مفاعل نووي سري على عمق 100 قدم تحت الجليد.. ما القصة

الترند العربي – متابعات
كشفت وثائق رفعت عنها السرية مؤخرًا عن السر وراء «مدينة» مخفية مدفونة تحت طبقة هائلة من الجليد بحسب ما ذكرته صحيفة ذا صن البريطانية.
كان «كامب سينشري» قاعدة عسكرية سرية تعود إلى حقبة الحرب الباردة، وقد بُنيت على عمق يقارب 100 قدم تحت أحد الأنهار الجليدية في جرينلاند.
حملت القاعدة لقب «المدينة تحت الجليد»، وكانت إنجازًا هندسيًا مذهلًا في عصرها.
أُنشئت القاعدة بواسطة فيلق المهندسين بالجيش الأمريكي، واحتوت على 21 نفقًا مترابطًا امتدت لأكثر من 9،800 قدم.
ورغم تقديمها رسميًا كمحطة أبحاث علمية، إلا أن الهدف الحقيقي من إنشائها ظل سرًا لعدة عقود.
في الواقع، كان «كامب سينشري» غطاءً لمشروع آيسوورم السري، وهو خطة عسكرية تهدف إلى بناء شبكة من الصواريخ النووية المخفية داخل الجليد، بحيث تكون قادرة على استهداف الاتحاد السوفيتي.
وكانت الخطة تقضي بنشر ما يصل إلى 600 صاروخ نووي، جاهزة لضرب الاتحاد السوفيتي في حال اندلاع حرب.
ولضمان تشغيل القاعدة في الظروف القاسية للقطب الشمالي، تم تزويدها بمفاعل نووي محمول من طراز PM-2A، والذي وفر الطاقة الكهربائية والتدفئة اللازمة لاستمرار العمليات.
لكن، وعلى الرغم من الطموحات الكبيرة للمشروع، شكلت طبيعة الجليد غير المستقرة عقبة كبيرة أمام نجاحه.
بمرور الوقت، تسبب تحرك وذوبان الجليد في جعل تنفيذ المشروع أمرًا غير عملي، مما دفع الولايات المتحدة إلى التخلي عنه وإغلاق القاعدة في عام 1967.
تمت إزالة المفاعل النووي، لكن مواد أخرى، من بينها نفايات خطرة، تُركت وراءها، حيث طُمرت تحت الجليد مع مرور الزمن، لتصبح اليوم بمثابة كبسولة زمنية مجمدة تخفي أسرار الماضي.
ومع ذلك، اكتشف عالم من وكالة ناسا القاعدة بالصدفة أثناء مهمة بحثية روتينية.
كان تشاد غرين يلتقط صورة مذهلة للغطاء الجليدي الهائل في جرينلاند عندما التقط رادار طائرته بقايا قاعدة كامب سينشري.
وقال أليكس غاردنر، عالم الجليد في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: «كنا نبحث عن قاع الجليد، وفجأة ظهرت أمامنا كامب سينشري».
في البداية، لم يدرك الفريق ما الذي عثروا عليه، لكن بيانات الرادار كشفت لاحقًا عن هياكل فردية داخل القاعدة تطابقت مع الخرائط التاريخية لتصميمها.
وأوضح غرين مدى الطبيعة غير المتوقعة لهذا الاكتشاف: «كان هدفنا هو معايرة وتأكيد وفهم إمكانيات وحدود تقنية UAVSAR في رسم خرائط الطبقات الداخلية للغطاء الجليدي وواجهة قاع الجليد».
تظل كامب سينشري حتى اليوم بمثابة كبسولة زمنية تعكس طموح الحرب الباردة، والابتكار الهندسي، والسرية العسكرية.