محمد القاسمي
الفنان الراحل “فيليب سيمور هوفمان” شارك كممثل في 5 أفلام للكاتب والمخرج بول توماس أندرسون، وقد كانت تربطهما علاقة وطيدة. توفي “هوفمان” بشكل مفاجئ بسبب جرعة زائدة من المخدرات في عام 2014، تاركًا وراءه مسيرة فنية حافلة وجائزة أوسكار مستحقة بجدارة، وعائلته وأبناؤه الصغار.
أكبر أبنائه هو كوبر، وكان عمره 11 عامًا وقت وفاته. بعد مرور الأعوام، قرر الكاتب والمخرج أندرسون الشروع في فيلمه المؤجل “ليكوريش بيتزا”، وقد أسند دور البطل إلى ابن صديقه الراحل كوبر هوفمان، الذي لم يمثل من قبل.
كما قام بإسناد دور البطلة إلى المغنية ألانا حاييم، التي لم تخض تجربة التمثيل مسبقًا، ولكنها تعاونت مع أندرسون في مجموعة من الفيديو كليبات التي غنتها مع شقيقاتها، وكان أندرسون المخرج.
كوبر هوفمان وألانا حاييم كانا مدهشَيْن حقًّا في تجربتهما الأولى في عالم التمثيل والسينما، وأندرسون كاتب ومخرج محنّك، ويملك أسلوبًا متميزًا في أفلامه.
تدور أحداث الفيلم في قالب من الدراما والرومانسية والكوميديا مع الشابة “ألانا كين” التي تدخل في علاقة حب عفوية مع الفتى المراهق “غاري فالانتاين”.
قد يكون هذا الفيلم هو الأكثر حيوية وانتعاشًا من بين أفلام “أندرسون”، لأنه أشبه برسالة حب إلى هوليوود والحقبة الفنية الصاخبة في أميركا في الستينيات والسبعينيات، وقد ذكّرني كثيرًا بالفيلم الجميل “Once Upon A Time in Hollywood” للكاتب والمخرج الكبير “كوينتين تارانتينو”، في طريقة سرده واحتوائه على مظاهر تلك الحقبة وبعض الشخصيات الحقيقية مثل المنتج “جون بيترز” التي أدّاها الفنان “برادلي كوبر” بشكل جميل وظريف، وكذلك شخصية “جاك هولدن”، التي تحاكي نوعًا ما شخصية الفنان العظيم “وليام هولدن”، وقد أدّاها الفنان “شون بن” بإبداع.
يُذكر أنه بالإضافة إلى “ألانا حاييم” قام “أندرسون” بإسناد أدوار عائلتها في الفيلم إلى والدها الحقيقي وشقيقاتها الثلاث الحقيقيات، وهذا ما جعل الفيلم أكثر ظرافة وعفوية، بالإضافة إلى مشاركة «جورج ديكابريو»، والد “ليوناردو ديكابريو” كممثل للمرة الأولى. ترشّح الفيلم لنيل 3 جوائز أوسكار لأفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل نص سينمائي أصلي، وحصل على إشادات قوية من النقّاد والجمهور.