تحليل: لماذا انتشرت موضة الـ “Quiet Luxury” في الخليج هذا العام؟

الترند العربي – متابعات

في عام 2025، شهدت منطقة الخليج تحولًا ملحوظًا في تفضيلات المستهلكين نحو ما يُعرف بـ “الفخامة الهادئة” أو Quiet Luxury، وهو اتجاه يُعلي من شأن الأناقة البسيطة والحرفية العالية على حساب التفاخر الصريح بالثروة. هذا التحول يعكس تغييرات ثقافية واقتصادية عميقة في المنطقة، حيث أصبح التركيز على الجودة والاستدامة والتفرد بدلاً من الشعارات البارزة والمظاهر الصاخبة.

ما هي الفخامة الهادئة؟

تشير “الفخامة الهادئة” إلى أسلوب حياة يتميز بالأناقة المتقنة والاستهلاك الراقي دون استعراض الثروة بشكل فاضح. تركز هذه الفلسفة على الجودة والحرفية والتصميم الخالد، مع تجنب الشعارات البارزة والتصاميم المبالغ فيها. تُفضل الألوان المحايدة والمواد الطبيعية مثل الكشمير والحرير، مما يعكس ذوقًا راقيًا وتقديرًا للتفاصيل الدقيقة.

لماذا يزدهر هذا الاتجاه في الخليج؟

1. نضج الذوق الاستهلاكي

شهدت دول الخليج، خاصة الإمارات والسعودية، نموًا في عدد الأثرياء والمقيمين ذوي الدخل المرتفع. على سبيل المثال، ارتفع عدد الأثرياء في دبي إلى 67,900 في يونيو 2023 مقارنة بـ 54,000 في يونيو 2021 . هذا النمو أدى إلى تطور في الذوق الاستهلاكي نحو تفضيل الفخامة الهادئة التي تعكس الذوق الرفيع دون الحاجة إلى استعراض الثروة.

2. تأثير وسائل التواصل الاجتماعي

على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي غالبًا ما ترتبط بالاستعراض، إلا أنها لعبت دورًا في تعزيز مفهوم الفخامة الهادئة. منصات مثل إنستغرام وتيك توك شهدت زيادة في المحتوى الذي يروج للأناقة البسيطة والحرفية العالية، مما جذب جمهورًا يقدر هذا النوع من الفخامة.

3. التركيز على الاستدامة

أصبح المستهلكون في الخليج أكثر وعيًا بالاستدامة، مما دفعهم نحو اختيار منتجات ذات جودة عالية وعمر طويل. هذا التوجه يتماشى مع فلسفة الفخامة الهادئة التي تفضل الجودة على الكمية، وتدعم الحرفية واستخدام المواد المستدامة.

العلامات التجارية الرائدة في الفخامة الهادئة

عدة علامات تجارية عالمية تجسد مفهوم الفخامة الهادئة، منها:

The Row

Loro Piana

Brunello Cucinelli

Bottega Veneta

Max Mara

هذه العلامات تركز على الجودة والتصميم الخالد دون الاعتماد على الشعارات البارزة، مما يجعلها مفضلة لدى المستهلكين الباحثين عن الأناقة الراقية.

تأثير الفخامة الهادئة على قطاعات أخرى

لم يقتصر تأثير الفخامة الهادئة على عالم الأزياء فقط، بل امتد إلى مجالات أخرى مثل:

الضيافة: تفضيل التجارب الراقية والبسيطة على الفخامة المبالغ فيها.

العمارة: تصاميم تركز على البساطة والأناقة دون الزخرفة الزائدة.

المأكولات: التركيز على الجودة والمكونات المحلية بدلاً من التقديم الفاخر.

انتشار موضة الفخامة الهادئة في الخليج يعكس تحولًا في القيم والتفضيلات الاستهلاكية نحو الأناقة البسيطة والجودة العالية. هذا الاتجاه يعبر عن نضج ثقافي واقتصادي في المنطقة، ويشير إلى مستقبل يتسم بالاستدامة والتفرد في عالم الفخامة.