سينما السرد الفريد
نرمين يسر
أولاً، في السنوات الأخيرة وفي إطار برنامج رؤية السعودية 2030 الذي يسعى إلى إبعاد المملكة عن اعتمادها على النفط من أجل مجتمع أكثر تنوعًا وعدلاً وحيادية بين الجنسين؛ بات تطور صناعة السينما السعودية آخذًا في الارتفاع منذ 35 عامًا مما أدى إلى إشعال شغف السعوديين بالسينما بعد إعادة إحياء الصناعة التي بدت مهمة في بداياتها منذ عودة صالات السينما في عام 2018، وقد حققت عودة السينما في المملكة العربية السعودية عودة مظفرة؛ إذ بشر الحدث التاريخي بعصر جديد من النمو، حيث حققت صناعة السينما تدفقًا من الاستثمار ودفع الحماس في عروق الشركات الغربية لدعم التجارب المحلية في المملكة والتي صنعها كثير من الموهوبين الذين درسوا السينما خارج البلاد على أمل رفع الحظر وعودة الفن السابع من جديد وامتلاء دور العرض بأفلام ذات صناعة جيدة تم صقلها بالثقافة الغنية للبلاد أثناء معالجة القضايا الاجتماعية.
تحمل السينما السعودية في أفلامها القصص المحلية التي صار لها تأثير عالمي جاذب، فكل فيلم منها يحمل جزءًا من التراث والأصالة، ولكل فيلم قصصه الفريدة والمبنية على أصل من الإرث الشعبي، نتعرف على الرقصات المختلفة كالمزمار وغناء المجالس والموال، ونشاهد المنازل الأثرية والصحراء والبدو والأسواق المحلية إلى آخر هذه المشاهد الرائعة.
ومع انفتاح البلاد زاد الاهتمام بالثقافة السعودية مما أدى إلى زيادة الطلب على هذه القصص المحلية التي يتم سردها من خلال عيون صانعي الأفلام الموهوبين الذين أتيحت لهم الفرصة لمزيد من قصصهم الفريدة عن العادات والأماكن. وحصلت المرأة على حقوقها بشكل كبير وغير متوقع، ومع صدور المزيد من الأفلام التي قدمتها مخرجات سعوديات تزداد مشاركاتهن في المهرجانات العالمية فيفتحن الأبواب أمام السينما النسائية في المنطقة حيث الصورة الأكثر شمولاً ودقة للمرأة العربية ومجتمعاتها، بالإضافة إلى قدرتهن على كسر الحواجز واستكشاف موضوعات مجتمعية متنوعة، ونتذكر فيلم «وجدة» لهيفاء المنصور 2012.
بمناسبة كسر الحواجز لم يكن مصرحًا الاختلاط بين فريق العمل من الجنسين، أما في فيلمها المرشحة المثالية، فلم يكن هناك ما يسمى بمنع فريق العمل من الاختلاط بين الجنسين، ونال الفيلم الاستحسان الجماهيري بنجاح. فبالرغم من السينما في جميع أنحاء العالم لا تزال ناديًا للرجال وفي هوليوود، شكلت النساء 17% من المخرجين في أعلى 250 فيلمًا تحقيقًا للإيرادات، إلا أن دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن 2019 تفيد بأنه 26% من صانعي الأفلام العرب المستقلين هم من النساء.