“فيضانات إثيوبيا” تضرب من جديد.. هل “سد النهضة” له علاقة؟

“فيضانات إثيوبيا” تضرب من جديد.. هل “سد النهضة” له علاقة؟
الترند العربي – متابعات
في السنوات الماضية، شهدت عدة مناطق في إثيوبيا خاصة شرق البلاد وكما في منطقة Akaki في العاصمة أديس أبابا، أمطارًا غزيرة تسببت في فيضانات مفاجئة أدت إلى تهجير آلاف السكان، وتدمير بنية تحتية، وخسائر بشرية ومادية كبيرة.
تشير تقارير الجهات الإنسانية للأمم المتحدة إلى أن ملايين من الإثيوبيين ضمن المناطق الأكثر هشاشة يواجهون خطر الفيضانات بشكل متزايد.
ضربت موجة جديدة من الفيضانات العنيفة عدة مناطق في إثيوبيا خلال الأيام الماضية، وسط تساؤلات متصاعدة حول علاقتها المحتملة بمشروع سد النهضة الإثيوبي، الذي لا يزال محورًا للجدل الإقليمي والدولي منذ أكثر من عقد. وتسببت الفيضانات في تدمير منازل وتهجير آلاف العائلات، بالإضافة إلى انقطاع الطرق والبنية التحتية في بعض المناطق، بحسب ما أفادت به مصادر إعلامية محلية ودولية.

وأثارت هذه الأحداث تساؤلات واسعة لدى المتابعين والمراقبين حول ما إذا كانت أعمال التخزين أو التشغيل في سد النهضة قد تكون سببًا غير مباشر في زيادة حدة الفيضانات، أو ما إذا كانت الظواهر المناخية وحدها كافية لتفسير الكارثة.
فيضانات متكررة في مناطق هشّة
شهدت مناطق واسعة في جنوب وشرق إثيوبيا، خاصة ولايات أوروميا وأمهرة وأجزاء من العاصمة أديس أبابا، أمطارًا غزيرة أدت إلى فيضانات مفاجئة، وارتفاع منسوب المياه في الأنهار المحلية، مما تسبب في تهدم منازل سكنية وانهيارات أرضية متفرقة.
وأكدت الهيئة الوطنية الإثيوبية لإدارة الكوارث أن نحو 48 ألف شخص قد تضرروا بشكل مباشر، بينما تم إجلاء أكثر من 9 آلاف عائلة إلى مناطق آمنة. وتشير تقارير دولية إلى أن هذه الفيضانات تأتي ضمن نمط متصاعد تشهده البلاد نتيجة تغير المناخ العالمي وغياب بنية تحتية قادرة على امتصاص الصدمات المناخية المفاجئة.
سد النهضة بين الطموح والطوفان
يُعد مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير (GERD) أحد أضخم المشاريع المائية في أفريقيا، حيث تصل طاقته التخزينية إلى أكثر من 74 مليار متر مكعب. ومنذ انطلاق أولى مراحل البناء عام 2011، سعت الحكومة الإثيوبية إلى التأكيد على أن السد سيكون أداة للتنمية والحد من الفيضانات.
لكن ومع تكرار موجات الفيضانات الموسمية، بدأت تظهر مخاوف وتساؤلات بين بعض الأطراف حول دور السد في هذه الظواهر، خصوصًا في ظل غياب الشفافية الكاملة بشأن آليات تشغيله، ومدى تأثير التعبئة على تدفق المياه داخل الأحواض المجاورة.
هل تسبب سد النهضة في الفيضانات؟
بحسب خبراء الهيدرولوجيا والمياه، لا توجد أدلة علمية حاسمة تربط بين الفيضانات الأخيرة في إثيوبيا وعمليات التخزين في سد النهضة. ووفق تصريحات سابقة لمسؤولين سودانيين وإثيوبيين، فإن السد من الناحية النظرية يُفترض أن يساهم في تقليل الفيضانات عبر التحكم في تدفقات المياه، وليس العكس.
ويرجح الخبراء أن تكون الفيضانات ناتجة عن عوامل مناخية بحتة، منها:
-
زيادة حدة التغير المناخي في شرق أفريقيا
-
تعاقب ظاهرة النينيو
-
تدهور الغطاء النباتي بسبب التصحر
-
ضعف أنظمة الإنذار المبكر للكوارث
-
سوء تخطيط البنية التحتية في بعض المناطق الريفية والحضرية
وفي تقرير لـموقع DW الألماني، أكدت دراسات حديثة أن “سد النهضة لا يزال تحت التشغيل الجزئي، ولم يصل إلى حالة تسمح له بتنظيم شامل لمياه النهر”.
خسائر بشرية ومادية متصاعدة
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تُعلن الحكومة الإثيوبية عن حصيلة رسمية دقيقة للضحايا، لكن التقارير الأولية تشير إلى خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات. وتواجه السلطات تحديات في إيصال المساعدات إلى المتضررين، وسط تضرر الطرق والجسور، بالإضافة إلى صعوبة الوصول لبعض القرى المحاصرة بالمياه.
كما أعلنت منظمات الإغاثة الدولية عن حاجتها العاجلة إلى تمويل إضافي لدعم جهود الإنقاذ والإيواء، خاصة وأن التوقعات تشير إلى استمرار الأمطار خلال الأيام القادمة.
اقرأ أيضًا:
-
خسائر مصر بسبب الملء الرابع لسد النهضة – موقع الترند العربي
-
تعرّف على “سد النهضة”.. دائرة الحلول تضيق – من مركز سمت للدراسات