الأسرة والمجتمع

حكم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل.. الإفتاء توضح

حكم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل.. الإفتاء توضح

الترند العربي – متابعات

في ظل تساؤلات العديد من المسلمين حول توقيت أداء الصلوات، يبرز سؤال يتكرر كثيرًا عن حكم تأخير صلاة العشاء إلى ما بعد منتصف الليل، خاصة بين من تضطرهم ظروف العمل أو الدراسة للسهر. وقد أوضحت “دار الإفتاء المصرية” في بيان رسمي موقف الشرع من هذه المسألة، مستندة إلى الأدلة الشرعية من القرآن الكريم والسنة النبوية، وموضحة الفرق بين وقت الاختيار ووقت الضرورة، بما يرفع اللبس ويطمئن قلوب المصلين.

الأساس الشرعي وحدود الوقت

تبدأ مراحل الحديث عن وقت صلاة العشاء بما رواه النبي ﷺ: “وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط”، وهذا يعني أن أداء الصلاة قبل منتصف الليل يُعدُّ ضمن الوقت المشروع، أما تأخيرها بعد هذا التوقيت فيدخل في نطاق الأداء خارج الوقت الشرعي.

موقف دار الإفتاء المصرية وأهل الفتوى

أكدت دار الإفتاء في مصر أن صلاة العشاء ممتدة شرعًا إلى ما بعد منتصف الليل، أي حتى ظهور الفجر، وأن أداءها بعد الساعة الثانية عشرة ليلاً يُعد أداءً لا قضاء، بمعنى أن جواز ذلك قائم ولكنه ليس بالأفضل، ولا ينبغي الإعادة أو تقديم كفارة.

وأبرزت بالإشارة إلى قول النبي ﷺ: الصلاة في جماعة، وخاصة صلاة العشاء، كمن قام نصف الليل، بينما صلاة الفجر مع الجماعة كمن قام الليل كله.

أقوال العلماء والرأي الفقهي

رأى الإمام النووي، استنادًا إلى الأحاديث الصحيحة، أن تأخير الصلاة إلى ثلث أو نصف الليل يُعد من الفضائل، وهو جائز لمن لا يغلبه النوم ولا يشق على الآخرين. أما تأخيرها بعد منتصف الليل، فيُعد أداء لكنه مكروه بلا عذر شرعي.

وفق مذهب الحنابلة، فإن الصلاة بعد منتصف الليل صحيحة أداء إذا كانت لضرورة لكنها لا تعد في الوقت الأفضل، فيما يرى الشافعية والحنفية أن تأخيرها بعد منتصف الليل جائز شرعًا لكن ليس مستحبًا، ويُفضّل عدم التهاون بها دون سبب.

قدَّر الفقهاء أن تأخير أداء صلاة العشاء جائز للوصول إلى الجماعة أو لأن المكان بعيد، لكن إذا كان المسجد قريبًا، وجب علي المصلي الإسراع إليها، ولا يفوّتها بدعوى الانتظار.

فقرة سؤال وجواب

س: هل أُعدّ الصلاة باطلة إذا صليتها بعد منتصف الليل؟
ج: لا، الصلاة صحيحة شرعًا، ولكن الأفضل هو أداؤها في وقتها قبل منتصف الليل دون تأخير بلا عذر.

س: هل هناك فضل لتأخير الصلاة إلى ثلث أو نصف الليل؟
ج: نعم، الأحاديث تبيّن استحباب ذلك كنوعٍ من الطاعة واليقظة، وهو جائز لمن لا يغلبه النوم ولا يشق على الآخرين.

س: ما الأفضل عند التأخير عن الجماعة؟
ج: إذا كان المسجد قريبًا، فالأفضل ألا يتأخر المصلي، خصوصًا لضبط الجماعة، أما إذا كان البُعد عائقًا، فيُؤخذ بالحالة التي تنهي الصلاة بشكل الإنسان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى