الأسرة والمجتمع

لماذا لم يظهر الفراعنة بملابس ثقيلة على المعابد؟

الترند العربي – متابعات

يسود طقس بارد على كافة أنحاء البلاد، خلال هذه الفترة، وهو ما ينعكس على ارتداء المصريين للملابس الشتوية الثقيلة كرد فعل طبيعي للطقس السيء الذي تمر به البلاد، تجنبا للإصابة بنزلات البرد وغيرها من الأمراض الشتوية التي يمكن أن تصيب الإنسان جراء هذا الطقس.

وبمقارنة ما يحدث الآن بما كان عليه المصري القديم، فإننا يمكن أن نلاحظ اختلافا كبيرا حسب ملاحظة البعض أن المصري القديم لم يكن يرتدي الملابس الشتوية الثقيلة وإلا لكان سجل ذلك على جدران المعابد والتماثيل التي تركها من بعده والتي حملت كل تفاصيل الحياة، خاصة أن المصري القديم سجل ارتداءه أزياء خفيفة تناسب الصيف في الغالبية العظمى من الآثار الموجودة لدينا.

فهل عرف المصري القديم الشتاء والبرد وكان يرتدي الملابس الشتوية الثقيلة أم أن المناخ كان حارا جافا طوال الوقت؟.

من جانبه أكد الدكتور أحمد بدران، أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن قدماء المصريون كانوا يرتدوا الملابس الشتوية وكانت السيدات يرتدين عباءات شتوية بلون بني من الصوف، بينما الرجل المصري القديم كان يرتدي طبقات من الكتان لكونه يعتبر مادة طاهرة موجودة في البيئة المصرية ويفضلها المصري القديم.

وأوضح “بدران”، أن المصري القديم كان يحرص على إظهار جسده بكامل تفاصيله ويتم تصويره في أبهى صورة، وكان يظهر دون ملابس في الصور فقط ولكن في الواقع كان يرتدي الملابس الشتوية.

أما الدكتور بسام الشماع فأكد أن المصريين القدماء عرفوا الأصواف والكتان وارتدوها إلا أنهم لم يسجلوا هذا نقشًا ورسمًا على جداريات المعابد والمسلات، وبهذا يكون المصري القديم اعتاد ارتداء الملابس الشتوية ولكن بطريقة تناسب أجواء الطقس وقتئذ.

ولفت الشماع إلى أن المصري القديم ارتدى بالفعل الملابس الشتوية الثقيلة، الأمر الذي يتضح في رسمة فرعونية تبين 4 سيدات يرتدين الملابس الثقيلة مع “شال” له لون بني مائل إلى الإحمرار، وأخرى بملابس بنية فاتحة مائل للاصفرار، وهذه الألوان الداكنة تناسب الشتاء، ولم يكن يرتدي طوال الموسم الكتان الشفاف الخفيف”.

أما الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فأكد في لقاء تليفزيوني أن مناخ مصر القديمة كان يتباين بين فصول السنة الأربعة، كما أكد أن الفراعنة تعرفوا على الأصواف والكتان وارتدوها، ولكنهم لم يسجلوا ذلك في نقوشهم على جدران المعابد والمسلات.

وأضاف أن المصري القديم يؤمن بوجود حياه ما بعد الموت والبعث، واعتقد أن الروح تتعرف عليه فيما بعد عن طريق اسمه والمومياء الخاصة به، وتمثاله ونقش جسده على الجدران الأثرية؛ لذا جاء النقش للملوك وغيرهم على الجدران بالجسد عاريا قدر الإمكان، وارتدى كل ما هو خف، لتتمكن الروح من التعرف عليه في الحياة الأخرى، وكأن المصري القديم يرسخ بصمته بجسده كاملاً.

المصدر
مصراوي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى