آراءعمر غازي

أموات ولكن أحياء

عمر غازي
الحياة مليئة باللقاء والفراق، ولكن الموت يمثل الفراق الأكثر شجنًا – الفراق الذي يأخذ من روحنا أشياءً وأشياء ويدعنا في حالة نقص دائم، ففي كل مرة نفقد فيها أحبابنا، نموت قليلًا، حتى لو استمرت بنا الحياة.

عندما يغادرنا شخص عزيز علينا، يأخذ معه جزءًا منا – جزءًا من روحنا، من ذكرياتنا، من طعم الحياة ورونقها.. تاركًا وراءه ثغرات في نسيج حياتنا، ثغرات لا يمكن ملؤها أو إصلاحها سوى بلحقانا به.

ألم الفراق يضعفنا، يحزننا، يجعلنا نشتاق لدرجة الجنون، ونفقد شغفنا بالبقاء إلى حد اللامبالاة. نشعر أننا فقدنا جزءًا لا يمكن استرداده، جزءًا كان يشكل جوهر هويتنا وتجربتنا الإنسانية.

الموت مهما حاولنا فهمه واستيعابه سيأتي دون أن يعطينا فرصة للاستعداد أو الاستيعاب.. ومع ذلك، يتوجب علينا أن نستمر.. يجب أن نتحمل ألم الفقدان، ألم الذكريات، ألم الحنين..

فقدان الأحباء هو جزء لا يتجزأ من الحياة.. جزء من التجربة الإنسانية. فنحن نحب، ونفقد، ونتألم، ولكننا نستمر.. نستمر رغمًا عنا وقد صبرنا أنفسنا بالأمل الخداع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى