منوعات

875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا

الترند العربي – متابعات

في خطوة مالية تعكس طموحها للتحول إلى لاعب رئيسي في صناعة السيارات الكهربائية، أعلنت شركة Lucid Group, Inc. المصنّعة لسيارات لوسيد الفاخرة، عن نيتها طرح سندات دين قابلة للتحويل إلى أسهم بقيمة 875 مليون دولار أمريكي، تستحق في عام 2031، ضمن طرح خاص للمستثمرين المؤسّسيين المؤهّلين، وذلك لدعم استراتيجياتها المستقبلية وتوسيع حضورها في الأسواق العالمية، وعلى رأسها السوق السعودي.

هذا الإعلان يأتي في وقتٍ حاسم يشهد سباقًا عالميًا في قطاع التنقل الكهربائي، حيث تتجه لوسيد بخطى واثقة نحو تعزيز موقعها عبر الاستفادة من شراكتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي، الذي يُعد أكبر المساهمين فيها، وبناء منشآت صناعية متقدمة داخل المملكة لتكون الركيزة العالمية الجديدة لعملياتها الإنتاجية.

875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا
875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا

تفاصيل الطرح المالي وخطة التمويل

أوضحت الشركة أن الطرح يتضمن خيارًا إضافيًا للمكتتبين، يسمح بشراء سندات إضافية تصل قيمتها إلى 100 مليون دولار خلال 13 يومًا من الإصدار، في حال ارتفاع الطلب. وستكون السندات قابلة للتحويل إلى أسهم عادية من الفئة A وفقًا لشروط تُحدّد عند التسعير النهائي، على أن يتم تحديد نسبة الفائدة وسعر التحويل بناءً على ظروف السوق.

وتعتزم لوسيد توجيه جزء من عائدات الطرح إلى إعادة شراء سندات سابقة تستحق في عام 2026، في خطوة تهدف إلى تحسين هيكل ديونها وتعزيز مرونتها المالية. أما الجزء المتبقي فسيُستخدم في تمويل عمليات التوسّع والتشغيل، بما في ذلك تطوير منشآتها الإنتاجية في المملكة العربية السعودية وإطلاق طرازات جديدة من سياراتها الكهربائية.

875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا
875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا

دعم سعودي مستمر يعزز الثقة العالمية

أكدت لوسيد أن صندوق الاستثمارات العامة (PIF) يواصل دوره المحوري في دعم الشركة من خلال آلية Prepaid Forward، التي تمكّنه من تعزيز حصته الاستثمارية دون التأثير على سعر السهم خلال الطرح.
وتُعد هذه الخطوة تأكيدًا على الثقة السعودية في مستقبل لوسيد، وعلى الرؤية المشتركة التي تجمع الجانبين لتأسيس مركز عالمي للسيارات الكهربائية في المملكة، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030 في تنويع الاقتصاد ودعم الصناعات المستدامة.

ويُنظر إلى هذا الدعم بوصفه رسالة استثمارية عالمية مفادها أن السعودية لم تعد فقط سوقًا استهلاكية للتقنيات، بل شريكًا استراتيجيًا في تطويرها وتصنيعها وتصديرها.

875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا
875 مليون دولار تدفع لوسيد نحو المستقبل.. توسّع سعودي يعيد رسم خريطة السيارات الكهربائية عالميًا

منشأة لوسيد في المملكة.. محور التحوّل الصناعي

يُعد مصنع لوسيد في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية برابغ أول منشأة إنتاج دولية للشركة خارج الولايات المتحدة. وقد بدأ المصنع فعليًا في تجميع سيارات Lucid Air الموجهة للسوق السعودي والإقليمي، في حين تستعد المراحل المقبلة لرفع الطاقة الإنتاجية الإجمالية إلى 155 ألف سيارة سنويًا.

وتمثل المنشأة علامة فارقة في مسيرة التصنيع المحلي، إذ تُسهم في نقل المعرفة التقنية وتوطين الكفاءات السعودية في مجال إنتاج السيارات الكهربائية. كما تُعتبر من أبرز ركائز مبادرة المملكة للنقل المستدام، التي تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتنويع مصادر الطاقة النظيفة.

سباق عالمي محتدم في سوق السيارات الكهربائية

يتزامن طرح لوسيد مع اشتداد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية بين شركات مثل تيسلا وبي واي دي وريفيان، حيث تسعى جميعها إلى تخفيض التكاليف وتحسين الكفاءة.
غير أن لوسيد تراهن على تفوقها التقني في أنظمة الدفع المتطورة وكفاءة البطاريات، إذ تمتاز سياراتها بقدرتها على قطع مسافات طويلة تتجاوز العديد من المنافسين، فضلًا عن فخامة التصميم ودقة التفاصيل الداخلية.

ويرى محللون أن هذه الخطوة التمويلية ستعزز قدرة لوسيد على تحقيق مزيج فريد من الأداء الفاخر والاستدامة البيئية، ما يمنحها ميزة تنافسية مستدامة في الأسواق الناضجة والناشئة على حد سواء.

الأسواق المالية تترقب والأنظار على الرياض

من المتوقع أن يشهد الطرح إقبالًا واسعًا من المؤسسات الاستثمارية الكبرى، لا سيما مع استمرار نمو الطلب العالمي على السيارات الكهربائية. كما أن وجود المملكة العربية السعودية كمركز إقليمي لعمليات لوسيد يضيف بعدًا استراتيجيًا يجذب المستثمرين الباحثين عن فرص في الاقتصاد الأخضر.

ويرى خبراء أن التزام لوسيد بالتوسع في المملكة يعكس ثقة الشركة في البيئة التنظيمية والاستثمارية السعودية، خصوصًا في ظل الدعم الحكومي الكبير لقطاع التقنية والطاقة النظيفة.

التزامات تنظيمية وتحذيرات رسمية

أكدت لوسيد أن عملية الطرح خاضعة لظروف السوق والعوامل التنظيمية، مشيرة إلى أن الإعلان لا يُعدّ عرضًا للبيع أو طلبًا للشراء في أي ولاية أو منطقة يُحظر فيها ذلك.
كما نوّهت بأن التوقعات المستقبلية قد تتأثر بعوامل مثل التقلبات الاقتصادية ومخاطر السوق العالمية، الواردة في إفصاحاتها لدى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC).

نظرة إلى المستقبل: السعودية مركز السيارات الكهربائية في المنطقة

يُتوقع أن يكون لهذا الطرح تأثير مباشر في تسريع خطط لوسيد في المملكة، خصوصًا مع بدء التحضيرات لإطلاق طرازات جديدة بحلول عام 2026.
وتؤكد هذه الخطوة أن السعودية تتجه بثبات لتكون المحور الصناعي الأبرز في الشرق الأوسط لصناعة السيارات الكهربائية، مستفيدة من موقعها الجغرافي، وبنيتها التحتية المتقدمة، والدعم الحكومي المتنامي للابتكار والتقنيات النظيفة.

ما الهدف من طرح السندات الجديدة؟
لجمع تمويل إضافي يدعم التوسّع الصناعي والتقني في السعودية والعالم، وتحسين الهيكل المالي للشركة.

ما الدور الذي يلعبه صندوق الاستثمارات العامة في هذه الخطوة؟
الصندوق هو الداعم الأكبر للوسيد، ويستخدم آلية مالية تسمح له بزيادة استثماراته دون التأثير في سعر السهم، ما يؤكد الثقة المتبادلة بين الطرفين.

هل سيساهم المصنع السعودي في إنتاج سيارات موجهة للتصدير؟
نعم، تخطط الشركة لاستخدام مصنع رابغ كمركز إقليمي لتجميع وإنتاج السيارات المخصصة للأسواق الخليجية والعالمية.

هل تواجه لوسيد منافسة في السوق؟
بالتأكيد، لكنها تراهن على كفاءة بطارياتها العالية وتقنياتها المتقدمة لتقديم سيارات فاخرة بتجربة قيادة استثنائية.

كيف يدعم هذا الاستثمار رؤية السعودية 2030؟
يدعم أهداف الرؤية في تنويع الاقتصاد الوطني وتوطين الصناعات المتقدمة وتقليل الانبعاثات عبر تطوير صناعة سيارات كهربائية مستدامة داخل المملكة.

بخطوة التمويل الجديدة، تؤكد لوسيد أنها لا تكتفي بتصنيع السيارات الفاخرة، بل تبني مستقبلًا جديدًا للنقل المستدام من قلب المملكة العربية السعودية، حيث تتلاقى التقنية والرؤية والاستثمار لتقود العالم نحو جيلٍ جديد من التنقل الكهربائي.

اقرأ أيضًا: من الميدان إلى القمة.. الأمير تركي بن طلال يضع السعودية في صدارة العمل الإنساني العالمي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى