حق أحمد رفعت
ياسر أيوب
لا أعرف أحمد رفعت شخصيًّا، ولم ألتقِ به من قبل.. لكننى رأيته وعرفته فى حزن الناس وحبهم واحترامهم له وحديثهم وشهاداتهم عنه دون أن يعرفوه.. وأقصد كل هؤلاء الذين أوجعهم وأغضبهم ما جرى لهذا اللاعب النبيل.. لكننى أستثنى من هؤلاء كل الذين أرادوا واحترفوا المتاجرة بالموت.. أو قرروا استغلاله لتصفية حسابات تخصهم مع هيئات وأفراد.. أو حاولوا الهروب من مسؤولياتهم باختلاق قصص وحكايات معظمها ينافى العقل والمنطق.. ولا أدّعِى أننى أعرف عن أحمد رفعت ما لا يعرفه غيرى، ولا أملك أى أدلة واضحة لتحديد المسؤولين عما جرى وإدانتهم.. لكننى أعرف أن أحمد رفعت لم يحاول الهرب من التجنيد، إنما قيل له إن كل أوراقه سليمة، وبإمكانه السفر دون أى عوائق وأزمات.. وأعرف أيضًا أن أحمد كان من المفترض أن يسافر إلى الإمارات من القاهرة، وليس هاربًا من مصر عن طريق دولة إفريقية.. وأن يسافر فى النور، وبتصريح رسمى من إدارة التجنيد بالقوات المسلحة وموافقتها على هذا السفر المدة التى سيقضيها أحمد خارج مصر..
وأعرف أيضًا أن تصاريح السفر تخص المهام القومية لكل الرياضيين، الذين يسافرون خارج مصر للمشاركة الفردية أو الجماعية مع أندية أو منتخبات.. وهى تصاريح تصدرها وزارة الشباب والرياضة للتأكيد على المهمة التى من أجلها هذا السفر وللمساعدة فى الحصول على تأشيرة دخول البلد المراد السفر إليها وموافقة الهيئات التى يعمل لديها الرياضيون والمدربون والإداريون المسافرون.. لكن لا يمنح هذا التصريح وحده حق السفر لمَن لا يزال فى سن التجنيد.. كما أن هذا التصريح لا يصدر لمَن يلعبون خارج مصر ويأتون لمصر فى إجازاتهم أو ليلعبوا مع منتخباتها ثم يعودوا لأنديتهم فى الخارج دون تصاريح وزارية، لكن فقط حسب مواقفهم من التجنيد.. ولا أعرف كيف تطورت الحالة الصحية لأحمد رفعت منذ سقوطه على أرض الملعب وانتقاله إلى المستشفى بين الحياة والموت.. وهل كان من المفترض أن يبقى تحت الرعاية والملاحظة الطبية بشكل حقيقى ودقيق وليس أن يخرج أحمد من المستشفى ليمارس حياته العادية كأنه لم يحدث أى خلل فى القلب كاد يودى بحياته من قبل، وربما كان الاستثناء الوحيد هو ذهاب أحمد رفعت ليتحدث مع إبراهيم فايق ليؤكد أنه أصبح كسير القلب، حتى إن لم يُشِرْ بوضوح إلى مَن كسروا قلبه.. فقد كان هذا الحديث ضروريًّا ليعرف كل الناس ما يعانيه لاعب بسيط وإنسان لم يخطئ، ولم يستغل قلبه الموجوع وتعاطف الناس معه للإساءة إلى أى أحد.. وربما كان ذلك ضروريًّا أيضًا ليلتفت إليه أطباؤه باهتمام أكبر ومحاذير أكثر.. وأخيرًا أعرف وأثق فى أن حق أحمد رفعت لن يضيع.
المصدر: المصري اليوم