القصة الكاملة لواقعة قتل «نيرة أشرف» طالبة المنصورة
الترند العربي – القاهرة
شهدت مدينة المنصورة، أمس الاثنين، حادثة مدوية، حيث لقت طالبة جامعية تدعى “نيرة أشرف” مصرعها على يد زميلها في وضح النهار، أثناء توجهها لأداء امتحانها بكلية الآداب.
كشفت التحريات، أن المتهم تشاجر مع المجنى عليها -البالغة من العمر 21 عامًا- أثناء تواجدهما في الأتوبيس المتجه من مدينة المحلة إلى جامعة المنصورة.
وبعد نزول نيرة من الأتوبيس، وجه إليها الشاب طعنة بالصدر ونحر عنقها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة على الفور.
وتبين أن المتهم تقدّم للزواج من الفتاة أكثر من مرة، ولكن قوبل طلبه بالرفض، ومع ذلك، كان يطاردها دائمًا، ما دفع والدها للتواصل مع أسرته دون جدوى، ثم توجه إلى قسم الشرطة، لتقديم بلاغ ضده بعدم التعرض.
وأكد بعض زملاء المجني عليها بالجامعة، أن الشاب هدد نيرة بالقتل إن لم تتزوجه، وأفاد جيران المتهم بأنه شخصية انطوائية، عادةً ما يعتدي بالضرب على أمه وإخوته.
وأظهرت التحقيقات، أن هناك 290 صورة للمجني عليها على هاتف المتهم، قام بتحميلها من حساباتها على “فيس بوك” و”إنستجرام” قبل أن تقوم بحظره.
بعد تشريح جثمان الطالبة، أوضح تقرير الطب الشرعي أن المجني عليها تلقت طعنة بآلة حادة في منطقة الصدر، مما أسفر عن تهتك الرئة اليسرى، ومن ثم حدوث هبوط في الدورة الدموية وصعوبات في عملية التنفس.
قال الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، إن مرتكب الجريمة شعر بالإهانة بعد رفض المجني عليها الزواج منه أكثر من مرة وحظره على حساباتها بمواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار هندي خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “90 دقيقة”، إلى احتمالية أن يكون المتهم يعاني من اكتئاب حاد، وهو مرض نفسي قد يدفع المريض إلى إيذاء نفسه والآخرين، مضيفًا أن 40% من وفيات الفتيات حول العالم كانت على أيدي أحبائهن.
وأوضح استشاري الصحة النفسية أن وفاة والد المتهم من الوارد أن تكون قد ساهمت في تحويله إلى شخصية سيكوباتية، لديها فكر مضاد للمجتمع، تتسم بسلوكها العنيف والعدواني والانتقامي، غير قادرة على التفكير بمنطقية وإيجاد حلول مناسبة للمشكلة.
أكد الدكتور محمد طه، أستاذ الطب النفسي، عبر منشور كتبه على حسابه الشخصي بموقع “فيس بوك”، أن بعض الأغاني والأفلام روّجت للعنف وعدم القابلية للرفض، مشددًا على ضرورة تدشين حملات ومجموعات توعية نفسية في الشوارع والمدارس والجامعات والمقاهي والمولات.
واتفقت معه الدكتورة إيمان عبد الله، خبيرة علم النفس والعلاج الأسري، لافتةً إلى أن المنصات الاجتماعية والأعمال الدرامية والسينمائية رسخت في أذهان البعض فكرة القتل وحمل السلاح، بدلًا من التوعية بالتفكير العقلاني واحترام الآخر وثقافة الحوار.
وأضافت عبد الله أن غياب الروابط الأسرية والتربية السليمة أحد أبرز أسباب ارتفاع معدل الجريمة في المجتمع.