعرفات، وتعزيز شبكة الطرق، وتحديث خدمات النقل الترددي. كما تم إدخال خدمات جديدة في مجال الإعاشة أكثر انضباطًا، وتوسيع نطاق المرافق الصحية، وتحديث غرف الطوارئ والمراكز الطبية المتنقلة. وأكد وزير الحج والعمرة أن كل هذه الجهود تهدف إلى ضمان أعلى درجات السلامة والراحة لجميع الحجاج دون استثناء.
ارتباط وثيق بدعم القيادة الرشيدة
وجّه الدكتور الربيعة الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، على الدعم الكبير الذي يحظى به قطاع الحج والعمرة. وأكد أن القيادة تتابع تفاصيل العمل وتحرص على أن تكون الخدمات المقدمة للحجاج في أعلى مستوياتها. ويُعد هذا الدعم أحد أهم أسباب الإنجازات التي تحققت، إذ سخّرت الدولة كامل إمكانياتها البشرية واللوجستية والتقنية لخدمة ضيوف الرحمن، وهو ما جعل منظومة الحج من أكثر المنظومات تطورًا في العالم.
تجربة ضيف الرحمن في قلب الرؤية المستقبلية
تركز وزارة الحج والعمرة على أن تكون تجربة الحاج أكثر راحة وسلاسة وطمأنينة، سواء قبل وصوله أو أثناء وجوده في المشاعر أو بعد مغادرته. ولذا عملت الوزارة على تحسين تجربة المستخدم الرقمية، وتطوير حملات التوعية بلغات متعددة، وتوفير خدمات استشارية للحجاج قبل السفر. كما تعمل على توسيع الحضور الدولي للوزارة في الدول المصدّرة للحجاج عبر مكاتب رسمية وفِرق متخصصة تساعد على حل مشكلات التسجيل والتثقيف والإجراءات الصحية.
أثر اقتصادي واسع النطاق
تمثل منظومة الحج عنصرًا مهمًا في دعم الاقتصاد الوطني، وتخلق عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية المباشرة وغير المباشرة. كما يساهم الحج في تنشيط قطاعات النقل الجوي والبري، والطاقة، والضيافة، والخدمات، والتقنية، والتوريد. ومع توقيع 3000 اتفاقية للقطاع الخاص و77 اتفاقية دولية حكومية، فإن الأثر الاقتصادي للموسم سيكون أوسع من السنوات الماضية، وسيشكل قيمة مضافة قوية تعزز تنويع الاقتصاد الوطني وفق مستهدفات رؤية 2030.
دور دولي متصاعد للمملكة في خدمة المسلمين
لم تعد المملكة تقدم خدمات الحج فقط من داخل حدودها، بل أصبحت تمتلك منظومة شراكات عالمية مع وزارات وشركات ومنظمات في عشرات الدول، بهدف تحسين إجراءات السفر وتنظيم الرحلات وتدريب الكوادر وتوفير أفضل الخدمات. هذه الشراكات تعمق الدور السعودي العالمي وتعكس مكانة المملكة الروحية والإنسانية، وتؤكد حرصها على تسهيل وصول المسلم من أي مكان لأداء الشعيرة دون تعقيدات أو صعوبات.
آفاق مستقبلية لمواسم حج أكثر تطورًا
من المتوقع أن تشهد الأعوام المقبلة نقلات نوعية في إدارة الحج، مع دخول تقنيات جديدة مثل التوأمة الرقمية للحشود، والطائرات المسيّرة للمراقبة، ونظم الذكاء الاصطناعي في تحليل الحركة، وروبوتات الإرشاد والمساعدة. كما ستتوسع البنية التحتية في المشاعر لتصبح أكثر ذكاءً وقدرة على إدارة أعداد كبيرة من الحجاج بكفاءة أعلى. ويعد موسم 1447 نموذجًا أوليًا لهذا التطور، كونه الموسم الذي بدأت فيه التعاقدات المبكرة بهذا الحجم الضخم.
ما أبرز إنجازات الموسم الحالي؟
إتمام التعاقد مع أكثر من مليون حاج قبل الموسم بـ6 أشهر، وتوقيع 77 اتفاقية دولية، وإنجاز 3000 اتفاقية من القطاع الخاص.
كيف ستنعكس التعاقدات المبكرة على تجربة الحجاج؟
ستخفض الضغط التشغيلي، وتتيح تخطيطًا أفضل، وتضمن خدمات أكثر جودة وسلاسة.
كم عدد الجهات المشاركة في مؤتمر الحج والعمرة؟
أكثر من 300 جهة حكومية وخاصة، وزوار تجاوزوا 160 ألفًا.
ما أهمية الاتفاقيات الدولية؟
تضمن التنسيق الكامل بين الدول والوزارة، وتوحيد جودة الخدمات وإدارة الحشود بكفاءة.
اقرأ أيضًا: “مكتبة الملك عبدالعزيز العامة.. ذاكرة بصرية خالدة لتاريخ الحج وعمارة الحرمين الشريفين”



