أفلام تحوير الزمن لـ”كريستوفر نولان”
ترجمة: نور نصرة
في معرض حديثه ونقاشه عن مفهوم الزمن الذي طرحه في أكثر أفلامه نجاحًا، قال المخرج السينمائي كريستوفر نولان، أنه قبل ظهور كاميرا الأفلام، لم يكن لدى البشر أي طريقة بصرية لمشاهدة الماضي.
أدّى التنفيذ المتفاوت للعديد من أفلامه إلى ظهور مصطلح «زمن نولان». إن منهج نولان في صناعة الأفلام مميز بالنسبة للمراحل التي تبنى، وبالنسبة لمتطلبات الجمهور بغية الاستغراق بشكل كامل في السرد، كما أنه يواصل إنتاج أكثر القصص إثارة في تاريخ صناعة الأفلام.
أنتج نولان، خلال مسيرته المهنية في صناعة الأفلام، العديد من القصص الرائعة، بدأها بفيلمه الرائع “تذكار Memento”، الذي أنتج عام 2000. واصل المخرج البريطاني المولد، اكتشافه لشتّى طرق التلاعب بالزمن من خلال فيلمه “استهلال Inception” الذي أنتج عام 2010، وتلاه فيلم “بين النجوم Interstellar” في عام 2014، والعديد من التحف الفنية المدهشة. لنكتشف ثلاث طرق فقط استخدمها نولان في أفلامه للتوسّع في فكرة الزمن:
قصّة فيلم “تذكار Memento”
يُعرف تذكار بأنه فيلم نولان الرائع في تاريخ السينما. يروي الفيلم قصّة فريدة من نوعها تمتد من الماضي، الحاضر، والمستقبل بطريقة لا مثيل لها. الفيلم مبني على مفهوم زمن القطع المتوازي، لسرد قصة مأساوية لرجل يدعى ليوناردو شيلبي، يحاول الانتقام لموت زوجته.
ومع فقدان شيلبي المؤسف لذاكرته، وبفضل الوشوم الموجودة على جسده، يتمكن من الوصول إلى أدلة ليحقق بذلك نصرًا بالقبض على قاتل حبيبته. ونظرًا لأنّ نولان يكرر باستمرار استخدام موضوع الزمن في أفلامه، فإنّ فيلم “تذكار” يوفي هذه الثيمة حق قدرها تمامًا حيث يأخذك عبر رحلة زمنية في حياة البطل ومغامراته وصولًا لانتصاره على خصمه. ونظرًا لأن الفيلم حقق شهرة كبيرة لنولان عند إطلاقه عام 2000، فإنه ما يزال يحظى بشعبية كبيرة من قبل العديد من المعجبين بتحفة سرد الحكايات.
على الرغم من أنه لا شيء يمكن أن يضاهي المشاهدة الأولى الجذّابة للفيلم، ما يزال الشعور الرائع بالفيلم يطغى على معجبي نولان حتى اليوم. وفي مقابلة أجريت معه لاحقًا عام 2020، قال نولان إن فكرة فيلم «تذكار» بالكامل بدأت بفكرة بصرية لرصاصة عالقة في جدار، ترتد مجددًا إلى داخل فوهة بندقية.
الإبداع المدهش في فيلم “استهلال Inception”
قام ببطولته أحد أشهر الممثلين في هوليود “ليوناردو ديكابريو”، تقوم فكرة الفيلم على مجموعة من اللصوص الماهرين في التكنولوجيا، والذين يتنقلون عبر مستويات متعددة من أحلام الناس. مع تسريع وتبطيء الزمن خلال الفيلم، يسرق اللصوص الأفكار من أحلام البشر، بينما يزرعون أفكارًا أخرى لتجسيد تحفة فنية في التاريخ. الفيلم مليء بالإثارة مع مشاهد لأسلحة متنوعة وسلسلة من الأحداث المتتالية لجذب المشاهدين. ومع هذه المشاهد المليئة بالأسلحة مثل مسدس بيريتا الشهير Beretta PX4 Storm Pistol، ومسدس Walther PPK، تزداد وتيرة التوتر في الفيلم لأن كل مشهد هو سباق مع الزمن.
ونظرًا لأنّ الفيلم حصد الملايين ونال إعجاب الملايين، فلا شك أن هذه التحفة الفنية احتلت مكانة متميزة في قلوب الكثير من الأشخاص كونها فيلماً مفضلًا للكثيرين. بدأت تتشكل فكرة فيلم «استهلال» في ذهن نولان كفيلم رعب، قبل أن تتحول لمغامرة سرقة، وبما أن الفيلم ما يزال يحظى بشعبية حتى اليوم، فمن المؤكد يمكنك إضافته إلى قائمة مشاهداتك.
فيلم “عقيدة Tenet” في قمة أفلام تحوير الزمن ضمن أعمال نولان
عُرض “عقيدة” أول مرة على الشاشة الكبيرة عام 2020، كأحد أكبر الفعاليات السينمائية في ذلك العام. وكفيلم آخر من أفلام تحوير الزمن، فإن فيلم الجاسوسية يتقدم ويتراجع زمنيًا في الوقت المناسب. وللحفاظ على توقعات الجمهور أثناء المشاهدة، تتفاعل الشخصيات التي تسير في الاتجاه المعاكس للزمن مع الأخرى القادمة إلى الأمام. إنه فيلم مبني ومركب بشكل للحؤول دون قيام حرب كارثية، مع مطاردات سيارات عديدة، حوادث تحطم طائرات وتحركات عسكرية، تغري المشاهدين بدخول هذا العالم.
يستخدم بطل الفيلم “جون ديفيد واشنطن”، أفضل الأسلحة في معركته للقضاء على أعداء إرهابيين، أثناء تتالي الأحداث. وخلال معركته الأخيرة استخدم أسلحة متماثلة على غرار بندقية هجومية من طراز Heckler & Koch HK416، ومسدس Glock 19، لضبط وتيرة الحركة الواقعية، لهذه التحفة الفنية. مع مجموعة متنوعة من نسخ الأسلحة المقلدة في أفلام مثل فيلم تينيت، ينسجم الجمهور دون توقف في عالم مليء بالإثارة لأفلام نولان. أدخل نولان مشهداً حقيقياً لتحطم طائرة بوينج 747 في التصوير، ممّا أضاف تشويقاً أكثر وأبقى الجمهور مفتوناً إلى أبعد حد.
المصدر: سوليوود