في الثامن من مارس
فاطمة العدلاني
#اليوم_العالمي_للمرأة.. من أين أتى؟
ذكرى الاحتفال!
يحتفل العالم أجمع باليوم العالمي للمرأة كل عام في الثامن من مارس حيث أنه على مر التاريخ كان لهذا اليوم ذكرى عظيمة خلدت للتعبير عن أهمية وتقدير المجتمع للمرأة.. فمثلًا
في الثامن من مارس عام 1945 كان أول مؤتمر عالمي للإتحاد النسائي.
ولم يكن تلك الذكرى الأولى ففي عام 1856م خرجت آلاف النساء في مدينة نيويورك في احتجاج العمل.
وفي 8 مارس 1908 وفي نفس المدينة خرجت آلاف النساء في نيويورك حاملة باقات الورد في حركة حماسية نسائية وبدأ الإحتفال بعدها كل عام تخليدًا لذكرى مظاهرات نيويورك النسائية.
غير أن تخصيص يوم الثامن من مارس كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة من ذلك، لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارًا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس، وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن ومطالبهن.
ثم قامت بعض الدول باعتبار ذلك اليوم عطلة رسمية كالصين وروسيا وغيرهم. احتفالًا بالمرأة لعنوان (أنا جيل المساواة)
المرأة_في_الإسلام
الإسلام_كرّم_المرأة
كرّم الله المرأة وأعلى من شأنها سواء كانت أُمًّا أو أختًا أو زوجة أو بنتًا.
وساوى الإسلام بين الرجل والمرأة في الأداء والوجوب وأثبت لها الحق في التصرف كحق التملك والبيع والشراء وجعل ميزان التفاضل بين البشر في التقوى دون النظر إلى ذكر أو أنثى فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَليم خبير)
ولم يكتفِ الاسلام بمساواة المرأة فقط بل وأوصى عليها لقول النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا، فإنَّهُنَّ خُلِقْنَ مِن ضِلَعٍ، وإنَّ أعْوَجَ شيءٍ في الضِّلَعِ أعْلاهُ، فإنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وإنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أعْوَجَ، فاسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا)
وفي تكريم المرأة والعناية على أمرها أحاديث كثيرة جدًا:
فقال النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (أكملُ المؤمنين إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا، وخيارُكم خيارُكم لنسائِهم)
وقد جاءت هذه الوصية بالمرأة؛ لأنّها أضعف من الرجل، وبحاجة إلى مَن يرحمها وفي ذلك إشارة من النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى أنّ حُسن خُلُق الرجل مع أهل بيته يزيده خيريّة؛ لأنّهم أحقّ الناس بحُسن معاشرته.
وتكون الخيريّة بمُعاملتها معاملة طيّبة، والصبر على زلّاتها، وإظهار الفرح والسرور حين لقائها، وكفّ الأذى عنها و قال -تعالى-: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ)
وفي التفسير لذلك بالمُحافظة على كرامتها، وعدم إهانتها، كذِكر محاسن غيرها من النساء أمامها، أو سَبّها، كما تجب مناداتها بأحبّ الأسماء إلى قلبها، ورَدّ السلام عليها حال ملاقاتها، والتودُّد إليها بالكلام الطيّب، وتقديم الهدايا لها، والتغافل حال تقصيرها، والعفو عنها، والمحافظة عليها من الشُّبهات ومواطن الفساد، وعدم إجبارها على الخروج من بيتها، وحِفظها، وتلبية احتياجاتها جميعها، وذلك كلّه يُعَدّ رعايةً للمرأة؛ فقد قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عن رَعِيَّتِهِ).
و قال ﷺ: “من كانت له أختان فأحسن صحبتهما ما صحبتاه دخل بهما الجنة”
وفي قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)
فسرهّا الشعراوي رحمة الله عليه وقال بالنص كما يلي:
(إن الكثير من الناس يفهم كلمة “قَوَّامُونَ” على أنه تميز وتعظيم لقدر الرجل عن المرأة، وهذا عكس المراد من تفسير الآية)
وتابع فضيلة الشيخ الشعراوي أن معنى كلمة “القوامة” أى القائم بجميع الأعمال، ويعني هذا أن الآية الكريمة تؤكد على الرجال تعزيز وتكريم المرأة وتلبية جميع طلباتها في قوله: (وبما أنفقوا من أموالهم) أما قوله: (بما فضّل الله به بعضهم على بعض) المقصود بها المهور المدفوعة تعزيزًا للمرأة ورفعة بشأنها.
قائلاً: “يعنى مش سى السيد لا يعنى الرجال خادم لزوجته”.
وأوضح إمام الدعاة أن المرأة مكرمة فى الإسلام بتأكيد من القرآن الكريم والسُنة النبوية المطهرة، ولذا وجب على الجميع تصحيح المفاهيم المغلوطة عن حق المرأة فى الإسلام، وكذلك فى المعاملة بين الرجل والمرأة.)