فيلم “قصة طوكيو Tokyo Story” في سلسلة اللقطة الواحدة
توميسين أديبيجو
اللقطة الواحدة “One Shot” عبارة عن سلسلة مقالات تسعى إلى التقاط جوهر تاريخ السينما من لقطة واحدة من فيلم ما.
محاطة بسكون الطبيعة وهدوءها، ومرتكزة على واجهة مبنى منزل ابنها الأكبر، تشاهد تومي “تشيكو هيغاشياما” بهدوء حفيدها وهو يلعب بعشب الحقول المحيطة بهم. هذه اللقطة المبهمة مأخوذة من فيلم قصة طوكيو 1953 للمخرج ياسوجيرو أوزو، وهو فيلم يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه أفضل عمل فني للمخرج وهو فيلم متجذر بعمق في دراسة الحياة اليومية في اليابان في خمسينيات القرن العشرين، ومع ذلك فهو عالمي في استكشافه للعلاقات العائلية والخسارة وقلب التقاليد رأسًا على عقب.
تتبع القصة زوجين مسنين، يلعبهما ممثلين معتادين لأعمال أوزو وهما تشيشو ريو وهيغاشياما، واللذان يسافران من مدينتهما الصغيرة أونوميتشي إلى طوكيو الصاخبة بعد الحرب من أجل زيارة أطفالهما البالغين. ومع ذلك، يكتشف الزوجان أنهم منشغلون جدًا بحياتهم الشاقة بحيث لا يتمكنون من قضاء بعض الوقت مع والديهم.
وفي هذه اللقطة الرائعة، تقف تومي وحفيدها على تلة خارج منزل ابنها الأكبر كويتشي. تذكرنا الصورة باللقطة النهائية لفيلم الأخوات مونيكاتا “The Munekata Sisters” لعام 1950، وهو عمل فني أقل شهرة لأوزو. شخصيتان من أجيال مختلفة في اللقطة: جدة وحفيدها، مع وجود مسافة واضحة بينهما. هذه اللقطة المركبة بدقة متداخلة بعمق من حيث المساحة والشكل والتركيب، وتقدم بشكل هزلي منظورًا غير تقليدي ومعبر يثير في الوقت نفسه الحميمية العميقة والانفصال. تكاد الشخصيتان أن تكونا موجودتين في عالمهما الخاص، معزولتين عن كل شيء وعن الجميع. والزمن متوقف.
وبحد ذاتها، فإن هذه اللقطة لتومي وحفيدها هي رمز لعمل أوزو الفني، وهو عمل يتميز باستكشاف العلاقات بين الأجيال والأساطير الأوسع للطفولة والشيخوخة. في هذا الإطار الأثيري تقريبًا، ينقلنا أوزو إلى قمة التل المنعزل خارج منزل كويتشي المتواضع. وسط سماء شاسعة مبيضة، تفكر تومي في المستقبل. هذه هي المرة الأولى في الفيلم التي نرى فيها الشخصيات خارج البيئة المنزلية. يشير تغير البيئة المحيطة إلى تحول في القصة، وإحساس غير مريح بالتحول للأسوأ. بينما تحدق تومي في حفيدها، تتساءل عما إذا كان سيصبح طبيبًا مثل والده. وفي واحدة من أكثر اللحظات تأثيرًا في الفيلم بلا شك، تقول: «أتساءل عما إذا كنت سأبقى هنا بحلول الوقت الذي تصبح فيه طبيبًا». الحوار الداخلي الكارثي هذا بهدوء هو أول إشارة من أوزو إلى المأساة العائلية التي ستغير مسار القصة. عالم آخر هادئ يشغل المساحة بين الجدة والحفيد. تفصل بينهما سنوات ولكنهما مرتبطان بالحب الذي لا يمكن تفسيره بينهما.
هنا، تصور كاميرة أوزو تومي وهي شامخة فوق حفيدها، ساكتة، مثل الحامية الصامتة، الأم الحاكمة التي ستظل موجودة دائمًا، على الرغم من هشاشة الحياة وحتمية القدر. في هذه اللحظة، تريد تومي فقط رؤية حفيدها يكبر وأطفالها البالغين يعيشون حياة سعيدة. لن تعيش لتراه يصبح طبيبًا، ولكن في هذه الصورة المذهلة، تراقب تومي حفيدها بشغف وهي واقفة بجانبه تفكر في المستقبل.
المصدر: سوليوود